رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن مجلس الشعب قد ولد مبتسراً.. أي ناقصاً لنموه الطبيعي..فما أظن أن أحدا كان يظن أن يأتي هذا المجلس بالذات بعد ثورة 30 يونية.. وماكان يدور في أذهاننا أبداً.. أن المجلس الذي اكتملت به الحياة والمنظومة السياسية في مصر سيكون هو مجلس العجب العجاب وان نري منه ما نراه الآن..

فهل هذا هو المجلس الذي كنا ننتظر منه ضبط الحياة السياسية في مصر وسن القوانين خاصة بعد أن منحه الدستور الجديد صلاحيات تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية. خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة  التي تمر بها مصر.. فنراه ينشغل بمعارك جانبية لا مثيل لها على مدار تاريخ البرلمان في مصر ـ ولدرجة عراك رئيس المجلس مع الأعضاء وطرد العديد منهم من جلسات المجلس وجمع توقيعات للنواب لأهداف شخصية ورفع الأعضاء الحذاء علي بعضهم البعض.

وأخيراً وليس آخراً  ما صرح به رئيس المجلس من أن الدولة العميقة في مصر لاتزال تتحكم حتي  فى عمل المجلس وتتلاعب في نظام التصويت داخل المجلس.. إضافة إلي إحالة مشروعات القوانين لمجلس الدولة لمراجعتها أولاً وإبداء الملاحظات عليها مما يعتبر تدخلاً في صميم عمل المجلس  من سن التشريعات والقوانين؟!

وأصبح مشهداً يومياً يتلقفه الملايين ما يجري داخل المجلس من معارك وخناقات وأحياناً ألفاظ لا تليق وانقسام حاد بين الأعضاء.. ناهيك عن التسابق للظهور أمام كاميرات التليفزيون في مشهد لا يليق.

وكل ما جري كوم.. وما فعله ويفعله النائب المحترم  توفيق عكاشة كوم آخر.. وكأنه لم يكن يكفي عكاشة قناته الفضائية وبرنامجه الملاكي الذي يظهر فيه يومياً ويتعارك مع مخرج البرنامج والمصورين علي الهواء كل ذلك لم  يكف عكاشة فبحث عن الأضواء عن طريق  آخر من خلال استضافته للسفير الاسرائيلي في منزله والتقاط الصور معه.. لتنفجر الفضيحة مدوية في كل ربوع المحروسة.

ويبدو أن عكاشة سيتحول إلي ظاهرة في الحياة السياسية لن تمر مرور الكرام ـ فعكاشة الذي كان من أشد المحاربين والمهاجمين للاخوان وقت أن حكموا مصر ـ وكانت قناته لها السبق والجرأة في مهاجمة الاخوان والأخونة والتبشير  بثورة 30 يونية وقيادة المظاهرات المناهضة للاخوان.. وكل ذلك وقت أن كان  عكاشة ينعم برضا «الدولة العميقة» ويساهم من خلالها في اسقاط دولة الاخوان.. وبعد أن انتصرت ثورة 30 يونية لم يستوعب توفيق أن دوره في هذا الأمر قد انتهي ـ وان ما كان يصلح من قبل لم يعد صالحا  الآن.. ولكن عكاشة  الذي أغضبه بشدة أنه لم يعد له دور الآن علي المستوي السياسي راح يكيل الاتهامات للدولة هنا وهناك وبدأها بالهجوم علي المجلس ووضع لاصقاً علي فمه وكأنه يشير إلي أنه بات ممنوعاً من الحديث نهاية بهجومه العلني علي رئيس المجلس وطرده من المجلس أكثر من مرة ـ خاصة أن هناك ما يشبه التار البايت بين المجلس وعكاشة بعد فشله في الحصول علي التأييد اللازم من زملائه لرئاسة البرلمان..وهو ما اثار غضب عكاشة من زملائه وتجلي ذلك الغضب بالتحدث مع النائب مصطفي بكري بالذات في تراشق بالألفاظ واتهامات بالعمالة وغيرها.

وأعتقد أن عكاشة قد أخطأ خطأ عمره بمقابلته للسفير الاسرائيلي ـ ليس هذا فقط بل أيضاً ما أعلنه عكاشة من نقاط الحوار التي دارت بينه وبين السفير  الاسرائيلي من طلب عكاشة له أن تتدخل اسرائيل لوقف سد النهضة مقابل امدادها بالماء من  نهر النيل وأيضاً انشاء اسرائيل عشر مدارس للأطفال مقابل مذبحة بحر البقر.. فهل كان عكاشة يعتبر التدخل الاسرائيلي لوقف بناء سد النهضة اعترافاً بعجز الحكومة المصرية في مواجهة بناء السد.. وهل من حق مصر أن تمنح اسرائيل من ماء النيل.. وهل كان عكاشة يري أن الدم المصري  رخيص إلي هذا الحد.. لدرجة بناء عشر مدارس للأطفال ثمناً لدماء عشرات الأطفال الذين استشهدوا في مذبحة بحر البقر التي نفذتها اسرائيل علي مدرستهم؟

كيف غاب عن عكاشة كل هذه التساؤلات والاعتبارات.. وكيف خدعته بوصلته كإعلامي وحتي  كعضو مجلس شعب.. وكيف سمح لنفسه أن يستقبل السفير الاسرائيلي في بيته.. واسرائيل ترتكب كل يوم المجازر ضد الفلسطينيين اضافة الي المقاطعة الشعبية للتطبيع مع اسرائيل التي كسرها عكاشة بتصرفه الطائش؟

وعكاشة بما فعله قد كتب نهايته عن اصرار وعمد!!