رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية مصرية

لن ينسى التاريخ أن مصر كانت دائما من الدول النموذج.. وكانت تفتح ذراعيها تستقبل كل من يسعى للاستفادة من تجاربها.

ولو أخذنا فترة النهضة الحديثة التي بدأ في تشييدها محمد علي باشا في أوائل القرن التاسع عشر واستمرت من بعده.. وفي بدايات القرن العشرين الماضي قامت أهم ثورة شعبية سلمية «ثورة 1919» أبهرت العالم بالوحدة الوطنية ووحدة الهدف بين فئات الشعب جميعاً رجالاً ونساء، والصفوة والبسطاء، والمسلمين والأقباط.. وكان ذلك مدعاة فخر واعتزاز.. ورأي فيها الزعيم الروحي «مهاتما غاندي» أنها من أعظم الثورات وخاصة التماسك والترابط بين أبناء الشعب الواحد.. واراد الاستفادة منها فيما تعانيه الهند من انشقاقات بين الفئات وبين المعتقدات.. كذلك في فترة المنتصف من القرن الماضي.. سعت اليابان للاستفادة من بناء مصر لاقتصادها الوطني والتخلص من هيمنة الاقصاد الدولي الخارجي.. وفي أوائل الستينيات زار وفد كوري مصر ليطلع علي الصناعة المقامة حينذاك.

< ولذلك="" فأمر="" معتاد="" أن="" يقوم="" الرئيس="" عبدالفتاح="" السيسي="" بجولة="" في="" دول="" آسيوية="" تعتبر="" النموذج="" لدول="" نهضت="" من="" أوضاع="" اقتصادية="" في="" غاية="" الضيق="" الى="" مستوى="" عال="" ومتقدم..="" بحيث="" انعكس="" على="" معيشة="" أبنائها="" اجتماعيا="" واقتصاديا..="" وكانت="" الجولة="" بالتوالي="" كازاخستان...="" اليابان..="" كوريا="" الجنوبية="" وكل="" منها="" لها="" نموذج="" تنموي="" مختلف..="" وحقق="" نجاحا="">

فإذا أخذنا دولة كوريا الجنوبية آخر محطة توقف عندها الرئيس السيسي في جولته كمثال.

والتي كانت تعتبر ضمن البلدان ذات الفرصة المنخفضة التنمية والتطور حتى أوائل الستينيات.. وكانت مقارنة المستوى الاقتصادي لمصر حينها يتفوق على كوريا الجنوبية إلا أنه منذ ذلك الحين اجتهدت وتميزت بحيث صُنفت بأنها من أسرع الاقتصاديات نموا في فترة ثلاثين عاما فقط!!

وبالرغم أن مواردها الطبيعية محدودة.. إلا أنها حافظت على التمسك بحملة إصلاحية شاملة للمجتمع الجديد تقوم على التحديث ويتبنى مبادئ «الاجتهاد والاعتماد الذاتي والتعاون» في حياة المواطن اليومية.

ووجهت الاهتمام لتضييق الفجوة بين المدن والقرى بتحسين الأحوال في القرى الزراعية والسمكية، وتعليم وتدريب شباب الفلاحين والتوسع في الأراضي الزراعية، وبالنسبة للمدن فكان المحافظة على النظام القانوني، وتحسين الأوضاع البيئية، وبالذات بالنسبة للنفايات وجمعها وتصنيفها والاستفادة منها.

وتغلبت كوريا الجنوبية على الصعوبات والمعوقات التي قد تقف حائلاً أمام تطورها.. مثل المساحة المحدودة والتي يشغل 70٪ من أرضها الجبال وكذلك قلة الموارد الطبيعية، ومصادر الطاقة وكان وسيلتها للتغلب على الصعاب فتنحصر في استراتيجيات.

- الانتشار السريع للتعليم الحديث.. والتدريب من أجل توفير موارد بشرية تساهم في سرعة النمو الاقتصادي.

- التوجه نحو تحفيز التصنيع وتفضيل المشروعات الصناعية الكبرى كثيفة العمالة وسياسة التصدير للخارج مع خفض الاسعار لمنتجاتها بالمقارنة بالآخرين.

- السعي في جذب الاستثمار الخارجي.

- وفي فترة البناء الاقتصادي اعتمدت على الانتاج المحلي وتقليص الاستيراد من الخارج.

وفي رأيي إن منهج القيادة السياسية في الاصلاح والتطور للبلاد.. لا يختلف عما اتبعته كوريا الجنوبية.. التي في سنوات قليلة أوصلتها الى ما هي عليه الآن.. واصبحت احدى النمور الآسيوية بكل جدارة!!

الكلمة الأخيرة

علينا أن نتذكر أن مصر كان من الدول النموذج وكان العديد من الدول تسعى للتعرف والتزود بالمعرفة من سياساتها الناجحة في الاقتصاد والصناعة والائتلاف والوحدة الوطنية والتماسك بين شعبها، ولذلك فليس من الصعب ان تعود مصر الى ما كان عليه في تاريخها.. بالاجتهاد والعمل.. وإعلاء المصلحة العامة على المصلحة الخارجية!!

حفظ الله مصر