رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

اشتُقت كلمة وزير من كلمة وِزر، وهي تعني الحمل الثقيل والمرهق والشاق، وقيل إنها مأخوذة من الوَزَر الذي هو الملجأ، وقيل أيضا انها مشتقة من الأزْر، وهو الظهر، وفى اللغتين الانجليزية والفرنسية بمعنى الخادم. ويشترط فى من يتولى المنصب عدة شروط أهمها الكفاءة.. والكفاءة هنا تعني المهنية فى أعلى مستوياتها، أي يجب ان يكون الوزير متخصصاً، ومشهوداً له بالكفاءة من قبل الجميع في مجال تخصصه، وأن يكون وطنياً، بمعني ان يكون متمتعا بالولاء والانتماء لبلده، ليست لديه أي توجهات تحسب عليه، وتضعه في فئة ضد فئة، وأن يكون متمرساً في العمل العام.. اي لديه رصيد عند المواطنين، قدَّم خدمات وعلى استعداد لأن يقدم خدمات دون انتظار لعائد من أحد، وأن يكون ذا حس سياسي.

فالوزير الكفء في عمله المفتقد للحس السياسى سيصطدم حتماً مع المجتمع، وأن يتمتع بقدر عال من المهارات الاجتماعية، وأساليب التعامل مع الآخرين، قادر على كسب ثقة تابعيه، ومرؤوسيه، وأن يتمتع كذلك بخصال شخصية راقية، فلا هو قلق ولا مكتئب ولا عصبي.. قادر على اتخاذ قرارات حاسمة في الأوقات التي تتطلب ذلك، وأن يكون واسع الثقافة والاطلاع، أن يكون مرناً بعيداً كل البعد عن التصلب والبيروقراطية والجمود الوظيفي، وأن يكون قوي الشخصية، ولديه قدرة فائقة على حل المشكلات واتخاذ القرار، وأن يكون في رغد من العيش حتى لا يطمع فى الوظيفة، ويتكسب من ورائها، وأن يتمتع بالمثابرة، والصبر، والحلم، حتي يتمكن من حل المشكلات التي تواجه مؤسساته، وما يخص وزارته، وأن يكون تكنوقراطياً، بمعني أن يكون ملما بمهام وزارته وله سابق خبرة ودراية في العمل فيها وأن تكون لديه القدرة على التواصل الجيد ولديه القدرة على الخطابة.

هذا بعض من كل الصفات والخصال التى يجب أن يتمتع بها الوزير الناجح وهي خصال لازمة لا يصح التخلى عنها، وفى أزمة وزير الصحة الأخيرة شاهدنا العجب، نشرت له إحدى الصحف الحكومية خبراً نصه: (لم تشغله أعباء الوزارة عن واجبه كطبيب، فخلال تفقده مستشفي شرم الشيخ الدولي فوجئ د. أحمد عماد وزير الصحة والسكان بالشاب أشرف ميخائيل يصل للمستشفي بعد إصابته بجرح قطعي في الرقبة، أثناء قيامه بتقطيع الرخام بالصاروخ، وعلي الفور قام بإجراء عملية جراحية للشاب، وقرر الوزير صرف مكافأة شهراً للعاملين بالمستشفي، وتخصيص 16 سرير رعاية مركزة لخدمة مؤتمر الكوميسا، واستمع لشكاوي المرضي وأمر بعلاج غير القادرين منهم علي نفقة الدولة).

وهذه الواقعة دليل صارخ على تضارب أقوال وزير الصحة مع أفعاله، وسابقة فريدة من نوعها، حيث أجرى معاليه، عملية جراحية لمريض بغرفة العمليات الصغرى بقسم الطوارئ بمستشفى شرم الشيخ الدولي دون الالتزام بالطرق الوقائية المتبعة داخل غرف العمليات، ودون ارتداء قناع وجه أو غطاء رأس وفي الخلفية حرسه الخاص ببدل رسمية، وذلك أثناء عمل غرز جراحية لجرح قطعي خلف الأذن لأحد المرضى ثم إن سيادته أستاذ جراحة عظام فما علاقته بجراحة فى الرقبة!، وهل يفعل سيادة الوزير ذلك فى جميع جولاته؟

الغريب أن الصحيفة نفسها التى نشرت الخبر أجرت حواراً مطولاً فى نفس العدد مع الوزير عنوانه (حوار الأزمة) وأفردت للوزير صفحة كاملة يقول فيها ما يشاء، حيث بدأ سيادته باتهام الأطباء برفض الحل الودي، وتنفيذ أجندات سياسية ووصف مجلس النقابة بأنه «ُمغيب» بأن أعضاءه لا يعلمون شيئاً عن القانون ولا الدستور، وقال إن النقابة لديها أجندة سياسية.. و«مش عايز أحول المجلس للتحقيق»، ثم استطرد: «ما حدث وما صدر عن الجمعية العمومية للأطباء «كلام فاضي» ومن الممكن أن أقاضيهم عليه ولا أعتقد أنه يمثل أي شىء له قيمة».

واتهم الوزير 8 آلاف من خريجي كلية الطب، والبالغ عددهم 9 آلاف خريج، بأنهم «غير مؤهلين لممارسة المهنة بالمعلومات التي حصلوا عليها في كلياتهم» مرجعاً السبب إلى «غياب البرامج التعليمية»، أما بالنسبة إلى الألف الباقين، فهم على خلاف الثمانية آلاف الآخرين لأنهم إما يلتحقون بالمؤسسات الأمنية، أو يكملون تعليمهم في الجامعات، على حد قول الوزير.

واستمر الوزير فى الانتقال من فضائية إلى أخرى مردداً نفس الاتهامات، ومصراً على أقواله المتشابهة، غاسلاً يديه من أى مسئولية، عائداً بنا إلى العهد القديم.

 

[email protected]