رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأى الوفد

 

 

صرح ديمقراطي مدهش بناه الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير 2011؛ إذ أعلن إرادته الحرة في وجه نظام طَغَى طويلاً فأطاح بعيداً بحقوق أجيال متعاقبة في حياة كريمة تتناسب وما يحمله الوطن من قيمة إنسانية وتاريخية.

وعلي مدى عمرها القصير، عانت ثورة يناير من جملة من المتسلقين والمنتفعين، ما أدى إلي إحداث تشوهات في وجهها الإنساني النبيل. بداية من الجماعة الإرهابية التي لم تكن علي صلة حقيقية بالثورة، قدر ما كانت علي وفاق مشهود مع نظام مبارك الفاسد عبرت عنه صفقات سياسية عديدة!. مروراً ببعض الأطراف الخارجية التي استثمرت بنجاح تداعيات تصاعد الأحداث في مصر، فراحت تراهن علي مصالحها باسم ثورة يناير!. وصولاً إلي حفنة من الوافدين الجدد علي الساحة السياسة، راحوا يزايدون ويتاجرون باسم الثورة سعياً إلي مصالح ذاتية صغيرة.

 وبين هؤلاء جميعاً تفرقت تيارات وفئات وطنية حقيقية، لم تجد عوناً كافياً كان واجباً من النخب الوطنية، فاندفع فريق منهم وراء أفكار وممارسات لا تنتمي إلي المفهوم الحقيقي للثورة كعمل من شأنه بناء دولة علي أسس وقواعد جديدة تتبني قيماً إنسانية، بموجبها تلتمس الدولة طريقاً آمناً صوب التنمية الشاملة، بكافة مضامينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

في هذا السياق، يبدو المشهد ونحن نحتفل بالذكري الخامسة لثورة يناير المجيدة، وقد غاب عنا جميعاً ما للعمل من قيمة مركزية عالية في كافة عمليات التحول الديمقراطي.

والواقع أن ممارسات شتى شغلت الرأي العام عن «العمل» قيمة ثورية سامية؛ ذلك أن سباقاً سياسياً محموماً لم يترك مجالاً حقيقياً نستجمع من خلاله ما بيننا من مشتركات وطنية كانت كفيلة بإسراع الخطوة صوب التنمية الشاملة المنشودة، سعياً إلي بناء دولة حديثة.

فإذا كانت الموجة الثورية الثانية في الثلاثين من يونيو قد نجحت في استعادة قيم ومبادئ وأهداف الثورة الأم، ثورة يناير المجيدة، فإن عملاً جاداً ومخلصاً لا ينبغي أن يتأخر، فنزيح من أمامنا عقبات تراخينا جميعاً في تقديرها، وحساب تداعياتها؛ إذ ليس علي حساب الوطن ننشغل بصغائر ليس لها علي أرض الواقع نصيب من الحقيقة، لعل في مقدمتها عداء بين فئات من الشعب والمؤسسة الشرطية، بينما أفراد الشرطة هم الأمناء علي حماية مكتسبات الثورة؛ ومن ثم فهم مستهدفون قطعاً من أعداء الوطن، وفي سبيل الدولة الحديثة التي هب الشعب ثائراً يطالب بها هم يستشهدون فداءً للشعب وحماية لمقدراته، وصوناً لإرادته الحرة.

وقد كان نداء الوفد متواصلاً، دعماً للعمل قيمة ثورية حقيقية، نسحب من خلالها الوطن بعيداً عن حافة التحديات والمخاطر المحيطة به، إلا أن التنافس السياسي كان أعلي وأكثر أثراً بضغط من أدوات رديئة.

لنستكمل إذن ثورتنا في ميادين العمل، وندفع بعيداً قضايا وهمية، شغلتنا كثيراً بعيداً عن المسار الثوري؛ وليس إلا كذلك نحيى ثورة يناير المجيدة.

«الوفد»