رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأى الوفد

 

 

لا شك أن مرحلة جديدة، من العمل الوطني الجاد، بات المشهد الداخلي يستهدفها في طريقه صوب إنجاز مسئولياته الوطنية، تجسيداً للطموحات الشعبية المشروعة التي أعلنت عنها ثورة يناير المجيدة، وناضلت من أجلها الملايين حتى انطلقت في موجة ثورية تصحيحية في الثلاثين من يونية.

ولعل تكاتفاً حقيقياً منشوداً يميز المرحلة الراهنة، بموجبه تلامس القوى السياسية آفاق وعي الجماهير وقد تفوقت طويلاً علي نخبتها؛ ذلك أن اكتمال المؤسسات الدستورية للدولة من شأنه إبطال مفعول الكثير من الأدوات والآليات التي شاع استخدامها في إطار عمليات الاستقطاب الشديد التي عانت منها الدولة المصرية طويلاً إلي أن اكتملت صفوف المكونات الدستورية للدولة.

فليس من شك أن دوافع الاستمرار في الصراع السياسي الذي صاحب عمليات ترتيب الدولة المصرية، لم يعد لها مبررات تكفي لينشغل بها المجتمع علي حساب مجابهته لقضاياه الأساسية المنوط بها تحقيق التنمية الشاملة التي تباطأت الخطي باتجاهها بفعل الانخراط في عمليات البناء الدستوري، سواء فيما يتعلق بالدستور ذاته، أو الانتخابات الرئاسية، وصولاً إلي الانتخابات البرلمانية.

 ومن مسئوليته التاريخية ينطلق الوفد إذ يؤكد خطورة أن يبقي التشكيل الوزاري محل شد وجذب لا ينتهي، باعتباره المساحة المتاحة حالياً للصراع السياسي. فنمط علي هذا النحو لا يمكن أن يوفر سُبلاً آمنة نحو مستقبل أفضل. وبالتالي أجدر بكافة القوى السياسية إدراك ما في اللحظة الراهنة من استثنائية، بموجبها يقع علي الجميع عبء «إنجاح» الحكومة التي يقدمها الرئيس السيسي للبرلمان لتنال ثقته.

ليس في ذلك ما ينتقص من حق كل طرف داخل القوى السياسية في توجيه الحكومة إلي الأفضل، وبيان ما في أدائها من قصور، بل ومعارضتها أيضاً، إذا لم تكن تتفق فكراً وعملاً ورؤيته السياسية؛ ففي ذلك دعم حقيقي للحكومة؛ يخطئ أعضاؤها لو لم يحسنوا استيعابه باعتباره يستهدف صالح الدولة بالأساس. 

وفي سبيلنا نحو «إنجاح» الحكومة، ينبغي أن يضيف ذلك ولا يسحب من قناعات الرأي العام بحق الأحزاب والقوى السياسية العمل بغرض الوصول إلي السلطة، فذلك جوهر مشروعيتها ومحل اختبارها الأصعب، غير أن نجاحاً أكيداً في عبور نفق التحول الديمقراطي الضيق الشاق، ما هو إلا عمل مشترك، تساهم فيه كافة مكونات النظام السياسي، الحاكم منها والمعارض علي السواء، بوعي تام بمخاطر اللحظة، وتحدياتها الصعبة، وإن تبدلت مواقع المسئولية.

ويبقي أن تقبل الحكومة محاولات «إنجاحها» وتستفيض جهداً لا ينقطع، وجديداً يكافئ تضحيات الشعب في سبيل حياة كريمة حرة. 

  «الوفد»