عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


قبل أن أبدأ فى سردى لبعض الأمور التى تهمنا فى حياتنا اليومية ، بحثت عن كلمات لكى أبدأ بها سطورى فما وجدت أفضل من قول الله تعالى ( و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان ) . و أننى على يقين كامل بأن البر و التقوى لابد أن تحيطه الشفافية و الصراحة و جعل الأمور فى نصابها الحقيقى دون إفراط أو تفريط .
و من هنا أبدأ معكم . فلا شك أن قناتى الجزيرة و العربية من أكثر القنوات قدرة على التغطية الإخبارية فى أمور عديدة سواء اختلافنا معهم أو اتفقنا . إلا أن الإعلام المصرى قد قرر شن حملة علي قناة الجزيرة أبان ثورة 30 يونيو بسبب تسليط قناة الجزيرة الضوء على السلبيات الموجودة فى مصر و استضافتها لبعض مختلفى الرأى مع السلطة التنفيذية وقتها . فى محاولة مستميتة من الإعلام المصرى بإظهار أن ما تعرضه الجزيرة من سلبيات منافى تماما للصحة .
و قامت أيضا قناة العربية عقب إنتهاء الإنتخابات البرلمانية المصرية 2015 مباشرة بعرض تقرير عن الإنتخابات و أظهرت ما غلب على هذه الإنتخابات من عزوف المواطنيين لاسيما الشباب منهم عن المشاركة فى التصويت من جهة و إنتشار الرشوة الإنتخابية من جهة أخرى . مما أغضب الإعلاميين ايضا و لكن لم يشنوا حملة ضد قناة العربية و اكتفوا بالشجب للتقرير لما بين مصر و بين السعودية الراعية للقناة من علاقات جيدة .
و وسط كل الأبواق التى كانت تجهر من العديد من القنوات المصرية بمقاطقة مشاهدة قناة الجزيرة . قررت أن أستجيب لمشاهدة القنوات المصرية فقط و أن استقى منها معلوماتى . بالرغم من أننى أعلم جيدا أن استياق المعلومات من مصدر واحد أو حتى لو كانت عدة مصادر لهم نفس التوجه أمر غير جيد و غير مهنى . و لكن قلت بالبلدى خلينا نجرب لحد أما نشوف .
و بدأت أتجول فى قناتنا الفضائية . و كانت المفاجأة حين وجدت فيها بعض البرامج و فى قنوات مختلفة تعرض ما هو أضعاف أضعاف السلبيات التى كانت تعرضها قناة الجزيرة . فعندها أدركت أن المشكلة ليس فى قناة بعينها و لكن المشكلة فى وجود هذه السلبيات و بكثرةو أنه لازال يوجد العديد و العديد من الفساد داخل مجتمعنا ، و من المفترض أن تتعاون كافة الجهات للقضاء على هذا الفساد الذى بلغ الحلقوم .
فعندما شاهدت حلقة الأستاذة منى عراقى عن حلقة السمك ببرنامج انتباه على قناة المحور و ماتم ذكره فى الحلقة من اعترافات بأن معظم المزارع السمكية تكون فى مياة الصرف الصحى أو الصرف الصناعى و لا يوجد رقابة على هذه المزارع .
و أن برنامج العاشرة مساءا للأستاذ وائل الإبراشى و الذى استضاف الدكتورة شيرين على ذكى من الطب البيطرى لتفاجأنا بأنه تم ضبط أطنان من اللحوم الفاسدة و الغير صالحة للإستخدام الأدمى فى مخازن تابعة لوزارة الزراعة و التى كانت معدة للبيع بمراكز البيع التابعة للوزارة .
و برامج أخرى تستغيث بالسادة المسئولين بأن مياة الشرب طالها مياة الصرف الصحى فى بعض المناطق فمن هنا ندرك تماما الأسباب التى جعلتنا فى المراكز المتقدمة . و لكن ليس تكنولوجيا بل للأسف فى عدد المصابين بالأمراض السرطانية و الكبدية على مستوى العالم . و أن العديد من المصريين رواد دائمين للمستشفيات .
و عندما يذهب المواطن البسيط للمستشفيات نشاهد فى برنامج كلام جرايد للإعلامى مجدى طنطاوى على قناة العاصمة و الذى يروى لنا يوميا قصص عن الإهمال الصحى داخل هذه المستشفيات .
و برنامج خيط حرير الذى يعرض على قناة القاهرة و الناس و بعض البرامج الأخرى التى تعرض لنا مافيا تجارة الأعضاء البشرية . و منهم من تم سرقة أعضائه دون علمه و منهم من لجأ لعرض كليته للبيع نتيجة الفقر الشديد و عدم القدرة على الإنفاق على أسرته . و ايضا زواج الصفقة و الذى انتشر بشكل رهيب و هو زواج القاصرات للأخوة العرب بمقابل مادى كبير لأسرتها .
و أود أن أشكر القائمين على هذه البرامج لإظهر الحقيقة . و أقول للبعض ممن يريدون أن نصفق للحكومة طوال الوقت . إذا لم نعترف بأخطائنا و قمنا بمواجهتها فكيف سنتقدم و نحقق التنمية ؟
و أود أن أذكرهم بأن إنتصارات أكتوبر المجيدة لم تتحقق إلا بعد إعترافنا بهزيمة 1967 و التى أعطتنا الدفعة لإعادة ترتيب منزلنا من الداخل حتى حققنا أكبر نصر شهد له التاريخ رغم قلة الإمكانيات وقتها مقارنة بالعدو الصهيونى .
إذا يا أخوتى و أحبائى الشفافية و الصراحة هى سبيل تحقيق التنمية . و ليس التصفيق و التطبيل الذى يريده البعض . فكلنا مخطئون . و كما قال نبينا الكريم ( كل أبن أدم خطاء و خير الخطائين التوابون ) و لكننا إن لم نعترف بأخطائنا و ظللنا على مبدأ كله تمام يا ريس . فلن نحقق أى تقدم و سنظل فى خندق النفاق حتى نختنق جميعا .
فالعيب ليس فى عرض القنوات لهذه المفاسد سواء كانت قنوات مصرية أو عربية و لكن العيب كل العيب فى وجود هذه المفاسد بعد ثورتين عظيميتن .
فيا كل من يحب هذا البلد العظيم أبدأ بنفسك و أسعى إلى فعل كل ما هو فيه خير للبلاد و العباد . أنبذوا العنف و الكراهية و الفساد و أجعلوا الخير و السلام يعم فى أرجاء مصر المحروسة حتى نتجرع مذاق ما تمنيناه جميعا من أهداف ثورة يناير ( عيش – حرية – عدالة إجتماعية – كرامة إنسانية ) و سوف أختم بما بدأت به من قول الله تعالى ( و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان ) .