عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

ما إن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن مبادرة الألتراس، واستعداده للقاء عشرة منهم يمثلونهم؛ حتى غضب أعداء ثورة 25 يناير، وهدد بعض أعضاء مجلس النواب بالانسحاب من المجلس، احتجاجاً على الخطوة، وانبرت بعض البرامج تستضيف من يناصبون هؤلاء الشباب العداء، خاصة بعد أن هتفوا مؤخراً ضد الجيش والشرطة فى وقت يضحى فيه الضباط والجنود بأرواحهم ليبقى الوطن.

الرافضون للمبادرة، يرون أن هؤلاء إرهابيون، ويستندون فى ذلك إلى بعض الأحداث، التى تورط فيها أعضاء من فرق الألتراس ببعض الأندية (الأهلى، الزمالك، المصرى وغيرها). وقد يكون مع الرافضين الحق فيما ذهبوا إليه نظراً لفداحة ما حدث من كوارث (ألتراسية) فى أعقاب اندلاع  ثورة 25 يناير.  ولكن ليس من حقهم رفض خطوة الرئيس فى احتواء فئة من شباب هذا الوطن، والإنصات إلى مطالبهم والوقوف عند حدود أمانيهم وتطلعاتهم. فهذا حقهم على رئيس لا يترك مناسبة إلا ويتحدث فيها عن الشباب وقضاياهم  ومشاكلهم.

إن مجرد الاختلاف أو عدم الاقتناع بسلوك جماعة من شبابنا أن نموحهم من خريطة المجتمع ونحتج إذا ما جاء صوت العقل يخاطب أفئدتهم، وخاصة فى مثل هذه الظروف العصيبة التى تمر بها أمنياً واقتصادياً. كما أن ترك هؤلاء الشباب  طيلة هذه السنوات دون الجلوس إليهم والاستماع لهم، والتماس العذر لما بدر منهم من حماس واندفاع، كان من وجهة نظرى جريمة بحقهم تفوق جريمة ما ارتكبوه فى حق مؤسسات الوطن من حرق وتخريب وتدمير، كما فعلوا بمقر اتحاد الكرة المصرى بالقاهرة، وستاد النادى المصرى ببورسعيد.

فكان ينبغى الجلوس مع الألتراس  قبل أن تحتضن بعضهم وتتبناهم بعض عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، والناشطون بالتيارات الثورية المتهورة، التى تقوم بعمليات غسيل مخ لشباب صغير السن، من السهل استغلال حماسه وتعصبه أحياناً، ومن ثم تحريضه دائماً ضد الشرطة والجيش.

وبغض النظر عن تدخل الرئيس- وهذا قدره- فى أزمة كان يمكن حلها عبر مسارها أو قنواتها الأساسية فى أجهزة الدولة، فإن هذا التدخل يعنى فشل وزارة الشباب والرياضة فى علاج مشاكل روابط الألتراس، وتكشف قصوراً شديداً فى أداء الأجهزة المعنية برعاية الشباب ومجالس إدارات بعض الأندية، التى تتخذ مواقف مسبقة ومعلبة ضد الأولتراس (فاكهة المدرجات) وينظرون إليهم على أنهم همج ومرضى نفسيون، ويحرمونهم من دخول الأندية؛ بحجة الخوف من تصرفات طائشة التى كانت سبباً لحرمان الجماهير من حضور المباريات.

قيادات الألتراس، وإن خرجت علي النص أحياناً بالهتاف ضد الشرطة والجيش، إلا أنهم مازالوا يشعرون بوجع وحزن على استشهاد 72 مشجعاً من النادى الأهلى، وأنهم لم يحصلوا وأسرهم على حقوقهم، ولديهم قناعات بأن هناك قيادات أمنية وحكومية تورطت فى مذبحة بورسعيد ولم يتم معاقبتهم، أو محاكمتهم، كما يشعرون بأنهم يدفعون ثمن تظاهرهم ضد إعادة الفلول للساحة السياسية، ووقوفهم ضد المرشح الرئاسي أحمد شفيق واعتباره من بقايا دولة «مبارك» القمعية، وهذا سر غضبهم المستمر الذي شعر به الرئيس وكان الدافع الرئيسي للاجتماع بهم والإنصات اليهم. وأعتقد انهم بعد هذا اللقاء الرئاسى ستهدأ ثورتهم وانفعالاتهم لأنهم سيشعرون بصدق الرئيس وإيمانه التام بقضيتهم وتفهمه لمطالبهم.

المشكلة فى بلادنا ان هناك بعض المسئولين وكذا بعض النواب ورؤساء الاندية يتعاملون مع قضايا الرياضة بسطحية شديدة، ولكن الرئيس يعتبرها أمناً قومياً، وهذا هو الفرق بين رئيس يستشعر حجم الخطر، ووزراء يعملون لكراسيهم فقط ولحين انقضاء مدة (حق الانتفاع) الذي يديرون من خلاله وزاراتهم. وتلك هى الضربة التى يقولون عنها «ضربة معلم».

[email protected]