رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صح النوم

يوما ما سألوا مارلين مونرو عن الشهرة فقالت  هي مستنقع وكلما زادت شهرة الشخص كان أقرب للهاوية  والقفز من أعلى  نحو  المستنقع، وبعد حديث صحفي أشارت فيه مونرو لعلاقتها بشقيق الرئيس جون كيري أذاعوا خبرا  أنها انتحرت وبعد عقود من رحيلها  وبالتحديد العام الماضي فقط اعترف عجوز مسن وقابع في دار مسنين منذ سنوات إنه ضابط المخابرات الذي كلفته السي اي إيه بقتلها لانها كانت على علاقة بالرئيس الأمريكي وشقيقه في وقت واحد وكانت تتنقل من فراش هذا لذاك، استدعي هذه القصة وأمامي نموذج السندريلا سعاد حسني وكنت أعرفها عن قرب وسمعت منها وعنها حكايات يشيب لها شعر الجنين في بطن أمه وكلها تؤكد أن شهرتها وشعبيتها الجارفة كانت لعنة عليها لأنهم أرادوها لعبة بينهم وهي الشامخة الصلبة بموهبتها أرادوا كسر كبريائها وتمزيق روحها وانتهت مغتربة في مدينة الضباب وفي ذات العمارة الغامضة التي تحمل أسرار مصر والعرب والمخابرات والمشاهير والمستنقع، السؤال: هل لعبارة مارلين مونرو علاقة بما يعرض اليوم من معارك على الفضائيات المصرية؟ الإجابة نعم، ذلك لان من يتابع بعض المشاهير في الإعلام والفن والرياضة خلال الفترة الأخيرة يشعر أن الجميع يتقافزون نحو مستنقع كبير ويغطيهم  الوحل حتى آذانهم، ما معنى أن يخرج إعلامي ليقول عن زميله الإعلامي سأجعله يمشي في مدينة الانتاج الإعلامي بالملابس الداخلية  ثم يقول عن رجل أعمال إنه عرض زوجته على ثري خليجي ثم يرد رياضي  على رياضي بلغة ومفردات الحمامات والصرف الصحي ويرد برلماني على آخر بأنه  أمام النواب بأنه سيعيده لأهله في شوال وهكذا تحولت معارك المشاهير وأصحاب الحصانة الى حلبة مصارعة في مستنقع وحل اما عن حديث الفنانات فحدث ولاحرج كل يوم حلقة من مسلسل هابط ومخز وأصبح لقب فنانة يعادل في أحاديث العامة معانى أخجل من ذكرها رغم أن قانون ممارسة الفن في النقابات الثلاث يشترط حسن السير والسمعة فهل يعمل النقباء الثلاثة بالقانون أم بجبر الخواطر؟ لقد نسي أو تناسى الجميع مشاكل مصر الحقيقية وكوارثها الاقتصادية، نسوا أن الجنيه فقد أكثر من نصف قوته الشرائية بسبب التضخم وسعر الدولار وأن البطالة منتشرة بين الذكور باعتراف الحكومة اقتربت من الثلاثين في المائة وأن السياحة تحت الصفر وتحويلات المصريين بالخارج تناقصت لأول مرة بنِسَب خطيرة وأن التصدير شبه متوقف واستيراد المواد الخام أيضا بسبب الدولار وأن هناك عشرة آلاف مصنع أغلقت وتحتاج لمعجزة وأن التعليم زفت والاستثمار زفتين وأن الفن المصري في غرفة الانعاش لأن شركات الميديا الممولة من الخليج منعت أي انتاج درامي مصري مشرف واتحاد الاذاعة والتليفزيون لأول مرة في التاريخ تتوقف تماما عن الانتاج وكذلك مدينة الإنتاج الإعلامي التي يجب أن يتغير اسمها الى مدينة الانتاج لأنها صارت خرابة تنعب على أشجارها الغربان، وهكذا صار حال مصر بينما السيسي يجري شرقا وغربا لإنقاذ السفينة ونحن بدلا من مساندته والعمل في مواقعنا بقدر من الإحساس بالمسئولية نشغل الرأي العام بمعارك شخصية تافهة ونستقطب الشعب لإعلام المستنقع وفكر المستنقع وكأننا أزحنا الإخوان ليتصدر مشاهير المستنقع المشهد والمسرح والرواية، وصح النوم. 

اعتزال شيرين 

وسط الهم السياسي والمتابعة اليومية للأحداث التي تحتاج من أي إعلامي ممارسة اختراق الضاحية في تراك الأخبار كل لحظة، وسط نار الأسعار وسوق الدولار وموقعة الجزمة من نواب العار وطناش الدولة وأجهزتها عن عملاء الصهاينة الأشرار، وسط كل هذا تفجر المطربة شيرين عبد الوهاب خبر الاعتزال والفرار، لماذا ياشيرين وانت في قمة مجدك ووصولك لذروة النجومية الفنية والشهرة، أتتركين كل هذا المجد وتغادرين؟ ثم لماذا تبلغين الخبر لمصادر خليجية ولبنانية وهل عدمت الاعلام المصري أم أن اعتزالك له علاقة بالخليج ولبنان؟ في البداية جاء الخبر على لسان صحفي خليجي وتسجيل صوتي معه ثم جاء على لسان الإعلامية نضال الأحمدية وأيضاً بتسجيل صوتي، هوه إيه الموضوع، ولماذا لم تعتزلي في بلدك وهل قررت أن تعيشين بين بيروت ودبي حيث تملكين الشقق والقصور أم أن الموضوع فيه «إنه» كما قيل لي ان هناك عريساً خليجياً طلب اعتزالك، ما مدى صحة هذا الكلام، عموما هذه حياتك وانت حرة فيها ومن حقك اختيار مصيرك دون تدخل أحد كائنا من كان  لكن من حق إعلام بلدك وجمهورك الذي منحك المجد والمال والشهرة والصيت وجعل لك سعرا بالملايين في الخليج ولبنان أن يعرف خبر اعتزالك من القاهرة وليس من بيروت أو دبي، الأمر الآخر أنت قلت في تسجيل الاعتزال إن الوسط الفني أصبح غير محتمل وهل هذا جديد، منذ القدم الاضواء والشهرة هما حريق الفنان الذي يصطلي بناره ويعشقه والحروب الفنية وصراع الفنان للحفاظ على مكانته تخلق  توتره اليومي واضطراب حالته النفسية لذلك يلجأ معظم الفنانين بالخارج للطبيب النفسي ويحضرون دورات للثبات الانفعالي وتعديل السلوك أحيانا. والبعض يمارس رياضات تأملية تعيد للنفس نقطة التوازن والاتزان مثل اليوجا والتي تتوفر في جوهرها مع المسلم في صلاته اليومية، ماسمعته أن فضل شاكر المطرب المعتزل بسبب داعية لبناني سلفي متطرف هو وراء اعتزال شيرين بعد أن دارت بينهما عدة جلسات أقنعها بالاعتزال وسمعت قصصاً أخرى عن زواج أو مشاريع بيزنس في بيروت مقرونا بزواج من أمير عربي اشترط الاعتزال كما حدث مع فنانات سابقات مثل جيهان نصر وعزيزة جلال وشيرين سيف النصر وغيرهن وهذا يعني أن الفنانة التي قررت الاعتزال لديها بديل أو طريق تراه الأفضل بمعايير مادية صرفة وأحيانا معايير نفسية لها علاقة بالاضطراب النفسي والروحي والديني في لحظة ما، وفي ذات الاتجاه سمعت أن وراء القرار قصة حب صادمة ولدت إحباطا أدى لهزة نفسية وفكرية، وفي رأيي أن الفنانين الذين يتسمون بالسلام مع أنفسهم قريبون من الله وفي نفس الوقت يمارسون الفن ويؤدونه باحترافية عالية ويتحملون حروب الأعداء والمنافسين ويتمتعون بقناعة وصلابة ورضا بعد أن يؤدوا أقصى ماعندهم، فقط المتطرفون في مشاعرهم والفارغون من الداخل والذين يتركون أدمغتهم للبعض يلعب بها وبهم هم من يتخذون قرارات بالاعتزال فجأة حتى لو كان فيها مصلحة مادية  أو صفقة حياتية والزواج من ثري صفقة بلا شك أو حتى الاستمتاع بالأسرة وحصاد الرحلة القصيرة من المال كلاهما فيه مقايضة من نوع ما، الاعتزال مقايضة فهل  قررت  شيرين فجأة أن تقايض بموهبتها؟ عموما كما قلت هذه حريتك  ياشيرين وربما تتراجعين بعد فترة لكن سيكون قد جرى في النهر الكثير من الامواج وانزوي اسمك على زبد النسيان وبلا شك سنكون قد خسرنا صوتا مصريا طربيا  كبيرا منحنا البهجة والشجن وجعل للطرب المصري ثقلا وسط الساحة العربية قاطبة، حقيقي اعتزالك خسارة ياشيرين، وفقك الله لما تريدين ان كان فيه مصلحتك وهدوء بالك.