رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

إذا رأيت «ممثلاً» يخرج لسانه من فمه.. ويتعمد التعثر في كلامه.. أو الترنح في مشيته.. علي أمل أن يضحكك، فاعلم أنه «مُفلس» وليس لديه ما يستدعي به ضحكات جمهوره.. وعاجز عن إمتاعهم بما يقدم مما يدعونه فناً.. فلا هو بفنان.. ولا ما يقدمه ينتمي إلي أي نوع من الفن.

فالاعتماد علي السخرية من إعاقة ما تحت مسمي «الكوميديا» يعد من وجهة نظري «مهزلة إنسانية» بكل المقاييس.

وشخصياً.. لا أتذكر فناناً اعتمد الاستهزاء بذوي الاحتياجات الخاصة أسلوباً في إضحاك جمهوره.. ونجح فيما ابتغي.. بل علي العكس.. يثير اشمئزاز وسخط المتفرج.. فأكبر نجوم الكوميديا في العالم العربي أبدعوا أساليب خاصة في الإضحاك قوامها دراسة سيكولوجية المتفرج.. وأتقنوا المواقف التي تخلق ضحكة بريئة.. وتدخل السرور علي النفس ولعل هذا من أسمي أهداف الفن.

بعيداً عن الاسترخاص والاستسهال.. فهل رأي أحدكم العملاق «نجيب الريحاني» أو بديع خيري أو عبدالفتاح القصري.. زينات صدقي وبالطبع حبيب الأجيال إسماعيل ياسين.. هل رأينا أحد هؤلاء النجوم يعتمد طريقة للإضحاك فيها استهزاء بإعاقة ما؟

لست ناقذة فنية.. ولم أدرس بدقة الكوميديا.. لكن العقل والقلب والضمير وديننا الحنيف أيضاً يؤكد أن للإنسان علي أخيه حق الاحترام والتقدير.. ويكفينا قول الله تعالي ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لا يَتُب فأولئك هم الظالمون «صدق الله العظيم».

وقال الرسول صلي الله عليه وسلم «الكِبر غَمط الناس» أي احتقارهم والاستخفاف بهم وهذا حرام فإنه قد يكون المُبتلي أعظم قدراً عند الله أو أكبر، فضلاً عن الناس علماً وجهاداً وعفة وتقوي وأدباً وقد حذر المصطفي عليه الصلاة والسلام من تضليل الكفيف أو إيذائه كنوع من السخرية منه، فقال «ملعون من كَمَه أعمي عن الطريق».

وفي هذا تحذير ووعيد من أن يتخذ الإنسان العيوب الخلقية سبباً للاستهزاء والسخرية والتلَّهي والتقليل من شأن أصحابها، فالشخص من ذوي الإعاقة هو أخ أو ابن أو أب في امتحان من الله تعالي وشاهداً علي قدرته.. إلي أجسادكم ولا إلي صوركم فاعلة لا ينظر ولكن ينظر إلي قلوبكم.. وكما جاء في شرح رياض الصالحين للشيخ العلامة محمد بن صالح، فإن الرسول عليه السلام أكد أن التقوي وحدها هي الفارق بين إنسان وآخر أمام الله.. فالقلوب هي التي عليها المدار.