رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأى الوفد

 

 

 

لا شك أن «دبلوماسية القمة» تحتل موقعاً أثيراً فى قناعات الرئيس السيسى، فى مرحلة دقيقة يراها، بحسه الوطنى، جديرة بجهد دبلوماسى رفيع ومباشر، دون أن ينتقص ذلك من الدور المنوط بالدبلوماسية التقليدية وأدواتها وآلياتها المعروفة.

من هنا كان  حرص الرئيس السيسى على لقاءات مباشرة، فى الداخل والخارج مع قادة وزعماء العالم، بل وبعض الفاعلين على الساحة الإقليمية والدولية، ربما دفعه الى ذلك أنه ليس قائداً فحسب للمرحلة الصعبة الراهنة، مثلما كان هو بطلها الأول حين أطلق، بمسئوليته الوطنية، صافرة إنذار «مشروعة»، لم يتفهمها النظام الإخوانى الحاكم وقتئذ، فكانت الموجة الثورية الثانية فى الثلاثين من يونيو إنقاذاً للوطن، ورداً للمكتسبات الثورية التى حازها الشعب بثورته المجيدة فى الخامس والعشرين من يناير.

فى هذا السياق، تأتى المشاركة المتواصلة من الرئيس السيسى فى القمم الأفريقية، تأكيداً على عزم وإصرار الدولة المصرية على استعادة ريادتها الأفريقية على أسس متينة رسخت عبر تاريخ طويل لطالما كانت فيه مصر ضميراً حياً للشعوب الأفريقية المناضلة بحثاً عن مستقبل أفضل مستحق.

ولعل فيما يؤكد حرص الرئيس على «دبلوماسية القمة» أو «الدبلوماسية المباشرة»، ما يشير الى وجود استراتيجية مصرية واضحة فى هذا الشأن، إذ يعمد الرئيس الى الاستفادة من المزايا التى تحققها الدبلوماسية المباشرة من سرعة اتخاذ القرار، بما ينسجم وطبيعة العلاقات الدولية المعاصرة، وتشابك ملفاتها، فضلاً عن توفير مناخ داعم يستند الى توطيد الصلات الشخصية بين القادة والزعماء، بما يتيح قدراً أوفر من فرص النجاح فى مواجهة المشكلات والأزمات، خاصة فى القضايا التى يصعب على الدبلوماسية التقليدية تحقيق إنجاز تام فيها بعيداً عن تدخل مباشر توفره دبلوماسية القمة.

غير أن إخفاقاً تسقط فيه «الدبلوماسية المباشرة»، عادة مايكون مدوياً، مثلما تواجه نتائجها حذراً مشروعاً من أن تتأسس على قواعد دعائية أكثر منها موضوعية.

ومن هنا كان للدبلوماسية المباشرة أعباء قد يصعب تفاديها إن لم تتوفر سمة الجماعية الناجزة فى العمل الدبلوماسى، إذ ينبغى أن يتواكب مع الدبلوماسية المباشرة، زخم فنى ودبلوماسى يدرس ويفحص ويدقق، إذ ترتكز عليه فى الأساس القدرة على إتمام ما تبشر به دبلوماسية القمة.

والواقع أن ملف سد النهضة الإثيوبى جدير بأن يكون محل الإشارة الأول لكل حديث جاد عن «الدبلوماسية المباشرة»، إذ تعددت فيه فعاليات «دبلوماسية القمة» فأشاعت الآمال العريضة، بيد أنها لم تجد عوناً كافياً فى الاتجاه ذاته من فريق «الدبلوماسية التقليدية».

«الوفد»