رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعاع

تداعيات حادث النائب السابق توفيق عكاشة، لم تنته، ولن تنتهي بسهولة، لأن الناس  مازالت في حالة اندهاش مما حدث، مرجع الاندهاش، ليس في مقابلة عكاشة للسفير الإسرائيلي، ولكن في سهولة الوصول الي السفير، والاستجابة الفورية للسفير، وجاهزيته، واستضافة عكاشة للسفير، في منزله، هل أي سفير في مصر لديه هذه الجاهزية، وهل الوصول الي السفراء بهذه السهولة، بصراحة الوضع مريب، ويشير الي أن سفير اسرائيل بالقاهرة، له اتصالات عديدة ووثيقة بشخصيات عديدة، وأن الرجل أقصد السفير، غير المرغوب فيه شعبيا، يقوم بنشاط خارق، رغم أنه تولي منصبه منذ أسابيع قليلة، إلا إنه تمكن من اختراق كل الحواجز والوصول الي مجلس النواب، وغيره من المؤسسات الحساسة، قد يرد البعض ويقول إن وجود السفير، ترجمة لعلاقات رسمية بين دولتي مصر وإسرائيل، وأقول إن هذا صحيح، ولكن لا ننسي أن الشعب له عقيدة لا تتجزأ نحو الكيان الإسرائيلي، باعتباره العدو الأول للمصريين، وليس أدل علي ذلك من حالة الاندهاش التي يعيشها المصريون، بسبب هذا الموقف.

أبغي التحدث عن الرقابة الداخلية للنواب، يراقبون ضمائرهم، ويتصرفون من منطلق وطني، يعلمون أن تصرفاتهم محسوبة عليهم، وأنهم ملك للشعب، كيف يجرؤ نائب على أن يتصرف بهذا الاستهتار ويضع نفسه في دائرة العميل، والخائن، والجاسوس، ورجل التطبيع، والسؤال: هل قدر هذا الرجل رد الفعل الشعبي، لا أظن، وهل قدر رد الفعل الرسمي، أعتقد ذلك، هناك علاقة رسمية نتج عنها تواجد السفراء بين البلدين، والغريب أن تصرف عكاشة، لم يشغل البال خارج مصر، ولكن فصله من مجلس النواب، بأغلبية كبيرة، نتج عنه أمران، الأول : أن الرجل صار شخصية عالمية، يتحدث عنها الجميع علي الأقل في وسائل إعلام مؤثرة، مؤيدة لإسرائيل، الثاني: انتقادات رسمية من دول كبري، لفصل النائب، من مجلس النواب، وهنا نجح اللوبي اليهودي، ووسائل إعلامه، في تدويل الملف، وتحويله الي قضية كبري، وإعادة «النبش» في سر الرفض الشعبي الكاسح للتطبيع مع اسرائيل، وبذلك نجح الاعلام في توريط الدولة، في الرد علي، بيانات رسمية من دول كبري تنتقد، ما حدث لعكاشة، باعتبار أن ما فعله من باب حرية الرأي.

الوضع الحالي، يقول إن الأجيال الجديدة من المصريين، لم تتخل عن عقيدة الآباء والاجداد، وهي أن الكيان الإسرائيلي  مغتصب، ومحتل، وأن هناك دولة فلسطين، وعاصمتها القدس، وأن إقامة علاقة مع اسرائيل، لا تعني أن السفير الاسرائيلي مرغوب فيه، وبقي السؤال المهم، ما مصير مجلس النواب، بعد ما حدث من مهاترات، بدا أن المجلس يصدر للمصريين خلافات بين الأعضاء، وسباب، وحلف بالطلاق، وضرب بالجزمة، وغير ذلك من التصرفات غير اللائقة، ببرلمان له تاريخ، ويعد قدوة لجميع برلمانات المنطقة، صار المجلس مصدرا للتسلية والسخرية، وليس مصدرا لإصدار التشريعات، والرقابة علي الحكومة وأجهزة الدولة، صار المجلس مثارا للتساؤلات، وصار المصير المحتوم للبرلمان هو الحل، إذا استمر الوضع الحالي، وتواصلت المهازل، ولا أدري لماذا يسكت رئيس البرلمان، أتصور أن الفرصة مازالت متاحة، للحفاظ علي صورة البرلمان، للمصريين، وللعالم. ويجب أن نعلم أن هناك من يريدون حل البرلمان، ويقيمون الدعاوي القضائية، لحل مجلس النواب، ربما لأهداف غير وطنية، شخصيا لا أريد، الدخول في دوامة الحل، مرة أخري، سلم الله مصر من كل سوء، وحفظ من يسعي لخدمتها، دون أهداف شخصية، أو مصالح خاصة، ونأمل الاستقرار للبرلمان، وأداء مميزاً، ومنفرداً.

 [email protected]