رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

أنا في حيرة من أمري .. أنظر إلى ما يحدث في عالمنا العربي المعاصر .. في بلاد كان لها اسم وتاريخ مثل سوريا والعراق ومعهما اليمن الذي كان سعيداً.. وليبيا الجاره نظرة لاتفتقد بصائر المجانين وتبعد بعد السماء عن الأرض لرؤية العقلاء والعاقلين .. أرى رؤوساً تتطاير وبيوتاً تتدمر ومدناً وأحياء كاملة تتخرب ..وشعوب لا حول لها ولا قوة تتأذى والكثير منها يضيع في زحام القتل والتخريب المتعمد أو يسرع هارباً ناجياً بنفسه وأسرته من الخراب والدمار والقتل. والترويع إلى لا أمل ..ولا نجاة ..ولا مستقبل.

والسؤال الغريب المريب .. لم كان هذا أيها العقلاء ؟ بل قل لم كل هذا أيها المجانين !! يا من تمسكون بدفة السفن الهوجاء في البحار المتلاطمة والتي مآلها الغرق والاختفاء القسري في الماء .. وحتى لا تظهر لكم من بعدها حياة .. أنتم .. وبلدانكم .. وكل شعوبكم .. مسألة محيرة وغريبة .. تتصارع المصالح بلا جدوى وتتكالب الأمم على بلداننا المنكوبة .. تكالب الأكلة على قصعتها.. كما أخبرنا رسول الله (ص) منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام .. ماذا يجري؟؟ هل صارت بلادنا سداحاً مداحاً ؟! على رأي العامة .. لطواغيت العالم البذيء الذي نعيشه ؟! هل يستحلون بلادنا وديارنا وشعوبنا لكن يتقاتلوا هم وأطماعهم المخفية والظاهرة.. ونحن جميعاً أمة ثكلى لا حول لها ولا طول؟! تضافرت أطماع الخونة من داخل أمتنا مثل حاكم اليمن السابق وغيره من الحاضرين المشهد في كل بلداننا المنكوبة.. مع أطماع الكلاب المسعورة من المستعمرين بالثوب الجديد للاستعمار .. وماذا ستكون العاقبة.. إلا وخيمة وكارثية على بلداننا البائسة وعلى باقي بلدان الأمة العربية والإسلامية جمعاء.. تذكرت حكاية بسيطة لرجل مر على مستشفى للأمراض العقلية فسمع صراخاً من الداخل والمجانين يهتفون 13 .. 13 .. فوقف وحاول أن يعرف الحقيقية لكن الأسوار عالية .. ولكنه وجد فتحة صغيرة في السور .. فنظر منها لكي يتبين ما يدور في الداخل لعالم المجانين .. لكن أحد المجانين دس عصا في الفتحة فأصاب طرفها الآخر عين الرجل فصرخ من الألم .. عندها صاح المجانين في فرحة من الداخل يهتفون بصوت مرتفع 14.. 14.. أهذا هو حالنا من داخل بلادنا المنكوبة.. ومن خارجها أيضاً!!! تركيا مع بعض الدول العربية .. للأسف.. تحشد الحشود لكي تنهش آخر ما تبقى في الجسم العربي المنهار بحجة حرب داعش .. وهي عميلة من صنع داعش ... وروسيا في الجانب الآخر مع إيران وحزب الله.. وبقية الشيعة هنا وهناك تسارع في الإجهاز على القوة المتبقية من المقاومة للأسد الذي تحول إلى وحش بغيض شرس يأكل شعبه ويخرب بلده من أجل بقائه على كرسي الحكم الملطخ بالدماء العزيزة التي صنعها الطاغية.. ومن قبله أبوه. وكلاهما عاثا في سوريا الفساد والقتل.. والتدمير... أما اليمن وما يحدث من الحوثيين وأنصار المخلوع صالح فحدث ولا حرج.. والعراق الذي يحاول أن يستفيق .. لكن كيف يستفيق من غرق في النوم العميق وتخربت دياره وتحول شعبه (الأبيّ سابقاً) إلى شعب بائس .. لا يجد قوت يومه .. وتنتهك بلاده وتستنزف ثرواته الكبيرة دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق .. وقس على ذلك ما يحدث في ليبيا .. البلد المنكوب بشعبه وقادته المتناحرين على لا شئ في الواقع والذي أصبح معقلاً يتزايد للمتشددين المدعين الإسلام أمثال داعش والقاعدة وغيرهما ... حقاً .. إن المجانين وراء الأسوار لا يقلون كارثية عن المتطلعين خارجه.. وللأسف الأمور تسوء يوماً بعد يوم ولا أمل في التوقف وإعمال العقل العربي.. إن كان ما يزال يستطيع العمل .. بأي كفاءة كانت .. إن الأمة العربية تتهاوى من الداخل .. ويزيدها كارثية من يسحقونها من الخارج .. وينتظرون خلاصها لتكون لقمة سائغة يزدردونها .. إما كلها لأكثرهم قوة أو أنهم يقسمونها غنائم جاهزة لكل منهم حسب ما أبلى وما قدم من جهد وجهاد للإجهاز على الضحية المنكوبة، البائسة هل بقى أمل؟! هل هناك ضوء شارد أو حتى مخفي بين أكوام الشر .. سيظهر ليبدد الظلام القاسي الذي نعيشه جميعاً .. هل يمكن أن نعود إلى أنفسنا كما كنا .. وتعود إلينا بلادنا وشعوبنا.. لنتوقف فجأة ونوقف التاريخ لكي نعيد الحياة لشعوبنا ونزيل الخراب وآثاره ونترفع عن الفوضى والأنانية والاستئثار وحب النفس والذات.. إلى حب الأوطان مرة أخرى .. هذا أمل يعلم الله وحده أمره . وإن كان يمكن أن يكون أم أنه حلم مجنون أيضاً...