رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«وش السعد» مهزلة قدمت علي محطة فضائية عربية, تضمنت سخرية من الأغاني الوطنية العظيمة لعبدالحليم حافظ, مع استخدام الشتائم والألفاظ النابية ودروس في التحرش الجنسي وإهانة بالغة لسيدات مصر الفضليات، فعندما يغازل محمد سعد هيفاء وهبي قائلا إحنا ليس لدينا نساء في مصر! وأنه سوف يقوم بتغميسها بالعيش! وعندما تتم السخرية من أغنية «قووم يا مصري، مصر دايما بتناديك» وهي أغنية ترتقي لمقام النشيد الوطني كتبها بديع خيري ولحنها وغناها فنان حقيقي هو فنان الشعب سيد درويش وعبرت عن أشواق المصريين الوطنية وعن ثورة 1919, يقوم الممثل الهزلي «سعد» بالتساؤل المصري: يقوم يعمل إيه خليه نايم أحسن!

ثم يتواصل التخريب بتشويه صورة الإعلام المصري وتصويره علي انهم مجموعة من الجهلاء متشنجين يقومون بضرب بعضهم بعضا وهنا تنزل أغنية صورة صورة والتي تجسد مرحلة أخري من مراحل التطور الوطني, والأمر ليس مصادفة فقط سبق لبرنامج مسرح مصر علي نفس الفضائية أن قدم سخرية من الأغاني الوطنية عبر هزليات أشرف عبد الباقي , ويبدو أن هناك هدفاً محدداً هو السخرية من قداسة فكرة الوطنية, وتربية الأجيال علي السخرية من مفهوم الوطن, وهو تفكير ينتمي للوهابية ولفكر الإخوان والسلفية ومن علي شاكلتهم, ممن يحتقرون الوطن ويرفضون تحية العلم ولا يقفون احتراما للنشيد الوطني. والأمر المثير للاندهاش أن السعودية ليس لديها مسرح والمرأة ممنوعة من التمثيل بل ممنوعة من قيادة السيارات, فكيف تتبني وتنتج هذه المسوخ في فضائية مملوكة لها, وكيف نقبل تشويه ثوراتنا وتدمير تاريخنا, فهذه القنوات هي التي قدمت الخديو إسماعيل باعتباره زيرا للنساء وهي التي أنتجت عملا دراميا آخر شوه ثورة يوليو, وكأن هناك مؤامرة متواصلة لتزييف التاريخ, والسخرية من زعامة مصر للوطن العربي وضرب فكرة القومية من أساسها, صحيح أن الوطن العربي تمزق, ولكنَّ سببا جوهريا في تمزقه هو التآمر علي فكرة القومية والوحدة العربية, ومحاولة إحلال دينية متطرفة بديلا لها, فكانت النتيجة ما جري للعراق وسوريا وليبيا وما يحاك لمصر, من مؤامرة سحب بساط الريادة والزعامة الثقافية بضرب الثقافة والفن وتحويل مؤشر الاتجاه لوكيل الترفيه في لبنان مدعوما بالمال النفطي!

المثير للدهشة أكثر أن نقيب الممثلين وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية هو من قام بإخراج بعض مشاهد هذا الكباريه المبتذل! فكيف سنطالبه بالتحقيق مع الممثلين المشاركين ومعه هو شخصيا! وفكرة انتشار كباريهات الإسفاف عبر الفضائيات تعكس أيضا فراغا وفشلا عظيما لمسرح الدولة, فوزارة الثقافة ذاتها أسهمت في التخريب بإنتاج عمل مسرحي مشوه لثورة يناير وشهدائها, وكأنها تستكمل عمل الفضائيات الخليجية في تدمير قوة مصر الناعمة, نعاني تدهورا وانحطاطا ثقافيا غير مسبوق, وما يحدث يسير عكس تطلعات الأمة ورغبتها في التقدم وعكس ما ينادي به الرئيس السيسي من تفعيل دور الثقافة والارتقاء بالفنون.

وأخير عتاب مرير للفنان محمد سعد وللمؤلف سامح سر الختم والموسيقي هشام طه فهم كانوا رفقاء درب وشركاء حلم في مسرح الجامعة وقدمنا وقتها أعمالا لألبير كامي وسارتر ويوسف إدريس وميخائيل رومان ومحمود دياب, ووقتها لم يكن أحد يعرفنا وكنا نقبض علي حلمنا, والآن عندما صرنا مشهورين وقادرين علي تحقيق احلامنا الفنية ورسالتنا تخاذلنا وطعنا الجمهور وقمنا بخيانة أنفسنا قبل أن نخون الجمهور ونشوه تاريخنا.

قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك

خد بنصرى نصرى دين واجب عليك

يوم ما سعدى راح هدر قدام عينيك

عد لى مجدى اللى ضيعته ايديك

شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار

من جمودك كل عضمة بتستجار

صون آثارك ياللى دنست الآثار

دول فاتولك مجد وأنت فوت عار