رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مواجهة

تفضلت وزارة الداخلية مشكورة وقامت بتحريك قوافل طبية إلى السجون وخارجها إيمانا منها برسالتها الوطنية. ومن يتابع أنشطة وزارة الشباب والرياضة يسعده اهتمامها بالمعارض الفنية والمهرجانات المسرحية تشجيعا منها للمواهب الفنية بين الشباب، وتشارك القوات المسلحة بدور لا يمكن تجاهله فى تلبية الاحتياجات الضرورية وتوفير السلع الاستهلاكية بالإضافة إلى مشروعاتها الإنتاجية الضخمة فى مواجهة أزمة الإسكان ومتطلبات البنية التحتية من طرق وكبارى وكهرباء ومياه...وزارة الأوقاف تقوم بدورها خير قيام فى نشر ثقافة الإسلام السمحة من خلال اشرافها على خطب الجمعة وإصدارات مجلسها الأعلى للشئون الإسلامية. وزارة الداخلية لم تكتف بمهمة وزارة الصحة ووزارة الشباب نافست وزارة الثقافة والقوات المسلحة انطلقت بكل إمكانياتها تسد نقص وعجز وقدرة بقية أجهزة الدولة، ووزارة الأوقاف عملت على استكمال الثقافة الدينية التى كان من المفترض أن تتولاها المدارس والمعاهد التعليمية التابعة لوزارة التعليم فى مراحلها المختلفة باعتبارها ضمن المقررات الدراسية. نحن فى مرحلة من أخطر المراحل المصيرية فى تاريخ الدولة المصرية. ولا ينبغى أن نبخل بالعطاء على جميع المستويات طالما كان فى مقدورنا أن نقدم شيئا. أما وزارة الثقافة، فإنها للأسف الشديد يبدو أنها لم تدرك مهمتها بعد, الثقافة لمن؟ للنخبة أم لجماهير شعبنا العظيم؟ هل الثقافة لمن يعرف موقع دار الأوبرا والمنتديات الثقافية والصالونات الأدبية المقتصرة على صفوة الصفوة؟ أم لرجل الشارع العادى الذى قد يتحرج ويتخوف ويتردد عند الاقتراب من أبنية وزارة الثقافة متى لاحظ الفارق بين هندامه البسيط وهندام المترددين على هذه الأمكنة؟ ناهيك عن السيارات الفخمة لأصحابها، تعاقب على وزارة الثقافة منذ ثورة يناير إلى الآن مجموعة من الوزراء، لا أعتقد أن ذاكرة التاريخ يمكن أن تفرق بينهم أو ترصد اسهاماتهم فى مسيرة الثقافة المصرية. ما هو دور وزارة الثقافة فى حماية الهوية المصرية واحياء الذاكرة الوطنية ومحاربة التطرف والإرهاب على مستوى جماهير مصر كلها، وليس على مستوى فئة قليلة تتردد على دار الأوبرا وتلتقى فى قاعاتها وكافيهاتها كما تلتقى فى أى كافية أو مقهى وسط المدينة تتسامر وتتحاور وتتبادل النكات والقفشات! لمن يتوجه الخطاب الثقافى؟ من المفترض أنه يتوجه إلى الوعى المصرى بكل أطيافه وفئاته وطبقاته فى القرى والنجوع والكفور، لو اكتفت وزارة الثقافة بدعم قصور الثقافة الجماهيرية على نحو يؤكد فعاليتها ودورها فى تنمية الوعى، وتحيلها من أبنية صماء لا حياة فيها، تكتفى بتوقيعات موظفيها فى الحضور والانصراف إلى مراكز إشعاع تنويرية لما كنا قد واجهنا ظاهرة الإرهاب، ولما كنا قد واجهنا مشكلة بعض أمناء الشرطة، وهى وإن كانت حالات فردية، لكنها تتطلب تأملها والوقوف عندها، والمشكلة فى جوهرها مشكلة ثقافية. هل أقدمت وزارة الثقافة على تقديم احتفالية لتكريم شهداء الشرطة من الضباط والأمناء والجنود؟ هل فكرت وزارة الثقافة فى توثيق بطولاتهم فى أفلام تسجيلية وثائقية؟ هل فكرت وزارة الثقافة فى دعوتهم لحفلاتها ومهرجاناتها ومنتدياتها ومسارحها؟ هل فكرت فى دعوتهم لحفل عمر خيرت؟ ومحمد منير؟ هل فكرت الوزارة فى إهداء أمناء الشرطة بعض إصدارتها التى تكتظ بها مخازنها؟ من المؤكد أن المواهب الفنية والأدبية ليست حكرا على فئة دون أخرى، لماذا لا تفكر الوزارة فى إقامة مسابقات أدبية وفنية لأمناء الشرطة يشاركون فيها من واقع تجاربهم النضالية؟ أما بالنسبة لقصور الثقافة الجماهيرية فإن دورها فى محاربة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة السلام والمحبة والتسامح والجمال والعمل والأمل لا يستهان به، وعليها أن تفتح أبوابها لجميع الفئات والطبقات ومنهم بالطبع أمناء الشرطة، ولن يتسنى ذلك دون دعم الأزهر ووزارة الأوقاف وأساتذة الجامعات والمفكرين، والأمر لا يحتاج إلى ميزانية ضخمة، وإنما يحتاج إلى متطوعين يقومون بهذه المهمة الجليلة بلا مقابل، وما أكثرهم. إذا كانت وزارة الثقافة تعجز عن القيام بدورها فإن عليها أن تتنازل عنه لوزارة الأوقاف أو لوزارة التعليم. إذا كان أمين الشرطة يحتاج إلى سلاح لمواجهة الإرهاب، فإنه يحتاج أيضا إلى سلاح من نوع أخر، يحتاج إلى الثقافة. أمين الشرطة عقل وقلب وشعور، لا يمكن أن ينعزل عنا ونحن لا يمكن أن ننعزل عنه. نحتاج إليه كل الاحتياج، ويحتاج إلينا، يحتاج إلى الوعى الثقافى الجمعى الذى يجمعنا ولا يفرق بيننا.