رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل لغة من لغات العالم لها شعبها الذي يتكلم بها ويحترمها وهي لغته في كل شئون حياته.. والمفترض أن كل صاحب لغة عليه أن يتكلم بها وأن تكون كل نشاطاته الاجتماعية والإنسانية ناطقة ومكتوبة بلغته.. وإلا فإنه يفقد هويته لأن اللغة هي في الواقع هوية الأمم والشعوب.. ولغتنا العربية الجميلة تنطق بها كل البلاد العربية.. منهم من ينطقها بجزالة ويعبر بها عن أي شىء وكل شىء.. ومنهم من ينطقها بصعوبة ما.. وقد حرفت بعض مفرداتها عنده مثل بعض الشعوب التي وقعت تحت نير الاستعمال في القرنين الماضيين.. خاصة الاستعمار الفرنسي الذي كان من طبائعه وأولوياته أن يحاول فرض لغته على المجتمع الذي خضع تحت سيطرته وأن يمحي أو يلغي تماما لغته الأصلية تحت دعاوي عدة منها إنها لا تتمشي مع العصر الحديث ولا تغني بمفرداتها ولا تثمر في مجالات العلم والتكنولوجيا المتقدمة وهو إدعاء ظالم لا يمت للواقع بصلة.. وكان ذلك في عالمنا العربي أكثر وضوحا في بلاد شمال أفريقيا مثل تونس والمغرب والجزائر التي مازلت إلي الآن رغم تحررها من الاستعمار الفرنسي البغيض تفضل النطق والتعامل باللغة الفرنسية ولقد عايشت ذلك بنفسي حين كنت أتردد على تونس باستمرار، وعلى المغرب أحيانا في نهائيات السبعينات وبدايات الثمانينيات وعلى ما رأيت وعايشت كان أفضل لك أن تتخاطب باللغة الفرنسية في كل شىء حتي إذا ما جلست على مقهي وطلبت شيئا.. رغم أنهم يعشقون الفن المصري.. خاصة الطرب من عمالقة الغناء لدينا أمثال أم كلثوم وعبد الوهاب.. وفي الغالب الأعم تجد المقاهي والأسواق يصدح فيها صوت هذين الرائعين باستمرار.. أعود إلي مصر.. وطننا.. وأقول هل نحن نحترم لغتنا العربية حقا أم حسب الظروف؟! بالطبع نحن نحترم لغتنا العربية في مصر في كل الوسائل الرسمية بما فيها المؤتمرات الشعبية وغيرها لكن ذلك للأسف لا يحدث في الإعلانات المقروءة أو المرئية كما لا يحدث على واجهات المحال التجارية غالبا.. فإذا ما طالعت جريدة الأهرام في عددها الأسبوعي وجدت كما هائلا من الإعلانات الضخمة مكتوبا باللغة الإنجليزية وبعضها بالفرنسية وربما لا تجد كلمة واحدة بالعربية.. وكأنهم بذلك يعلنون عن بضاعتهم سواء كانت منتجعات أو شواطئ أو قري ساحلية أو غيرها إلي شعب آخر ناطق باللغة الأجنبية.. وهذا يجعلك في حيرة أو ربما في غيظ من تلك الإعلانات المستفزة التي لا تحترم المصريين ولا الشعب والتي تتعالي عليهم.. وكأن أصحابها لا يهمهم من الشعب المصري كله إلا فئة قليلة.. أما الباقي وهم الغالبية فلا يهمهم في شىء وفي هذا تعال واضح من قبل أصحاب هذه الإعلانات المستفزة على جموع الشعب المصري حتى ولو كان غالبيتهم لا يستطيعون شراء ما تحتويه وما تشير إليه هذه الإعلانات الضخمة. وقس على ذلك أسماء المحلات التي تكتب على واجهتها عنوان نشاطها باللغة الإنجليزية أو سواها من اللغات ضاربة عرض الحائط بلغة الناس.. لغة الشعب.. لغة الدولة المصرية العربية.. وهذا في واقع الأمر عار على هؤلاء جميعا في بلد عربي.. ينطق شعبه جميعا باللغة العربية ولقد كنت في نهاية السبعينيات أيضا في برلين بألمانيا الغربية وقتها وراعني أن الألمان لا يردون عليك بأي لغة تخاطبهم إلا بلغتهم الألمانية احتراما وتقديسا لها.. حتى أننا اشترينا كتبا فيها ترجمة لكل المفردات بالعربية لكن نخاطبهم بلغتهم التي يعتزون بها وإلا فلن نستطيع العيش وسطهم والتخاطب أو التعامل معهم وكانوا يقولون قولا رائعا معناه.. إذا جئت إلي ألمانيا فعليك أن تتعلم الألمانية قبل مجيئك إليها.. وكنت أشعر معهم بمدي احترامهم للغتهم لدرجة التقديس.. واللغة هي عنوان الشعوب.. أما لغتنا العربية فهي لغة جميلة.. هي لغة الضاد.. وهي لغة الشعر الجميل والمنطق الرائع الذي تحتويه بين جنباتها ولقد عشنا سنوات مع شاعرنا الجميل.. فاروق شوشة الذي كان يغرد ببرنامجه الشهي في الإذاعة المصرية «لغتنا الجميلة» وكان يصول ويجول في كل حلقة مبينا مدي حلاوة وطلاوة اللغة العربية.. وكان عنوان برنامجه بيت شعر من أجمل ما قيل في لغة الكلام على مستوي الدنيا بأثرها وهو.. أنا البحر في أحشائه الدّر كامن.. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاته.. شىء رائع وبديع حقاً.. أريد أن نحترم لغتنا العربية الرائعة التي هي لغة القرآن الكريم الذي هو نبراس حياتنا الذي نعيش عليه وبه.. كما أنه على كل محتوي من إعلام أو غيره أن يكون بلغة الضاد الذي هي لغتنا ولنعلم أنه إذا لم نحترم لغتنا فلن يحترمها أحد.. والله المستعان.