رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

قبل أن نقرأ: الدولة التى سيحكمها الخواجة «يول» كوتش النادى الأهلى الجديد تضم أكثر من مائة لاعب وإدارى ومعاون.. تقريباً هذه هى الحاشية التى سيعمل معها الخواجة طول الوقت.. دولة «الأهلى» عريقة جداً وشعبها بالملايين.. وبالقطع فإن العلاقة بينه وبين رئيس الدولة أو الحكومة الأهلوية على وجه الدقة - ستكون ساخنةً جداً. تماماً كما نرى فى العلاقة بين الشعب المصرى ورؤساء حكوماته المتعاقبين!

<>

- أحلام الشعب (الأهلاوى) عريضة جداً وتعاقب على تحقيقها كثيرون، من المحلى حسام البدرى إلى الخواجة «مارتن بول» الذى سيتقاضى راتباً دولارياً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.. لانعلم كم يبلغ تحديداً، مقارنة بما سيتقاضاه خواجة الزمالك «ماكليش».. رئيس الوزراء الجديد( ولو إلى حين!) للمنافس العتيد.

- «بول» و«ماكليش» سيكونان أشبه برؤساء الوزراء فى الحكومات التقليدية، فوظيفتهما الأساسية حصد البطولات الرياضية فى كرة القدم من الدورى والكأس إلى السوبر المحلى والإفريقى.. وبغير هذا سيأخذ أياً منهما «شلوتاً» على طريقة مرتضى!.. لكن مايهمنا هنا هو السؤال: ما الجديد الذى سيأتيان به؟ ما جديد خواجة الأهلى على الأقل؟

- قرأنا فى الأنباء أن «بول» طلب أن يكون من بين طاقمه الكروى «طبيب نفسي»! فمن أين عرف وهو الذى لم يأت إلى مصر، ولم يشاهد مباراةً واحدةً للفريق، ولم يَرَ غضب إيفونا وغالى، ومخاوف أنطوى، وشكوك متعب بهذا الاحتياج «الغريب»؟

- فكرة «الطبيب النفسي» ظهرت فى الفترة الأولى التى تولى فيها الكابتن «زيزو» المسئولية قبل تولى «جاريدو».. كان زيزو يقول إن مهمته ليست التدريب وقيادة الفريق فقط، وإنما معالجة اللاعبين نفسياً، بعد أن تعثروا وتراجع أداؤهم وتراجعت بطولاتهم لحساب غريمهم التقليدى فى ميت عقبه! فهل تحدث «زيزو» و«بول» عن الفكرة معا؟!

إذا كانت حكومتا النادى الأهلى ونادى الزمالك على مدى السنوات الماضية، منذ سقوط حسنى مبارك فى 2011 تعرضتا إلى ضغوط هائلة، من جراء خواء الخزينة، وتراجع الإيرادات من الشركات الراعية، وتراجع مقابل حقوق البث التليفزيونى، وكذا إيرادات المباريات، بحكم منع الجمهور من حضور المباريات، فأظنها- مع هذه الاحوال والضغوط - بحاجة فعلية وملحة إلى وجود مثل هذا الطبيب النفسي، وربما يتجاوز دوره العلاجى اللاعبين، إلى ماهو أبعد من ذلك!

وإذا كان ذلك كذلك.. فماذا عن «كابيتانو» حكومة شعب مصر كله.. بما فيه من أهلاوية وزملكاوية وإسماعلاوية وبورسعيدية.. وباقى الفرق الرياضية؟! ماذا عن الكابيتانو الدكتور شريف إسماعيل؟! أليس هو الأحق بمثل هذا الطبيب النفسي لينضم إلى حكومته التى تقود البلاد إلى هاوية اقتصادية سحيقة.. ليغسل وزراؤها هموم الفشل على ضفافه».. ويشكوا له من ضغوط الرأى العام.. ونقد وسخرية العوام.. على الخاص والعام؟ ويشكوا له تحريض «الإخوان» بلا توقف ليلاً ونهاراً.. ونقد الثوار والنشطاء والحقوقيين لهم وتفنيدهم لكل مقولاتهم التى يروجونها واحلامهم (ومناماتهم!) التى يصدرونها للشعب، ويبكوا عنده سوء الحظ الذي يلازمهم، ويتسبب فى إفقادهم شعبيتهم وعدم إبراز إنجازاتهم.. بدايةً من انخفاض دخل القناتين (القديمة والجديدة) والاحتياطى الدولارى.. والجمود الاقتصادى، وتزايد الإنفاق الاستهلاكى، واستمرار حملات تشويه الإعلام الخارجى، إلى نكبة الطائرة، وكارثة سد النهضة، وتضارب الأنباء عن قيادات الشرطة السابقين وهل سددوا - أو لم يسددوا- الملايين للدولة، ناهيك عن مليارات «هشام جنينه».. حتماً تذكرونها!

بربكم أيهما أجدر برعاية الطبيب النفسي.. فريق النادي الأهلى، الذي يحتاج فقط استعادة الروح، أم الحكومة التى تحتاج اليه بعد ان فقدت ثقة الشعب وبعد أن شكل الناس حكومات ظل من فوق الكنبة.. وتحت الشجرة.. وعند الساقية.. وفوق المصطبة.. وفى أجران «الغلة».. وحقول الذرة!

من الذى يحتاج الطبيب النفسى؟! أهى الحكومة التى لايساندها سوى الرئيس السيسي، الذى «يعرف وزراءها كويس ويقعد معهم دائما»؟ أم حكومة الخواجة «بول» كوتش الأهلى ووزراء فريقه الكروى، الذي يسعى فقط للمنافسة على ثلاثة ألقاب أو أربعة كروية كثيرا ما حققها؟.

أيهما اكثر احتياجا للطبيب النفسي.. الخواجة الاجنبى الذي سيتقاضى أجره بالدولار، وسيستمتع ببهاء مصر وشمسها وطيبة أهلها وروعة جمهورها وبلياليها الساحرة، أم الوزير الأول «المصرى» الذي سيحصل على راتبه «الأساسي» بالجنيه المصرى، وهو (والمظروف الإضافى ) لايكفيان شيئاً؟ 

من حق شريف إسماعيل أن يحسد نظيره رئيس وزراء الأهلى ويغبطه على كل هذا، وخصوصاً تعيين الطبيب النفسي، الذي لانعرف إن كان مصرياً أو أنه سيأتى أيضا من « بلاد بره»؟! كما لانعرف إن كان «اسماعيل» سيطلب إلى البرلمان مساواته بالخبير الأجنبى أم لا متعللا بطموحه فى تحقيق خطة تنمية تتراوح بين 4 و6٪!!

بعدما قرأتم: أظن أن الدكتور شريف اسماعيل لن يجرؤ على التقدم بطلب تعيين طبيب نفسي للحكومة، سواء إلى الرئيس أو الى البرلمان، لسبب بسيط.. أن الشعب المصرى استقر وعيه وترسخت قناعاته فى أن الطبيب النفسي يعالج «المجانين فقط».. ولذلك يكفى الجنون الذى تحيا معه وبه وفيه حكومة الدكتور اسماعيل!