رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحن شعب أبي أصيل أغلبه الآن جاهل أو أمي لكنه بالسليقة وبما وهبه الله وما أعطته حضارته الضارية في عمق الزمن.. شعب عصي.. لا يقبل الضيم ولا يرضى بالمهانة والعار.. ويحمي وطنه وأمته بالغالي والرخيص.. وهو بطبعه شعب متدين.. أحب دينه وأخلص له.. واتخذ من الإسلام السمح هداية وريحانا.. منذ أن جاءه المبشر بكلمة الله السمحة من قبل خليفة المسلمين آنذاك عمر بن الخطاب.. جاءه عمرو بن العاص مبشراً وداعياً لدين الحق.. لا غازياً ولا فاتحاً بالسيف ولا رافعاً راية القهر أو الإذلال.. بل هادياً داعياً مبشراً بدين الله وبرسالة خاتم المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وتدافعت جموع الشعب المصري للانخراط في هذا الدين السمح.. حتى صارت مصر دولة مسلمة. ثم عزز الدين في مصر المحروسة إنشاء الأزهر الشريف في دولة الفاطميين.. والذي رفع راية العلم.. وجعل علوم الشريعة واللغة من فقه وحديث ومنطق وعلوم قرآن وغيرها نبراسه وكلمته لشعب مصر والشعوب العربية والإسلامية عبر تاريخه الذي تجاوز الألف وسنين عدة.

هذه هي مصر وهذا هو شعب مصر.. كانت ولا تزال درة في تاج الأمة العربية والإسلامية منذ أن حباها الله بالدين الحنيف.. وقد قامت بدورها عبر الزمن للدفاع عن هذا الدين السمح سواء بما لديها من علماء أجلاء في شتى فروع العلم والمعرفة وعلى رأسها العلوم الشرعية الدينية المعتدلة التي أنارت بها مشارق الأرض ومغاربها سواء في بعثاتها الأزهرية للأمم والشعوب.. أو من خلال الدارسين في أزهرها الشريف من أبناء الأمة العربية والإسلامية عبر العصور والذين يعودون لبلادهم ولأوطانهم محملين بالأمانة العلمية الدينية الوسطية السمحة ليكونوا منارات للهدى والنور في أوطانهم المختلفة ونماذج مستنيرة للدين الإسلامي الحق.. أما عن هذه الحملة الشرسة على الأزهر الشريف وعلى التراث والبخاري ومسلم فضلاً عن المطالبة بتجديد الخطاب الديني فإن منها ما هو مقبول مثل مسألة تحديث وتجديد الخطاب الديني.. أما ما يتعلق بالتراث والصحيحين البخاري ومسلم وعلوم الأزهر فإن الأمر يخص الأزهر وحده وهو المنوط بأمره ولديه من العلماء الإجلاء المختصين البارعين ما يكفيه دون افتآت من أحد دخيل أو مدعي.. فالأزهر الشريف  الذي صمد الدهور قادر على أن يراجع تراثه ومادته وهويته ويدعمها وينفض عنها تراب الزمن لكي تستمر مسيرته الخالدة لأزمان قادمة بإذن الله تعالى..

كما أن للأزهر وقفات خالدة لا ينساها التاريخ في وجه المعتدين على الحضارة العربية والإسلامية ممن استباحوا الشعوب العربية المسلمة.. فكان أن تصدى لهم واستبسلت مصر وأزهرها في الدفاع عن أمتها العربية وعن العقيدة الإسلامية وتجلى ذلك في الحروب الصليبية وفي صد جحافل الهمج التتار الذين عاثوا فساداً بأرض ومقدرات شعوب عربية وإسلامية عدة.. حتى جاءوا قاصدين مصر العروبة.. مصر الإسلام.. مصر الحضارة والتاريخ.. فانكسروا على أعتابها وتحطمت جيوشهم الغازية وعدتهم وعتادهم على يد الجيش المصري الأبي والذي وقف شعبه الصامد الأصيل وراءه حائط صد منيع.. ورغم ما تكبده الشعب الصابر من جراح وآلام فإنه لم يبك يوماً ولم يذرف دموعه لكي تباع في سوق الأحزان.. أبداً . وإنما صنع ما صنع عبر تاريخه من واقع مسئوليته التاريخية ومن واقع قناعته بأنه حامل الشعلة وقلب الأمة.. وإن لزاما عليه أن يكون الدرع والسيف والسند.. إننا شعب مسلم متدين بلا مغالاة أو انتقاص والحمد لله.. ونعرف ديننا الحق.. ونرضى أن نكون له فداء وأن نحميه من الأعداء أياً كانوا سواء أعداء من خارج محيطنا الإقليمي أو العربي.. أو أعداء من الداخل.. من بيننا.. أو منا من الذين اعتنقوا الخطأ الصريح وتمادوا في غيهم وضلالهم وأولوا من كتاب الله وسنة رسوله السمحة ما لا يحتمل التأويل لأغراض في نفوسهم ولأهداف دنيوية تأبي النفوس السامية أن تتخذها إلا هزوا وأن تراها إلا قبحاً وانفلاتاً وضياعاً وتضييعاً للدين والدولة والناس.. ومصر التي يزهق أرواح شبابها وأبنائها من رجال الجيش الأبي والشرطة الصابرة والمثابرة في كل يوم وكل حين.. حتى تاريخ كتابة هذا المقال وما تكيده الكلاب الضالة لمصر يوم ذكرى 25 يناير الحالي.. لن تركع ولن تستسلم أو تسلم بلدها ودينها وشعبها أبداً لتلك الجحافل الكارهة لبلدها وقوميتها وناسها.. تلك الجحافل التي خرجت لنا من ظلمات الجهالة.. ومن سنى التخلف والقهر.. تعيش أوهاماً هي إلى السراب أشبه وإلى الضياع أقرب وإلى الظلام والظلمات أولى وأسرع.. وهي مهما فعلت.. ومهما فجرت ومهما خربت ودمرت وقتلت فلن تصنع شيئاً إلا كما يصنع الريح في الجبل الأشم.. تهيج ترابه.. لكنه راسخ بصخرة الصلب وقوته العاتية وثباته في الأرض الصماء.. أفعلوا ما شئتم يا أعداء الخير والسلم والسلام.. سواء من كان منكم من خارج أوطاننا أو من شعوب أخرى وحضارات أخرى متعفنة أو من كان من بين شعوبنا ومن ملتنا.. ومنا.. لكنه خرج عنا.. وصرنا له أعداءً بلا مبرر وصار لوطنه وأمته فاسداً فاسقاً فاجراً.. يحق عليه القول الفصل الذي ليس بالهزل والمنزّل صراحة في كتاب الله والذي عقابه حد الحرابة المانع القاطع.. اصنعوا ما شئتم أنتم جميعاً فلن تبكي مصر ولن تبيع يوماً دموع شعبها الأبي.. وستعيش مصر وستبقى.. وأنتم ستذهبون ولن يبقى لكم من أثر إلا كما بقي للمعتدين الفاجرين من قبلكم على مصر المحروسة بإذن الله تعالى... أما انتم يا دعاة التجديد للأزهر الشريف فارفعوا أياديكم عنه فإن الله حارسه كما هو حارس لمصر..

حفظ الله مصر وحفظ أزهرها الشريف العفيف وحفظ الإسلام السمح بين العالمين..