رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل من الممكن الإبقاء على مدارس حكومية لم تتمكن في الارتقاء بجودة التعليم بها لسنوات طويلة؟!. تساؤل أجابت عنه قصة إحدى مناطق العاصمة البريطانية لندن - كانت هي المنطقة الأقل حظاً في الحياة والتعليم من بين 10 مناطق في بريطانيا قبل نحو 10 سنوات!.

بدأت القصة في العام 2002م، حيث تم إطلاق نموذج مستحدث للمدارس تحت مسمى «الأكاديميات المدرسية» بديلاً عن المدارس الحكومية» الفاشلة» التي لم تحقّق أي تحسن في أداء طلبتها، نموذج لا يخضع لإشراف المنطقة التعليمية، وتتولى إدارته جهةٌ راعية معتمدة من الحكومة. تظهر الأدلة حالياً تفاوتاً في أداء هذه الأكاديميات، إلا أن بعضها قد أصبح من بين الأفضل أداءً على مستوى مدارس بريطانيا الممولة من الحكومة.

يشير التقرير الدولي «إصلاح نظم التعليم المدرسي.. منهجيات رائدة في خمس مدن واعدة» - وهو دراسة دولية مقارنة تضم 5 مدن عالمية نجحت في الارتقاء بالتعليم - إلى أن الهدف من إيجاد هذه النماذج الجديدة من المدارس الحكومية في لندن، هو تقديم الخدمات التعليمية للأطفال الأقل حظاً، والسعي نحو إيجاد ثقافة إيجابية تقف حائلاً أمام تبرير الفشل وسرد الأعذار، بل ترفض حتمية فشل الطلبة الذين يعيشون في فقر شديد.

يركز نموذج «الأكاديميات المدرسية» على التنويع في نظام التعليم المدرسي، فهي مدارس مستقلة تتلقى تمويلاً حكومياً دون أن يفرض عليها تطبيق المنهاج الوطني في بريطانيا.

باختصار، استفادت بعض مدارس لندن من تحسُّن مستوى الدعم المقدم لها من الهيئات الحكومية المحلية المسؤولة عنها، فيما خرجت مدارس أخرى عن نطاق مسؤوليات هذه الهيئات المحلية وأصبحت مستقلة وأطلق عليها «الأكاديميات».

يوجد حالياً أكثر من 4 آلاف أكاديمية في بريطانيا، يتم تنظيم أكثر من نصفها ضمن مجموعات «تعاونية» تحت مسمى «Academy Chains».

منذ العام 2010 أصبح بوسع المدارس الحاصلة على تقييم جيد أو متميز في نتائج الرقابة المدرسية في بريطانيا «التحول» إلى أكاديمية مدرسية، ما ساهم في حدوث زيادة كبيرة في أعداد الأكاديميات في بريطانيا عامةً، وفي العاصمة لندن بشكل خاص.

لدى عدد من المُحللين اعتقاد بأن السماح بمزودين جدد للخدمات التعليمية تنافس المؤسسات الموجودة مسبقاً قد يدفع عجلة التغيير والتطوير في الميدان التعليمي. وبناء على نتائج الاختبارات الوطنية للطلبة في عمر 16 سنة، فقد نجحت منطقة لندن الداخلية مؤخراً - كانت المنطقة الأكثر فقراً في مدينة لندن قبل 10 سنوات - في احتلال المرتبة الثانية بعد المنطقة الخارجية الأكثر ثراءً في لندن.

لقد ركّزت عمليات إصلاح نظام التعليم المدرسي على تحسين جودة التعليم عبر توفير تطوير مهني أكثر تميزاً للمعلّمين، ومن هذا المنطلق تم إطلاق برنامج «Teach First» أو «التعليم أولاً» ويقوم على طرح فرص تطوير مهني مكثفة للمعلمين ساهمت في تزويد المدارس بخريجين جدد يتمتعون بالكفاءة، كما أعاد البرنامج لمهنة التدريس رونقها كواحدة من المهن المرموقة.

الخلاصة، أن نموذج الارتقاء بالتعليم الذي تبنته لندن كان متنوعاً تبعاً لاحتياجات كل منطقة في المدينة، إذ طرحت بعض السلطات الحكومية المحلية نماذج جديدة لأسلوب إدارة المدارس من خلال الأكاديميات المدرسية، فيما حصلت مدارس في مناطق أخرى على دعم إضافي من خلال برنامج تحدي لندن «London Challenge» وهو برنامج لتوفير الدعم لمجموعات المدارس ضعيفة الأداء والمدارس التي تشهد تراجعاً في أدائها بشكل مثير للقلق على مستوى لندن، إضافة إلى نجاح عملية التطوير المدرسي في إنشاء علاقات توأمة بين المدارس ضعيفة الأداء وبين المدارس المتميزة والتي أُطلق عليها المدارس «المُعلّمة»، فيما عالجت مناطق أخرى مشكلات نقص المعلمين وجودة أدائهم بالاستعانة ببرنامج «التعليم أولاً» والذي أعاد لمهنة التدريس رونقها في مدينة «الضباب».

[email protected]