رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية مصرية

أهم ما حققته ثورة يونية 2013 المجيدة أنها أعادت مصر الي المجتمع الدولي بصورة فاقت كل التوقعات وفي فترة زمنية قصيرة.. بعد أن كان دورها الريادي الإقليمي  والدولي البارز والمميز علي شتي المستويات.. خفت بالتدريج وتراجع خلال نظامي الحكم السابقين.. بحيث طرح التساؤل: ماذا جري لمصر الحضارة وشعبها الذي عرف عنه الطموح والسعي الدائم الي التقدم والتميز؟ ومازالت إنجازاته قديما تذهل العالم.. ومازالت الأسرار وراء الكثير منها تعصي علي فك طلاسمها!!

وحتي في العصر الحديث ومنذ بدايات القرن العشرين الماضي  كانت دول أصبح لها مكانة عالية في المجتمع الدولي الآن.. تسترشد بالتقدم الذي أحرزته مصر قبل الخمسينيات، فاليابان أرادت الاسترشاد بالتقدم الذي أحرزته مصر في بناء الاقتصاد الوطني علي شتي المجالات.. والنجاح في التخلص من التبعية الاقتصادية لدول خارجية حينذاك!! كذلك الزعيم الروحي «غاندي» كان يبجل ثورة 19 التي قام بها الزعيم سعد زغلول ورفاقه، وأراد أن يستفيد من مسارها.. وما حققته الوحدة الوطنية بين ذراعي الوطن من مسلمين وأقباط.

في حين كانت الهند تعاني من شرور الطائفية.. والذي كان الزعيم غاندي يحمل رسالة التعايش السلمي بين الطوائف المتناحرة في بلاده.. والتي أدت في النهاية الي مقتله.

كذلك علاقات مصر والصين الثقافية.. في ثلاثينيات القرن الماضي أقيم في عهد الملك فؤاد قسم خاص للمبعوثين الصينيين بالأزهر الشريف، وكذلك أرسلت مصر من رجال العلم و الأبحاث بمختلف التخصصات في الأربعينيات الي الصين وهذا بجانب العلاقات القوية التي بنيت بين مصر والصين في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، عندما كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية عام 1953، وأقامت علاقات دبلوماسية 1956، وفتحت الطريق أمام الدول العربية والأفريقية لتحذو حذو مصر.

وبالرغم من الظروف التي واجهها البلدان منذ منتصف الستينيات الي السبعينيات فكانت الثورة الثقافية في الصين وما أحدثته من فوضي، وهزيمة 67 في مصر ولكن كانت دائما العلاقات مساندة للمواقف التي تواجهها كل من البلدين ولا تنقطع.. حتي عندما سحبت الصين سفراءها من المنطقة العربية أبقت علي سفيرها في مصر. ولم يحدث ولو لمرة واحدة أي حدث يعكر أو يشوب العلاقة بين مصر والصين.

ومن المؤكد أن زيارة الرئيس الصيني لمصر أكدت خصوصية العلاقات بين الدولتين.. ومدي أهمية ما وقع من اتفاقيات اقتصادية ومذكرات تفاهم شملت العديد من المشروعات وبالذات بالنسبة لمحطات توليد وإنتاج كهرباء.. والتنمية في قناة السويس.. وكذلك التعاون في المرحلة الأولي لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة التي نتطلع للبدء فيها من مبان لوزارات وللبرلمان ولمجلس الوزراء مع إقامة وحدات سكنية لاستيعاب العاملين فيها.

ومع كل المشروعات التي اتفق علي تنفيذها، وكذلك مذكرات التفاهم وزاد عليهم النية لإحياء طريق الحرير الذي كان يمر بميناء السويس الذي كان يسمي ميناء «القلزم» والذي لن يمثل فقط طريقا اقتصاديا وتجاريا.. بل سيزيد الأواصر والروابط بين البلدين علميا وثقافيا!!

كما أنه في رأيي أن الاجتماعات التي عقدها وزير الثقافة حلمي النمنم مع نظيره الصيني تساي وو للترتيبات لبدء العام الثقافي المصري - الصيني الذي نأمل له النجاح بالنسبة لدولتين قامت حضارتهما علي العلوم والفنون.. ومبادئ وقيم رفيعة اقتبست منها الكثير.. الحضارات اللاحقة عليهما.

كذلك الاتفاق بين الوزيرين علي إقامة دار للأوبرا الأقصر وهذا يعني الكثير حين ستشع منها الثقافة والفنون الراقية مثل دار أوبرا القاهرة.

وكذلك ستكون مكملة لما تمتلكه الأقصر من كنوز الآثار وستوفر للسائحين والزائرين لمصر.. متعة ثقافية رفيعة المستوي.. سيحتفظون بذكرياتها معهم عند عودتهم الي بلادهم.

ولعلنا نتذكر كيف كان الإقبال العالمي لمشاهدة أوبرا «عايدة» عندما كانت تعرض في الأقصر.. جاء لها شخصيات عالمية من كل أرجاء العالم.

 

الكلمة الأخيرة

مصر والصين.. دولتان لهما تاريخ يحافظان علي قيمه ومبادئه عبر العصور، واللقاءات التي تتم بينهما سواء في الصين أو في مصر دائما تعطي مردودا.. بمستوي ما يمتلكانه من مخزون حضاري فريد لا مثيل له.. حفظ الله مصر.