رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على الهواء

بدأت شاشات الفضائيات تبشرنا بسيل جديد من التفاهة والانحطاط والإسفاف الذى يتدفق كل عام فى شهر رمضان تحت مسمى «الدراما» وأتوقع بعد نهاية شهر رمضان أن يبدأ الكتاب والنقاد الحملة المعتادة كل عام.. ثم يهدأ الغبار وتخفت الأصوات وتستمر المهزلة.

ورغم أن الشكوى من هذا الاسفاف تتسع دائرتها كل عام فلا نرى أية محاولة جادة لعلاج هذه المشكلة ولإنقاذ الدراما التليفزيونية من انهيار محقق تفقد معه مصر صناعة تدر عوائد مادية هائلة ونفوذاً ادبياً لا يقدر بمال.

هذه الثمرات كلها مهددة بالضياع الكامل رغم محاولات فردية من بعض المنتجين المحترمين وأحسب أنهم لن يتمكنوا من الاستمرار فى مقاومة سبل الانحطاط إذا لم نسعفهم بحلول عملية تمكنهم من الاستمرار وتجذب آخرين للإنتاج المحترم.

سبب هذه الأزمة واستمرارها - فى تقديرى - ان الدراما التليفزيونية لم تجد «أباً شرعياً» يرعاها ويحاول حمايتها، فقد تألق هذا الفن فى فترة طغيان «وزارة الإعلام» وهى - أى وزارة الإعلام - غير مؤهلة لمتابعة وتطوير هذا الفن.

وفى نفس الوقت خشيت الجهات المؤهلة لأداء هذه المهمة من الاقتراب من هذه المنطقة الشائكة، ونمت هذه الدراما التليفزيونية فى ظل غياب تام «لأب شرعى» يتحمل مسئولية رعايتها، وهذا الأب الشرعى هو وزارة الثقافة أو أية مؤسسة ثقافية لديها صلاحيات تؤهلها لهذه المهمة، ولا أقصد مطلقاً أن تتولى أية جهة هذه الرعاية من خلال «رقابة»، فالرقابة على الأعمال الفنية تقتل الإبداع ولا تطوره أو تنقذه اذا واجه أزمة.

وهنا أود أن أوضح فكرتى عن عدم أهلية وزارة الاعلام أو أية مؤسسة اعلامية للتعامل مع الدراما التليفزيونية، قناعتى ان النسبة الأكبر مما يبث اذاعياً أو تليفزيونياً لا ينتمى الى «الاعلام» ولكن ينتمى الى الجهات المعنية بالنشاط الذى يبث على اثير الاذاعة والتليفزيون، فمباريات كرة القدم ليست أكثر من «ملاعب ينقل نشاطها» على الاثير، والافلام السينمائية ليست أكثر من دور عرض اتسع نطاقها بإطلاقها عبر الاثير، وهكذا ينتمى كل نشاط الى «أهله» وتتولى الجهات المعنية به تقييمه بمعاييرها وتطويره وإنقاذه اذا تعرض لمخاطر.

بهذا المنطق رأيت أن وزارة الثقافة هى المؤهلة للتصدى للمشكلة برعاية جهود ابناء هذه المهنة «الدراما» كتاباً ومخرجين ومنتجين وتشجيعهم لوضع الحلول العملية لإنقاذ الدراما المصرية قبل فوات الأوان.

وتصورت فى هذا السياق أن وزير الثقافة يستطيع أن يدعو عدداً محدوداً من هؤلاء المعنيين بأمر الدراما التليفزيونية ليتدارسوا الأمر ويقترحوا الحلول العملية لإنقاذ الدراما.

ومعنى هذا التصور الى طرح هذه الفكرة فى كلمات سريعة على الاستاذ حلمى النمنم وزير الثقافة فى لقاء عابر ونحن نحتفل بتكريم المبدع الرائع الاستاذ محفوظ عبدالرحمن.. والتفت الاستاذ حلمى إلى رجل يسير خلفه وطلب منه تحديد موعد لألقاه وأشرح له وجهة نظرى.

تفاءلت بقرب تحرك جاد.. ومضت الأيام والشهور ولم يحدث شىء، وهنا تنبهت الى أننى لفرط سذاجتى خاطبت الوزير حلمى النمنم وزير الثقافة بالطريقة التى أخاطب بها أى زميل من الكتاب الصحفيين، ولم أدرك أن الوضع قد اختلف وأننى لم ألتزم بالعبارات اللائقة التى يخاطب بها المواطنون المصريون أمثالنا أصحاب المعالى الوزراء.

لذا أنتهز هذه الفرصة للاعتذار عن طريقة مخاطبتى لمعالى وزير الثقافة الأستاذ حلمى النمنم.