رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

حسناً فعلت مصر الجديدة أن توجهت إلى كل من كازاخستان واليابان وكوريا، فهذه الدول الثلاث تعد من أيقونات الزمن الحديث والمتجدد، وأيضاً لكل منها علاقات وتاريخ مميز بجانب أنها امتداد لحضارات قيمة فى تاريخ الأمم والشعوب، وهذه الدول والأمم والحضارات تتشابه معنا بعض الشيء، وربما ما يشغلنى البدايات، وهى لا تختلف كثيراً عن بدايات مصر الحديثة فى خمسينيات القرن الماضي، وعموماً لن نظل نبكى على ما وصلنا إليها بالقياس إلى ما حققته هذه الأيقونات الثلاث، والمهم الآن أن نستفيد مما وصلوا إليه، ونسعى لإعادة الانطلاق من آخر نقطة تحققت على هذه الأراضى التى راح إليهم الرئيس من أجل العمل على استنهاض الأمة المصرية.

وكازاخستان عمود مهم من أعمدة الاتحاد السوفيتى السابق، وكان لهم معنا قصص وروايات فى إعادة بناء مصر فى الستينيات، ومازالت تربطنا معهم الكثير من الروابط الشرقية بجانب أنهم من أكبر الجمهوريات الاسلامية فى العالم، ونهجهم كان وسيظل عبر الاسلام الوسطى الذى يحمل الأزهر رايته وأعمدته، بجانب أنهم تطوروا صناعياً وزراعياً وعسكرياً وعملياً، ويجب أن يكون لنا فيهم قدوة ومثال، وهذا ما يزرعه السيسى معهم وبهم، ولهم منا التحية والتقدير.

واليابانى المبهر سوف يكون لنا معه تطوير فى العلاقة، ولكن الملفت فى كل من اليابان وكوريا أنهم نهض وبنا دولهم الحديثة تأسيساً واستنساخاً على الخبرة والخطط المصرية، ولا ينكرون هذا بل مازالوا حافظين للجميل، ويحاولون الآن رد هذا الجميل، فاليابان عندما أرادت أن تقوم لجأت إلى مصر قبل زمن عبدالناصر فى عهد الملكية لمعرفة كيف استطاع محمد على باشا أن ينهض بمصر ويبنى الدولة الحديثة، وفعلاً أخذوا التجربة، وبنوا عليها بالعلم والخبرة والاخلاق نهضة اليابان الحديثة، وأيضاً كوريا الجنوبية التى تعد إحدى الدول العملاقة فى العالم صناعياً وعلمياً وعسكرياً، ففى بداية الستينيات حضر إلينا الجنرال العملاق رئيس ومؤسس كوريا الحديثة، ونقل إلى بلاده الخطة الخمسية الأولى التى رسمها ونفذها عبدالناصر ورجاله، واستنسخت كوريا تجربة عبدالناصر وخطة مصر الخمسية، وانطلقوا نحو المستقبل بقوة وارادة كورية، أى أن اليابان وكوريا عندما أرادا التقدم والوصول إلى ما وصلا إليه لجأ إلى مصر والمصريين واستنسخا تجاربنا، وتجاوزنا، وتجاوزوا العالم أجمع.

والآن نحن بحاجة إلى أن نستعيد هذه الخبرة التى طوروها، وأن نعيد مفردات صناعة المستقبل، وأن نستنسخ التجارب الثلاث، وأن نضيف عليها من روح إرادة تحدى التحدى ونعبر إلى زمن نحلم به لأولادنا وأحفادنا، بجانب أن مراكز الابحاث المصرية عليها أن تعيد دراسة التجارب الثلاث، وأن تستخلص النتائج والمقارنات بين ما أسس له محمد على وعبدالناصر، وما طوره اليابانيون والكوريون وما وصلوا إليه الآن، وكيف يكون لنا حظ من الانطلاق عبر هذه الارضيات الجديدة بأيقونات العالم الحديث فى آسيا.

إنها لحظة جادة للدولة المصرية، ولحظة إحياء للروح والارادة المصرية لبناء مستقبل وحضارة جديدة للأمة المصرية فى ظل كل التغييرات والمتغيرات التى تحيط بنا، وأن نستعيد الدولة والقانون على أرضنا من أجل أن تكون إرادة تحدى التحدى أساساً وبداية لأن نفل وننهل مما وصل إليه مسلمو كازاخستان وأهل اليابان وكوريا، ولم يعد أمامنا أى خيارات أخرى إلا الموت أو الحياة، وتحيا مصر.