عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل أن تقرأوا: إذا كانت هناك مؤامرة «خارجية» على مصر - وهى قائمة بحق وشواهدها خطيرة - فإن هناك أيضاً مؤامرة «داخلية» على مصر.. مع شديد الأسف.. أبطالها بالجملة.. من الشخصيات الفقاعية التى ظهرت بعد الثورة، إلى النواب الذين يرتكبون أخطاء صغيرة فادحة إلى الوزراء الذين أصبحت هفواتهم صرخة إدانة للحكومة المصرية كلها! المؤامرة الخارجية مقصودة وهدفها استنزاف مصر حتى تسقط بالنزيف ما لم تسقط بالحروب المذهبية والمعارضة والإرهاب المُسَلَّحَينْ. أما المؤامرة الداخلية ففى واقع الأمر هى صناعة مصرية لحماً ودماً وعظاماً ولا ندرى هل هى بوعى أم بغير وعى.

  - العالم العربى ينهار هذا صحيح.. كل قطعة فيه تتجه للسقوط.. الدور القادم ربما على السعودية التى تأكدنا من حديث أوباما الأخير الذى نشرت تفاصيله مؤخراً صحيفة الرأى الكويتية، حينما وصفها بأنها دولة المذهب الوهابى الذى كان وراء كثيرا من حركات التطرف. فقد قال فى حديث له مع الصحفى فى صحيفة «ذي اتلانتيك» جيفري غولدبرغ المؤيد لإسرائيل وحمل عنوان عقيدة أوباما أظهر فيه وجهه الحقيقي تجاه المنطقة مهاجما السعودية قائلاً: «إن التنافس بينها وبين إيران أدى إلى حروب طائفية في سورية واليمن والعراق»، مضيفا: «المنافسة بين السعوديين والايرانيين، غذت حروبا بالوكالة وفوضى في سورية والعراق.

ونقل غولدبرغ عن أوباما اعتقاده أن واحدة من أكثر القوى التدميرية في الشرق الأوسط هي «القبلية»، ووصفها بأنها «مصدر غالبية مشاكل الشرق الأوسط».

ومن الأسرار التي يكشفها غولدبرغ أن أوباما يحمّل دين الاسلام مشكلة الارهاب، ويكتب: «في أحاديثه الخاصة مع زعماء العالم الآخرين، يقول أوباما إنه لن يكون هناك حل شامل للإرهاب الإسلامي إلى أن يتصالح الاسلام نفسه مع الحداثة ويمر ببعض الاصلاحات التي غيّرت المسيحية».

كما يحمل أوباما السعودية ودول الخليج مسئولية ارتفاع «الغضب الاسلامي»، أي التطرف.

وقال أيضا إن «السعوديين وعرب الخليج يصبون المال، و(يرسلون) أعداداً كبيرة من الأئمة والمعلمين» الى إندونيسيا، وإنه «في التسعينات، مول السعوديون بكثافة مدارس وهابية تدرس الصيغة المتطرفة من الاسلام، (الصيغة) التي تفضلها العائلة السعودية المالكة».

وعندما سئل أوباما «أليس السعوديون أصدقاءكم». فأجاب أوباما: إن العلاقة «معقدة»، في وصف شعبي من يفهم مغزاه يدرك أن الدور قادم على السعودية لامحالة!

- يحدث فى سوريا واليمن والعراق وليبيا وتونس ما يحدث الآن.. وهو أقسي بكثير مما يحدث لمصر التى ما زالت تستنزف حتى الإسقاط!

مصر لم تنهر بعد.. والمؤامرة الخارجية عليها تستهدف تحقيق هذا الهدف الذى عجزت عنه الصراعات المذهبية والعرقية والطائفية والفتن والإرهاب والمعارضة المسلحة، لكن المؤسف أن المؤامرة «الداخلية» تحقق ما لم تحققه مؤامرات الخارج!

ومع أن مؤامرة الداخل لايمكن استثناء أحد منها كونها تتضح لنا طول الوقت، إلا أن الرئيس السيسي يستغرب من نقدنا المتزايد لحكومة شريف إسماعيل، وقال فى وصفها «دى حكومة كويسة».. ونحن لانشكك فيما يقوله الرئيس، ولكن هذه الحكومة هى نفسها التى تدفعنا دفعاً لانتقادها وتحليل تصرفاتها وقراراتها.

كان لافتاً أنه رغم صداقتنا وتفاهماتنا معهم، فإن الروس والأوربيين استبقوا كل التحقيقات المشتركة مع الحكومة المصرية، لمعرفة أسباب نكبة الطائرة وملابسات مصرع الإيطالى جوليو ريجينى وأدانوا عدم الجدية فى التحقيقات، وعمقوا جراحنا بالاتهامات بالتعذيب والقمع وإدانة الاعتقال القسرية! فمن الذى أوهمنا بأن صداقة هؤلاء لنا لاتنفض عراها ولو بسبب حوادث من هذا النوع؟ أليس الإعلام الرسمى الذى يطنطن ليلاً ونهارا بحديثه عن متانة علاقاتنا بهم دون رصيد لهذا من الحقيقة؟ ألم تفشل الحكومة المصرية فى إثناء روسيا وفرنسا وألمانيا عن ترديد مثل هذه الاتهامات؟ أليس فشل الحكومة المصرية فى انتهاج سياسات حكيمة فى مواجهة قضايا الداخل عجل بسرعة اتهام مصر بالتقاعس عن مواجهة فى مواجهة الكارثة؟ وللحديث بقية.