رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأي الوفد

 

 

فرصة استثنائية تحظى بها الحكومة وهي تقدم برنامجها إلي مجلس النواب، إذ لا مجال للمزايدات وتسوية الحسابات أمام الظروف الراهنة؛ ومن ثم نستقبل برنامج الحكومة ونحن علي وعي تام بخطورة الدفع بالموقف السياسي إلي منعطفات حادة تشكل تهديداً فعلياً لاستقرار الأوضاع السياسية، وما يتبع ذلك من عجز وشلل في الحركة الاقتصادية يهدد قطعاً ما نستهدفه من تنمية شاملة، بموجبها تتحقق التطلعات الشعبية الثورية المشروعة صوب حياة كريمة حرة.

من هنا، فإن مناقشات وتحليلات تتناول بيان الحكومة وبرنامجها المقدم إلي البرلمان، لا ينبغي لها أن تهمل استثنائية اللحظة التاريخية التي يعيشها الوطن، الأمر الذي يستلزم جهداً أكبر في إدراك صيغة موضوعية، تُدقق في الموقف الداخلي ككل، وامتداداته الخارجية، ربما بما يفوق ما جاء في البرنامج الحكومي من تفاصيل يمكن تعديلها أو إصلاحها بشكل مرحلي، وبما يتوافق والرؤية العامة للدولة.

لا يعكس ذلك رغبة الوفد في تمرير برنامج الحكومة برمته ودون مناقشات جادة؛ إذ لا ينسجم ذلك ومبادئ وثوابت الوفد، فضلاً عن كونه رأس التعددية الحزبية الوطنية، بموجب تاريخه الفريد، وانتشار قيمه ومبادئه الليبرالية الاجتماعية علي طول وعرض الحياة السياسية المصرية المعاصرة.

فليس من شك أن قيادة الوطن باتجاه أهدافه الثورية، تحقيقاً للمكتسبات الدستورية الهائلة، لا يمكن لفصيل واحد بعينه أن ينهض بمسئوليتها الضخمة، دون مشاركة حقيقية وجادة من كافة القوى السياسية الوطنية، متى التزم الجميع محددات العمل الوطني، تغليباً للمصلحة العامة، وتجسيداً لمبادئ الثورة المصرية «يناير/يونيو».

بقي أن تدرك الحكومة أن «لحظتها الاستثنائية» الراهنة، تفرض عليها جهداً وفكراً استثنائياً، يُمكنها من قيادة الوطن إلي آفاق بعيدة علي طريق التحول الديمقراطي، وصولاً إلي ترسيخ مبادئ الحكم الرشيد ثقافة مجتمعية حاكمة. وهو شرف كبير للحكومة الحالية، ولكل من يدفعها قدماً إلي الأمام، بموضوعية كاشفة تنير الطريق أمامها، ولا تخصم من استقرار الوطن.

«الوفد»