رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأى الوفد

منذ فترة ليست بالقليلة، يترقب المشهد الداخلى ما ستسفر عنه الساعات المقبلة من أحداث سياسية تمثل الخطوات الأخيرة صوب بدء تدشين مرحلة جديدة من عمر التجربة المصرية فى سعيها نحو إرساء قواعد دولة حديثة، وفق قيم ومبادئ وأهداف ثورة يناير المجيدة، وموجتها التصحيحية فى الثلاثين من يونية.

فإلى جانب عرض بيان وبرنامج الحكومة على البرلمان فى السابع والعشرين من مارس الجارى، يأتى فى مقدمة الأحداث المنتظرة، ما راج أخيراً عن قرب إجراء تعديل وزارى، تعددت أطره، سواء ما يتعلق بالمجموعة الاقتصادية، أو ما يرتبط بالمجموعة الخدمية.

والواقع أن تعديلاً وزارياً حاسماً وفارقاً، لابد وأن يكون فكرياً فى المقام الأول، إذا ما أراد بصدق تحمل مسئوليته الوطنية التاريخية إزاء الموقف الراهن الزاخر بالتحديات، فى الداخل والخارج على السواء؛ إذ ليس برؤى الماضى الكريه، يمكن أن نتطلع إلى مستقبل أفضل، يتناسب وحجم الطموحات الشعبية المتنامية، والمؤجلة أكثر من مرة بضغط من مخاطر شتى تحيط بالوطن.

فليس من شك أن الشعب على وعى تام بأن الأولويات المُلحة لا تتيح إنجاز كل ما يمكن أن يحقق الرضاء الشعبى عن مجمل الأداء الحكومى. فإلى جانب صعوبة الموقف الاقتصادى، تأتى حتمية مواجهة الإرهاب، وما تفرضه من تبعات على أجندة العمل الوطنى، ومن ثم تتراجع فرص تبنى كافة التطلعات، لما تقتضيه من إمكانات أبعد كثيراً عن متناول يد الحكومة.

غير أن مؤازرة شعبية، من شأنها تأكيد تماسك الجبهة الداخلية فى مواجهة أعدائها، هى أمر لا سبيل إليه قبل أن يتأكد الشعب أن انحرافاً عن مسار ثورته لا يخطط له البعض، وبقاء على النهج القديم للنظم التى أسقطتها الثورة «يناير - يونية»، لا ينتويه البعض، وسياسات قديمة عقيمة لا يتأسس عليها برنامج الحكومة.

وعليه، لا ينبغى أن تكل الحكومة من أعباء الشعب، فتصرخ شاكية فى بيانها أمام البرلمان من فداحة تكلفة الدعم، وما تنفقه من مليارات هنا أو هناك. فذلك أمر يشير إلى أن لا جديد لدى الحكومة يمكن أن نراهن عليه رهاناً شعبياً واثقاً.

من جهة أخرى، فإن تعديلاً وزارياً، بصيغ وأفكار الماضى، لا يمرر للحكومة ثقة حقيقية، من الشعب، وإن حازت ثقة البرلمان.

ونقاشاً برلمانياً عشوائياً، تحكمه الأهواء، عينه على الفضائيات، مستهدفاً إثارة الرأى العام، مداعباً الناخبين فى دوائرهم، لن يدعم جدارة النواب فى تمثيل حقيقى للشعب يمكن أن يسفر عن نجاح معتبر.

لتكن إذن الأيام القليلة المقبلة، وما تحمله من أحداث سياسية، انطلاقة فكرية جديدة، المبدعون يعبرون عنها، لا أهل الحظوة والثقة.