رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة ساخنة

لن ننسى شهداء الوطن من رجال الجيش والشرطة.. مهما شغلتنا متاعب الحياة

فى سيناء رجال فى الجيش والشرطة يخوضون حربًا شرسة ضد الإرهاب.. لا ينامون.. ولا يغفل لهم جفن.. ولا تلين لهم عزيمة.. بينما نحن فى القاهرة وبقية مدن مصر غارقون فى النوم.. مشغولون بتفاهات «الفيس بوك» و«التويتر» والصراعات الرخيصة وخزعبلات الجن والعفاريت!!

فى سيناء جنود وضباط من رجال الجيش والشرطة صامدون رغم الصقيع الذى لا يحتمل.. والأمطار الغزيرة التى لا تتوقف.. والعواصف التى تقتلع الأشجار.. يجوبون الدروب والصحراء بحثًا عن الإرهابيين الذين يخططون لتدمير هذا البلد.. بينما نحن ننام تحت الألحفة والبطاطين.. ننعم بالتدفئة.. ونتابع الفضائيات.. نشاهد الأفلام ونستمتع بالبرامج من فوق أسرتنا!!

فى سيناء رجال يموتون كل يوم.. كل يوم يسقط شهيد من الجيش ومن الشرطة.. يقدم حياته فداءً للوطن.. لكى نعيش نحن.. لكى ننعم بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء.. فى سيناء يواجه جنودنا وضباطنا أقذر فئة من البشر.. جرذان.. حيوانات.. ليس لهم دين أو ملة أو ضمير.. اختاروا طريق الشيطان لإسقاط هذا البلد وتجويع هذا الشعب.. ليس لهم هدف أو رغبة إلا فى الانتقام من الجميع.. جيشًا وشعبًا.. هم بلاشك مدفوعون.. مأجورون.. خونة.. باعوا ضمائرهم لجهات أجنبية لها مصلحة فى إركاع مصر.

إننا جميعًا وبلا استثناء مدينون لجنودنا وضباطنا فى الجيش والشرطة لما ننعم به من أمن واستقرار فى ربوع مصر.. هؤلاء الابطال يتسابقون للشهادة.. لم يأبه أحدهم أن يترك ابنًا يتيمًا.. أو أن تترمل زوجته.. أو أن تبيض عينا أمه أو أبيه حزنا على فراقه.. هم يدركون أنهم يخوضون حربًا ضد أعداء الله، وعبدة الشيطان الذين يطلقون على أنفسهم كذبًا «أنصار بيت المقدس».. فبيت المقدس براء منهم.. والإسلام برىء منهم ومن أفعالهم.

أنا لا أعرف إذا كان هؤلاء المجرمون سفاكو الدماء يحملون بطاقات هوية أم لا.. ولكنى أعرف أن الأوراق الرسمية تحدد ديانتهم بأنهم «مسلمون».. كما تحدد بيانات بطاقتى الشخصية فى خانة الديانة أننى مسلم.. أى أننا نشترك ـ رسميًا ـ فى نفس الدين الذين يدعون الانتساب إليه.. وهو بالطبع ليس الدين الذى نعرفه وننتسب إليه هنا فى مصر.. وحاشا لله أن يكون «إسلامهم» هذا اسلامًا.

هؤلاء المتنطعون الجهلة السفهاء الذين يدعون كذبًا أنهم «أنصار بيت المقدس» يقدمون للعالم كل يوم نموذجًا لذلك الدين «المرعب» ذى المخالب والأنياب التى تقطر دمًا.. مؤكدين دعاوى اعداء الاسلام فى الغرب بأنه دين الإرهاب.. فهؤلاء يقولون إن دينهم هو الاسلام.. وعنه يدافعون.. وباسم الانتصاف له والانتصار على «اعدائه» يقطعون الرقاب ويحرقون البيوت ويغتصبون النساء ويقتلون ويسرقون ويخطفون الناس ليذبحوهم!!

هؤلاء المجرمون لا يدركون أنهم يسددون الضربات الموجعة للدين الاسلامى وللمسلمين.. لذا وجب علينا جيشًا وشعبًا أن نواجههم بكل ما نملك من قوة.

إن الجيش المصرى قدم المئات من رجاله بين شهيد ومصاب من أجل مواجهة هؤلاء الخوارج المجرمين.. وقدمت الشرطة ـ أيضًا ـ المئات من رجالها بين شهيد ومصاب من أجل دحر هؤلاء الإرهابيين سفاكى الدماء.. الذين ينفذون مخططًا لاقتطاع سيناء وفصلها عن الوطن الأم.. وهو مخطط لا أستبعد تدخل إسرائيل فيه والاشراف عليه.. بل تمويله ماليًا ولوجستيًا بهدف استنزاف الجيش المصرى وكسر عزيمته.. لكن حاشا لله.. فالرجال يقظون.. جاهزون.. مرابطون.. يدركون أنهم يحاربون فى سبيل الله.. ومن أجل رفعة الوطن واستقراره ورقيه.

لكننى أحزن كثيرًا عندما أجد فى الوقت الذى يسقط فيه شهداؤنا بفعل غدر الإرهابيين.. أن قنواتنا الفضائية تصر على إلهاء المصريين بموضوعات الدجل والشعوذة.. ويفردون لها حلقات.. وأتعجب كثيرًا على إصرار المواقع الإلكترونية وباهتمام مبالغ فيه على متابعة أخبار قضية نسب طفلى الفنانة «زينة» للفنان أحمد عز.. وكأن مصر لا تخوض حربًا ضد الإرهاب.. وكأن شهداءنا لا قيمة لهم.. شاهد كم التعليقات والمداخلات والتدخلات فى قضية شخصية بين اثنين من الفنانين.. قضية لا قيمة لها.. وهى فضيحة يخجل العاقل طرحها بمثل ما يحدث الآن.. لكن ـ للأسف ـ يبدو أن بعض المصريين أصبحوا يعشقون الفضائح!!.

صحيح أن بعض السفهاء منا ـ هنا وهناك ـ مشغولون بالتفاهات والخزعبلات والفضائح وقلة الأدب.. لكننا والله لا ننسى ما يقدمه جنودنا وضباطنا فى الجيش والشرطة من تضحيات خاصة فى سيناء الحبيبة من أجل أن يعيش شعب مصر حرًا آمنًا مطمئنًا.. نحن لم ولن ننسى هذه التضحيات العظيمة بل نخلع لها القبعة تحية واحترامًا وتقديرًا لهذا الدور الوطنى العظيم لرجال شجعان .. وهذا ليس غريبًا أو جديدًا على قواتنا المسلحة التى قدمت آلاف الشهداء دفاعًا عن تراب هذا الوطن .. وليس غريبًا ايضًا على رجال الشرطة الذين قدموا الشهداء لتحقيق الأمن والاستقرار لمصرنا.

لن ننسى شهداء الوطن.. مهما شغلتنا متاعب الحياة .