عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة حق

ما حدث فى الذكرى الخامسة لثورة يناير يدل على الحالة المزاجية للمصريين، ولدليل قاطع على الرضا النسبى لما تحقق من نتائج على أرض الواقع بعد ثورتين، ولكن بالتأكيد سقف الطموح الذى تمدد بعد ثورتين لم يتطابق مع الواقع حتى الآن، وهذا يعنى أن هناك احتياجا ضروريا للعمل الجاد من المسئولين لتقليل المسافة بين ما يجب أن يكون وما هو كائن، حفاظا على الدولة المصرية وتماسكها، مع الاستغلال التام لرغبة المصريين فى التغيير إلى الأفضل لتحويلها إلى طاقة إيجابية دافعة لبناء الوطن، وهنا فقط ننتظر جميعا ذكرى الثورة من كل عام لنحتفل، ونتضرع إلى الله لندعو إلى أرواح طاهرة أزهقت من أجل أن تمنحنا جميعا حياة كريمة مستقرة، وحتى لا تكون هناك مساحة يمكن استغلالها فيما بعد لهدم الدولة وإشاعة الفوضى.

فالعيش الكريم لن يتحقق إلا ببذل المزيد من الجهد، فالقيادة عليها أن تفتح آفاقا جديدة للاستثمار والسياحة من خلال توفير أجواء مناسبة للأمن، مع تحسن نوعى لكافة الخدمات التى تمس حياة المواطن فى الإسكان والتعليم والصحة ومياه الشرب والكهرباء والصرف الصحى، وغيرها من الأمور الحياتية، وهنا تصبح القدرة على استثارة الدوافع للعمل والإنتاج لجموع الشعب علامة فارقة للقيادة، لإحداث نقلة نوعية باستغلال طاقات الشباب بعد تحويلها إلى طاقة إيجابية لبناء المجتمع ورقيه.

أما القناعة بالحرية بمعناها الواسع، فلا بد أن يؤمن بها مسئولو الشعب لأن الماضى لن يعود، وهذا لن يتحقق إلا إذا تأكد للجميع أن من فى السلطة الآن ما هم إلا نتاج عمل ثورى دفعت فواتيره أرواح غالية أزهقت، وأجساد أسخنتها الجراح، ويجب عليهم العمل لصالح البسطاء من عامة الشعب، دون إعطاء أى أهمية لأى اعتبارات أخرى.

وهذا ليس معناه أن يساء استخدام مساحة الحرية المكتسبة بعد ثورتين، فتستمر الأمور كما هى عليه الآن، من انفلات طال كافة مناحى الحياة، فالمواءمة هنا مطلوبة بين سقف الحرية المكتسبة بعد ثورتين وبين ضبط الأمور وتسيير الحياة، وهذ يحتاج، بلا أدنى شك، إلى اتساق نفسى بين الشعب وقيادته، وهنا وفى لحظة صدق يمكن أن تقوض مساحات الفراغ لنصل إلى نقطة التقاء ظاهرة تحت راية وطن، يسعى الجميع إلى بقائه ورقيه وعدم انهياره.

 أما النداء الأخير الذى ملأ الحناجر فى الثورتين فكان التأكيد على مفردات العدالة الاجتماعية، وتحقيقها ليس بالصعوبة التى يتوهمها البعض، فالعدالة يمكن أن تتحقق عندما تقطع أيادى الفاسدين، ويستبعد أهل الثقة من المناصب القيادية، وتقفل أدراج التربح، وتوصد الأبواب الخلفية ويقطع دابر الوساطة والمحسوبية، وهنا يصبح لتفعيل القوانين وتطبيقها على الجميع علامة فارقة لإثبات حسن النوايا، وهذا لن يتحقق إلا بإرادة حقيقية وإيثار للوطن ويقين بأن الشعب هو مانح السلطات ومصدرها الوحيد.

وسنة الكون منذ آدم إلى الآن أن يكون هناك اختلاف وتنوع فى الرؤى والآراء، وإلا فسدت الأرض وطويت صفحتها، ولكن فى مشهدنا الآن وفى ظرفنا الراهن وفى ظل العدائيات المحيطة من كل جانب، علينا جميعا أن نقلل مساحات الاختلاف ونتقارب فى وجهات النظر بشىء من المرونة التى يستدعى مضمونها من حب بقاء راية الوطن عالية خفاقة، ولكى نسلمها لأبنائنا كما استلمناها من آبائنا حرة أبية، وذلك يتحقق فى لحظة صدق مع النفس وإخلاص فى النوايا، لأن مصر باقية، وكلنا بلا أدنى شك زائلون.

[email protected]