رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

تحدثنا فى مقالنا السابق عن الحلم الأمريكي الذي يراود شبابنا متمثلا فى حلم السفر والهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعرضنا لتقارير من داخل الولايات المتحدة عن التمييز العنصري الذي لايزال عالقا في الذهنية لمواطني أمريكا البيض، ولنواصل عرض بعض الحقائق الرقمية الأخرى التي تؤكد هذا التمييز الذي لم يذهب المرشح الأمريكي الأبيض ترامب بعيدا عنها حينما أعلن بوضوح ضمن حملته الانتخابية العداء للمسلمين وأنه سيتجه فيما يبدو حال وصوله لمقعد الرئاسة اجراءات تمنعهم من الدخول للولايات المتحدة . وإليكم الآن بعض هذه المظاهر التمييزية الرقمية الأخرى.

الحقيقة الثالثة: بلغت نسبة عدد الأطفال السود الذين يعيشون في فقر 37% من بين أطفال أمريكا، ويأتي الأطفال الاسبان في المرتبة الثانية بنسبة 27%، يليهم الأطفال الآسيويون حيث يعيش الـ 11% منهم في فقر، ويأتي في المؤخرة الأطفال البيض، حيث يعيش العشرة بالمائة فقط منهم في فقر.

الحقيقة الرابعة: يبلغ عدد العاطلين السود عن العمل ضعف عدد العاطلين البيض، وحتي السود الذين يعملون يتقاضون مرتبات وأجورا أقل مما يتقاضاه البيض بنسبة 20%.

الحقيقة الخامسة: من بين كل عشرة سود يعيشون في الولايات المتحدة تجاوزوا سن الثلاثين، يوجد واحد منهم في السجن.

الحقيقة السادسة: من المحتمل أن كل شخص أسود ولد في عام 2001 سيتعرض إلى دخول السجن بتهمة ما أو بأخرى، وذلك بنسبة 32%، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 17% بالنسبة للاسبان، أما بالنسبة للبيض فإن احتمال دخول السجن تنخفض إلى 6% فقط.

الحقيقة السابعة: تغلّظ العقوبات القضائية التي تصدرها المحاكم الأمريكية ضد السود بنسبة 20%، مقارنة بنفس الأحكام التي تصدر ضد البيض على نفس التهم.

الحقيقة الثامنة: يتعرض التلاميذ والطلاب السود للفصل من مدارسهم، أكثر مما يتعرض الطلاب البيض بثلاثة أضعاف.

الحقيقة التاسعة: في مدينة فيرجسون (التي قتل فيها أحد رجال البوليس البيض الشاب مايكل براون الأعزل بست طلقات، منها اثنتان في الرأس) تبلغ نسبة عدد السكان السود 67% من السكان، وفي المقابل 94 % من رجال البوليس هم من البيض.

الحقيقة العاشرة: أعرب 48% من الأمريكيين، عن مواقف عنصرية ضمنية ضد السود، وذلك في عام 2008، وللأسف ارتفعت هذه النسبة إلي 51% من بين البيض في عام 2012.

ولعلنا بعد هذا التقرير المحايد عن الوضع الداخلي للولايات المتحدة الأمريكية وخاصة حول مشكلتي التمييز العنصري والبطالة نكون قد أدركنا أن الحلم الأمريكي لم يعد ورديا كما كان الحال في منتصف القرن الماضى، وإذا أضفنا إلى هذه الأوضاع الداخلية المتردية والآخذة فى التردي شيئا فشيئا بفعل حالة التمدد العسكري الذي لم تتوقف عنها الولايات المتحدة وخاصة فى الجزء الشرقى من العالم والدليل على ذلك تلك الحروب التي تشنها والتي تدعمها فى منطقة الشرق الأوسط وبلدان العالم الاسلامي، أقول إذا أضفنا إلى ذلك كله التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة من خارجها وخاصة من قبل المارد الصينى وحلفائه فى الشرق الآسيوى، تلك التحديات التي تهدد بالفعل عرشها على قمة العالم والتي يكاد يجمع المحللون أن نهايته قد اقتربت وأن نهاية الامبراطورية والهيمنة الأمريكية ستحل على أقصى تقدير فى منتصف هذا القرن الذي نعيشه!

لعلنا بعد كل ذلك نعي ويعي شبابنا الحالم أن الحلم الأمريكي أصبح أشبه بحلم اليقظة المزيف!! وأن على شبابنا الحالم بجد أن يسعى لتحقيق أحلامه على أرض وطنه مهما كانت التحديات ومهما كانت العراقيل التي يتصورون خطأ أنها بفعل فاعل، والحقيقة التي أؤكدها لهم أن الفاعل مجهول، بل ليس له وجود لأن وطنهم يضع كل آمال تقدمه الحضاري على فكرهم الواعي وعلى سواعدهم الفتية، وأن الوطن وقادته وزعيمه يبذلون كل الجهد فى سبيل تذليل كل العقبات التي تحول دون دفعهم إلى الأمام ليصنعوا هم المستقبل المشرق لأمة اشتاقت للعودة إلى صدارة المشهد الحضاري العالمي.