عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اليوم 28 يناير هذا اليوم الذي سيسجله التاريخ بأنه يوم «نهب مصر».. يوم الفوضي.. اليوم الذي تحولت فيه محافظات مصر إلي ساحات للنهب والسلب والسرقة.. هذا اليوم الذي سيظل لغزا محيرا.. رغم لجان تقصي الحقائق ورغم الشهادات التي تم جمعها.. ورغم الاتهامات المتبادلة بين القوي السياسية فهذا سيذكره التاريخ بأنه أكثر الأيام غموضا في تاريخ الأمة.

نحن نتذكر أن هذا اليوم أطلق عليه يوم «جمعة الغضب» لأنه كان يوم جمعة في عام 2011، وخرج الناس يعبرون عن غضبهم من رد فعل النظام من مطالبهم بإقالة الحكومة وحل البرلمان وهي المطالب الذي رفضها مبارك وأعوانه وخرج في اليوم السابق أي الخميس صفوت الشريف، بصفته أمينا عاما للحزب الوطني وقال: «إننا ثابتون كالجبال»، وأعلن رفض هذه المطالب فكان الغضب في اليوم التالي.. لكن هذا الغضب تحول الي فوضي عارمة مع انسحاب الشرطة المريب من جميع الشوارع والميادين.. تحول البلد الي ساحة للنهب والسلب عشرات المحلات نهبت وحرقت عشرات البنوك.. أقسام شرطة تم اقتحامها وسرقة ما بها من أسلحة وذخائر.. سجون تم اقتحامها وتم تهريب آلاف من السجناء بها.. منهم سجناء أجانب خرجوا من مصر وعادوا إلي بلادهم.. مئات من مخازن الآثار سرقت.

هذا اليوم المريب والغريب سيظل سرا حتي يتم تشكيل لجنة تقصي حقائق حقيقية وليست لجنة شكلية مثل اللجان السابقة لنعرف من الذي دبر هذه الفوضي وهذا الوضع الذي مازالت مصر تدفع ثمنه حتي الآن.. هذا اليوم الذي كان ثمرة لظهور طبقة اجتماعية جديدة اسمهم «اثرياء الثورة» وهم الأشخاص الذين نهبوا المحلات والبنوك ومخازن الآثار.. هم من كانوا يقطعون الطرق ويستولون علي السيارات ويعيدونها بعد دفع فدية لها.. هم من استولي علي أراضٍ ليست ملكهم واقتحموا وحدات سكنية ومكثوا فيها هم أيضا من قاموا ببناء عمارات وأبراج سكنية دون ترخيص دون أن يعترضهم أحد، هؤلاء من اعتدوا علي الأراضي الزراعية وحوَّلها الي أراض سكنية وباعوها بالمتر، كل هؤلاء استفادوا من حالة الفوضي التي خلفها يوم 28 يناير.

في هذا اليوم سقط أكبر عدد من شهداء الثورة وأكبر عدد من المختفين وتورط في هذا اليوم أطراف عديدة وطالت الاتهامات أجهزة في الدولة منها وزارة الداخلية وأجهزة أمنية أخري وميليشيات البلطجية التي استخدمها أحمد عز في تسويد الصناديق في انتخابات 2010 وجماعة الإخوان، ومخابرات دول أجنبية وعربية وطالت الاتهامات الجميع لكن بلا دليل ولم تبذل أي جهة أي جهد لتقول لنا من وراء هذه الفوضي والجرائم التي ارتكبت فيه من قتل وسرقة ونهب وحرق مبان حكومية وخاصة، وحتي الآن لا نعرف الخسائر التي لحقت بمصر سواء المادية أو البشرية.

يوم 28 يناير كشف لنا عجز أجهزة التحقيق في مصر وكشف أننا دولة عديمة الخبرات في مجال التحقيق في مثل هذه الأحداث وفقيرة في الخبرات الخاصة بتقصي الحقائق، حتي إن أمين عام جميع اللجان كان شخصا واحدا التي شكلها المجلس العسكري والتي شكلها برلمان الإخوان والتي شكلها المعزول محمد مرسي.

هذا اليوم كشف أن النيابة العامة لا تستطيع أن تقوم هي بواسطة أعضائها بجمع الأدلة ولكنها تعتمد علي ضباط وأمناء ومخبري الشرطة في التحريات وجمع الأدلة وكانت الاتهامات موجهة الي جهاز الشرطة وقتها بالتورط في هذا اليوم فتم اخفاء عشرات الأدلة أو طمسها كما كان يقال.

هذا اليوم فتح الباب لأيام غامضة أكثر تلته مثل «موقعة الجمل» و«مذبحة ماسبيرو» ومن قتل الشباب في الميادين وغيرها من الأحداث التي شهدتها مصر طوال عامي 2011 و2012.

ذاكرة المصريين سوف تذكر هذا اليوم كما تذكر يوم حريق القاهرة، ولكن علينا أن نعيد فتح التحقيق في أحداث هذا اليوم حتي لا تظل الاتهامات موجهة للجميع ونقتص ممن اقترف أكبر جريمة في حق شعب مصر.