رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

كل يوم يمر يثبت الواقع أن هناك «حاجة غلط» فى مجلس النواب المصرى ، وأن عددا ليس بقليل من أعضائه فى غيبوبة ومنفصل تماما عن واقع الغلابة والبسطاء، الذين يحصلون على قوت يومهم بالكاد ، ويعانون من أكبر موجة غلاء تضرب مصر فى تاريخها ، فبين حين وآخر يطل علينا أحد النواب بتصريحات غريبة ، ومطالب عجيبة ، تجعله يبدو وكأنه يعيش فى كوب آخر . ومن آخر هذه العجائب  ما أدلى به احد نواب البحيرة من تصريح مطالبا برفع رسوم المدارس الحكومية إلى 5000 جنيه سنويا ، بحجة تقديم خدمة تعليمية ، وتحسين منظومة التعليم ، والارتقاء بالمعلم وبالتالى الطالب  والمدرسة ، والقضاء على مشكلة مراكز الدروس الخصوصية.

جميل أن يفكر كل نائب لحل بعض المشاكل المستعصية، وجميل أن يأتى بأفكار من خارج الصندوق ولكن أن تكون تلك الأفكار خيالية وتزيد من هموم وضغوط الشعب ، فنحن فى غنى عنها أو كما يقولون  « بلاها وبناقصها».

ولا أدرى على أى أساس حسب النائب حسبته، ألا يعلم أن قطاعا كبيرا من شعبه المطحون يعيش على راتب أو دخل لا يزيد علي  1500 جنيه «سحتوت» يجمعها من هنا وهناك «وإن كانت زوجته تعمل، فيصبح كل إجمالى دخل الأسرة فى حدود 3000 جنيه، يلتهمها السكن والغذاء والكساء والعلاج ، ويقترض فوقها رب الأسرة ويستلف من هذا وذاك ، ليعلم أولاده فى المدارس الحكومية المدعومة من الدولة. وألايعلم أن راتب أى مصرى ينتمى للطبقة المتوسطة وليست الفقيرة لن يصل إلى الخمسة آلاف جنيه التى يتحدث عنها النائب الموقر.

كنت أتمنى من نائب الشعب الذى جاء لخدمة الشعب وليس لزيادة همومه وبلائه أن يأتينا بأفكار واقعية لعلاج أزمة التعليم فى مصر، بشرط ان لا يدفع الثمن المواطن الغلبان.

 كنت أحسبه يطالب مثلا بفرض تبرع قيمته خمسة آلاف جنيه شهريا، يقدمه كل صاحب مصنع أو شركة أو مدرسة خاصة، لمدة خمس سنوات قادمة توضع فى صندوق خاص ينفق منه على تطوير المنظومة التعليمية، مقابل منح هذه الشركات والمصانع والمدارس بعض الإعفاءات و المزايا والتسهيلات الخاصة ، التى تشجعهم على هذا التبرع، على أن يتولى مجلس إدارة هذا الصندوق فريق من المتخصصين فى إدارة دفة التعليم إداريا وماليا. 

كنت آمل منه، أن يشارك وبقية أعضاء البرلمان فى تنظيم حملة قومية لإعادة الضمير الغائب منذ سنوات عن قلب المدرس المصرى ، الذى حولته  الحكومات المتعاقبة إلى ما يشبه تاجر الشنطة، يحط ببضاعته كل يوم عند زبائنه، الذين اعتاد عليهم وصاروا مصدرا أساسيا لدخله. كنت أنتظر، أن يحرض أبناء دائرته على مقاطعة مثل هذه المراكز الخصوصية ،التى أصبحت بديلا شرعيا للمدارس الحكومية، فيساعد الدولة على مكافحتها، وفى الوقت نفسه يعيد مرة أخرى للمدرسة الحكومية قيمتها وهيبتها، ويغرس فى نفوس الطلاب مبدأ الاعتماد على أنفسهم فى تحصيل دروسهم، فيزيلون عن آبائهم حملا ثقيلا يقصم ظهورهم يوميا .

إن تطوير التعليم، وإعادته إلى سابق عهده لن يكون أبدا بمثل هذه الأفكار الخيالية، غير الواقعية ، ولن يقبله الشعب حلا إذا جاء على حساب ميزانيته التى يعلم الله وحده، كيف يدبرها  ليواجه الحياة، فارحمونا أيها النواب المحترمن من أفكاركم «الجهنمية». عيشوا الواقع مع الغلابة الذين انتخبوكم، ووضعوا كل آمالهم فيكم ، لتحقيق أحلامهم وآمالهم، لا سلخهم وتحميلهم مزيدا من الهموم والضغوط. وإن كانت تلك أفكاركم فاتركوها داخل الصندوق .

[email protected]