رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صح النوم

لم تعرف مصر عبر تاريخها خيرا من أنصار حقوق الانسان واصحاب دكاكين الديمقراطية والحريّة ومعامل شعارات المساواة ومكافحة العنصرية والتطهير العرقي والعنف ضد المرأة  وحقوق الطفل والحق في الحياة وغيرها وغيرها من صكوك الشعارات ومنصات العبارات التي  اخترعها الغرب واحترفها البعض وحولوها الى سبوبة وتجارة وسمسرة  تشبه تماما فكرة تعويضات القتلى في فيلم ضد الحكومة للعبقري أحمد زكي، كلنا مجرمون، لانستثني أحدا، الشعوب التي تترك أصحاب دكاكين حقوق الانسان تتاجر بها والنخبة التي تتمادى معها أو على الأقل تصمت في مواجهة التجارة بالقيم السامية، انها سرقة لحقوق الانسان بما لايخالف القانون، وبالعودة للماضي سنجد أن الجمعيات والجماعات كانت الجسر الذي تعبر منه أجهزة المخابرات للدول والمجتمعات، حسن البنّا كان أول من طبق هذا ونجح فيه وتفوق على الجماعات السلفية التي كانت تحاول جمع أموال من السعودية وتركيا قبله ومنها باسم الاسلام جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وكذلك فيما بعد محمد رشيد رضا الذي علم البنّا لكن الاخير تفوق عليه وذهب مباشرة للمخابرات البريطانية واتفق معها على أن يحصل منها شهريا على خمسمائة جنيه مقابل كتابة تقرير شهري عن  أحوال العمال في القناة ومدينة الإسماعيلية أي العمل جاسوسا بشكل واضح وغير مستتر وحلقات المسلسل معروفة تاريخيا من خلال توظيف الاخوان لتنفيذ أجندات غربية بدأت بالفكر الماسوني وتطورت عبر ثمانين عاما لتكون اداة للمخططات الأمريكية في المنطقة وآخرها مخطط سايكس بيكو ٢، اذن جماعات وجمعيات المجتمع المدني في المعظم قدمت لنا أسوأ نماذج لاختراق المجتمع وبالعمل مطية أو جسراً لاختراقه على كل المستويات، وفي كل مرة تبرز نفس الشعارات البراقة التي يسوقها البائع الغربي للمشتري الشرقي عبر وسطاء وسماسرة هذه الدكاكين، فعلها البنّا كما فعلها سلساله من التابعين وفعلها سعد الدين ابراهيم  وطابور طويل من الذين أطلقوا على أنفسهم حقوقيين ونشطاء، والآن وبعد ان استيقظت الدولة المصرية لما جنته أياديهم من تخريب واستقطاب وإفساد اليوم يستخدمون أسيادهم للهجوم على مصر في كل منبر وموقع وعبر الميديا العالمية، والدلائل دامغة على أن المخطط اخواني تركي قطري أمريكي صهيوني، لقد فضح الجميع كتاب مهم جدا للباحث الامريكي ايريك ستونر يقول إن جمعيات حقوق الانسان في مصر ومنطقة الشرق الاوسط تطور عملها من مجرد المناداة بحقوق الانسان التقليدية الى التبشير بتغيير المجتمعات عبر أفكار كاتب يهودي اسمه جين شارب وهو وراء ماسمي بأكاديمية التغيير في الدوحة التي شارك الاخوان مع النشطاء وبعض الحقوقيين المصريين  في تأسيسها منذ البداية مثل هشام مرسي زوج ابنة القرضاوي وهو طبيب ووائل عادل وتواصل معهم وائل غنيم وجميعهم دربوا مايقرب من ٨٠٠ شخص على التغيير السلمي وهم دربوا آخرين في الدوحة وكان هناك مشرفون  يراقبون عن بعد افكارهم وتقاريرهم من التابعين لمؤسسات دولية تمولها أجهزة مخابرات دولية مثل كارنيجي وكأنفاس وغيرهما ويقول الباحث إن قطر هذه الدولة القزمة وجدت في جمعيات التغيير وحقوق الإنسان الحصان الرابح  لتخريب المجتمعات، ومنذ أيام نشرت الجارديان البريطانية أن  هناك ٥٣ منظمة حقوقية اخوانية حصلت على ٤ مليارات دولار من قطر وأرسلت تمويلات لأنصارها في مصر لزعزعة نظام السيسي، ونشرت أن منظمات مايسمى بحقوق الانسان يسيطر عليها الاخوان تماما مثل هيومن رايتس ووتش، وهيومان رايتس مونيتور والعدالة الانتقالية في نيويورك والمصريون الأمريكيون الديمقراطية وجميعهم على اتصال مع مايسمى المجلس الثوري المصري في تركيا ولندن، أما الاتحاد الأوروبي فهو أخطر بؤرة لدكاكين حقوق الانسان وهي الباب الخلفي لاجهزة المخابرات الأوروبية بالتحديد وهو مايفسر رد فعل حادث ريجيني المبالغ فيه وكأنهم كانوا ينتظرون قصة تتحول  لكرة ثلج كبيرة استغلت فشلنا في التعامل الخارجي مع الأزمة وللاسف مصر خسرت كثيرا بسبب تربص الأطراف الاخرى غباءنا في هذا الملف، بالامس أصدر المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي بيانا بشأن قضية التمويل الأجنبي التي يتم فيها التحقيق مع عدد من مسئولي منظمات المجتمع المدني في مصر حاليا. 

وجاء نص البيات كالتالي: «نشهد تصاعد الضغوط على منظمات المجتمع المدني المصرية المستقلة خاصة منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عنها. إن الإجراءات الأخيرة من حظر السفر وتجميد الأصول واستدعاء المدافعين عن حقوق الإنسان لا تتماشى مع التزامات مصر لتعزيز واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي كفلها الدستور والمنصوص عليها في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر والذي هو أساس شراكتنا. 

إن قرار إحياء ما يسمى «بقضية التمويل الأجنبي لعام 2011» والذي يستهدف شركاء الاتحاد الأوروبي الذين لهم أهمية حاسمة في التطور الديمقراطي في مصر، لهو مصدر قلق بالغ. إن المجتمع المدني يلعب دورا رئيسيا من أجل مجتمعات منفتحة وديمقراطية. في الوقت الذي تواجه مصر والاتحاد الأوروبي ودول الجوار تحدي الإرهاب تعتبر المجتمعات المفتوحة هي أفضل ترياق للتطرف والإرهاب وعدم الاستقرار. وبالتالي يتوقع الاتحاد الأوروبي من الحكومة المصرية أن تسمح بالعمل المستقل لمنظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان دون تخويف».

اذن البيان واضح انهم يدافعون عن شركائهم في تنفيذ المخطط للشرق الأوسط الجديد، أتذكر أثناء دخول الاحتلال البريطاني لمصر كان يوجد جنرال اسمه خنفس مع عرابي واقنع عرابي أن يترك القناة في حمايته ويذهب للإسكندرية وهو كان قد اتفق مع دليسبس أن يتركها للاسطول الانجليزي وعندما سأله القائد الانجليزي لماذا خنت قائدك عرابي فقال أنا تركي الاصل ومصر ليست وطن أجدادي سأقبض منكم مايجعلنى أعيش أميرا في أي بلد أوروبي، هذا هو منطق العملاء الآن ولكن الجديد أنهم  يحملون الجنسية المصرية ويتاجرون بها في سوق النخاسة، ألا  لعنة الله عليكم أجمعين.