عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

«نحن لا نستطيع أن نتعاون من الناحية الأمنية فقط، لكن يجب إنشاء علاقات اقتصادية وثقافية، وأيضا علاقات استثمارية مع رجال الأعمال المصريين، ويجب أن نزرع هذا الفكر منذ الصغر من خلال المدرسة، ومن المهم تدريس اتفاقية كامب ديفيد، لقد تغير الزمن ويجب على الزعماء تغيير أنفسهم للتأقلم مع الحقبة الجديدة».. هذه الكلمات نشرتها صفحة «إسرائيل في مصر»، لسان حال السفارة الإسرائيلية في القاهرة، باعتبارها إجابة للسفير حاييم كورين عن سؤال جاء ضمن زيارة وفد صحفي مصري لم تشر إلى جهة عملهم. ورصدت المصري اليوم السبت الماضي توجهات المؤسسة الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية لاختراق الموقف المصري الشعبي الرافض للتطبيع وربما تصورت الحكومة الإسرائيلية أن احتياج مصر للتنسيق الأمني معها لمواجهة الإرهاب في سيناء, وأن موافقتها علي وضع مصر لقوات مسلحة إضافية لها في سيناء  بالمخالفة اتفاقات كامب ديفيد , هي نقطة ضعف يمكن ابتزاز القيادة السياسية من خلالها وإجبارها علي إجراء تطبيع شامل, وهي نظرة ضيقة في الحقيقة أولا لأن مواجهة الإرهاب في سيناء يمثل مصلحة مشتركة لكل من مصر وإسرائيل, وثانيا لأن الطرف الأكثر استفادة من اتفاقات كامب ديفيد هو الطرف الإسرائيلي .! وليس من مصلحة إسرائيل إنهاء الاتفاق .!

ثالثا لا تستطيع القيادة السياسية لأي دولة في العالم أن تفرض تطبيعا للعلاقات علي المستوي الشعبي أذا كان الشعب غير راض أو غير راغب في ذلك , بالونة الاختبار الإسرائيلية خابت ووصلها الرد مرتين مرة بحذاء الناب كمال أحمد ومرة أخري بإسقاط البرلمان لنائب التطبيع.! ولعل هذا ما يعيد تذكيرنا بكتاب للدكتور عبد العزيز شاهين (الصراع القبلي والسياسي في مجتمعات حوض النيل) حيث يرصد الكاتب  تاريخ التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا وخاصة في أثيوبيا وتأثير ذلك علي الأمن القومي المصري حيث يؤكد أن إسرائيل ضغطت لترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا إليها ونجحت في عمليتين من ترحيل  أكثر من 32  ألف إثيوبي من العمالة الرخيصة لها , ووثقت علاقاتها بإثيوبيا بدعم الجالية اليهودية هناك وبالبعثات السياسة الإسرائيلية في كسر الطوق العربي في البحر الأحمر ونزع الصفة القومية عنه وجعل شواطئ اريتريا تحت السيطرة الإسرائيلية والأمريكية واستخدام إثيوبيا كورقة ضغط مائية علي مصر لإجبارها علي تنفيذ المشروع القاضي بمد ترعة السلام من النيل إلي صحراء النقب , وإعداد إثيوبيا للعب دور إقليمي مركزي تكون فيه هي القاعدة الأمريكية الإسرائيلية

كتاب د.شاهين صدر في عام 2011 متزامنا مع بدء إثيوبيا لبناء سد النهضة الذي أوشك علي الاكتمال , ويفضح الكتاب المزاعم الصهيونية التي تعتبر أن ارض الميعاد هي ارض فلسطين وسيناء باعتبار أن الأخيرة شهدت نزول التوراة علي موسي ويستشهد الكاتب ببعض الأسفار اليهودية التي تكشف أهداف إسرائيل التوسعية وصبغها بصبغة دينية مقدسة فيورد ( في ذلك اليوم قطع الرب مع أبراهم ميثاقا قالا (لنسلك هذه الأرض من نهر مصر إلي النهر الكبير نهر الفرات ) تكوين 15- 18ثم ( كل موضع تدوسه أقدامكم لكم أعطيته كما كلمت موسي من البرية ولبنان, هذا إلي النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحيثيين وإلي البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم ) يشوع 1: 3-4 هكذا يكشف الفصل السادس عن أطماع الصهيونية وإسرائيل الكبرى من النيل للفرات , فهل يمكن أن ننتبه ونضع حدا لمحاولات الاختراق الصهيوني  لتحقيق المؤامرة الكبرى والتي تتخفي برداء التطبيع .

خبير إعلامي

[email protected]