رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن أردت أن تشاهد نموذجاً حياً للفساد عليك المرور في شارع فيصل بالجيزة.. إن أردت ان تعرف للفوضي عنواناً ترجل علي قدميك فيه.. وإن أردت أن تشهد غياب الدولة والقانون فعليك ان تقضي ساعة واحدة علي أحد مقاهي هذا الشارع.

فشارع فيصل يعد من أهم المحاور المرورية في القاهرة الكبري وليس الجيزة فقط وهو شارع موازٍ لشارع الهرم، ومنذ أكثر من عامين قررت الحكومة تطوير الشارع وتوسعته حتي يتم انشاء مترو للأنفاق يمر من شارع الهرم وعملية التطوير تتضمن توسعة الشارع حتي يستوعب حركة السيارات التي ستمر به بعد إغلاق شارع الهرم أو تحويله إلي حارة مرورية واحدة.

وأعلنت محافظة الجيزة ان تطوير شارع فيصل وتوسعته سوف يستغرق عاما واحدا.. ومر العام بل وعام آخر يمر وتعاقب علي محافظة الجيزة 3 محافظين وعلي مصر رئيسان و3 حكومات ولم يتم الانتهاء من تطوير الشارع بل كل ما تم إزالة الرصيف حتي منتصف الشارع وتقليل مساحته وهنا ظهر التلاعب والفساد وتراهما شاخصين تحت قدميك.. فلم يمر إلا شهور قليلة حتي انهارت عملية الرصف التي تمت وخرج البازلت من الارصفة التي تم رصها فقط لاغير دون اسمنت مجرد رص طوب فقط لاغير.

ومع ظهور عيوب الرصف.. عاد اصحاب المقاهي الي احتلال الارصفة ونهر الشارع وعادت السيارات تقف 4 صفوف بعد أن كانت صفين بجانب تعطل العمل في النصف الثاني من الشارع حتي الآن. التراب يحاصر كل من يمر فيه

هذا الشارع قاهر كل الحكومات التي مرت علي مصر.. فهو نموذج لمن يريد ان يعرف معني البيروقراطية والروتين.. شارع تبعيته لثلاثه أحياء.. شارع لايستطيع اي محافظ المرور فيه رغم انه علي بعد خطوات من مكتبه. فالفساد يخرج لسانه لكل من يمر به حتي ولو كان المحافظ أو رئيس الوزراء.

شارع فيصل نموذج لشوارع كثيرة في محافظات مصر.. مثال حي للفساد المستشري في مصر وتكشف حالة الاجهزة المحلية.. فهو نموذج في كيفية سرقة المال العام تحت مسمي التطوير.. هو مثال حي لرفض الأجهزة المحلية والامنية القيام بواجباتها، فبمجرد حلول الليل يختفي من الشارع رجال المرور والمسئولون المحليين عن مراقبة مدي التزام المقاهي المنتشرة علي طول الشارع بما هو مخصص لها من مساحة - إن كان مخصصاً لها - فهي تحتل منتصف نهر الشارع والنصف الآخر تحتله سيارات الرواد

السير علي أقدامك في شارع فيصل يحتاج منك ان تكون رياضي حتي تستطيع المرور بين السيارات وان تقفز فوق ما يضعه اصحاب المحلات من كراسي و«مانيكانات» عرض الملابس أو الثلاجات وسلات الخبز او غيرها مما يقومون ببيعه التي يفرشون بها الأرصفة والشارع نفسه.

عمليه تطوير شارع فيصل كما اطلق عليها هي اكبر مثل عن اهدار المال العام ويجب ان تقف الحكومة موقفاً حازماً مما يتم في هذا الشارع وغيره من الشوارع وأتمني ألا يتسلم هذا الشارع مهندسو الأحياء بل أطالب بلجنة من الادارة الهندسية بالقوات المسلحة بأن تراجع جميع الاعمال التي تمت فيه حتي الآن، وان ترفع توصياتها الي محافظ الجيزة ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، وأن يتم اعلان نتيجة هذه المراجعة علي الرأي العام ووقتها ستكون الكارثة الكبري.