رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

 

تعالى صوتها العذب بعد أن حاولت الحفاظ عليه هامساً دون جدوى، اندمجت كعادتها ونسيت أننا مازلنا في قاعة الاجتماعات الخاصة بالجمعية التي هي إحدى عضواتها المؤسسات.. «خايف أقول اللي في قلبى.. تتقل وتعند ويايا».. ابتسمت ابتسامة خفيفة.. ثم توقفت فجأة.. وقالت: إيه رأيك في التقرير الذي ناقشناه في الاجتماع؟! مش المفروض نساعد الستات اللي بيجبروهم يسيبوا شغلهم علشان إعاقتهم؟

نظرت إليها باندهاش.. وقلت: أيوه بس التقرير كان عن التحرش الذي تتعرض له النساء في أماكن العمل.. ولم يتطرق إلي مشكلات «المعاقات» تحديداً.. مرة ثانية وجدتها تغنى.. أنا زارنى طيفك في منامى قبل ما أحبك..

هذه المرة ضِحكت وقلت لها: «ركزى معايا هنتناقش في التقرير.. ولا تغنى لعبدالوهاب؟ قالت متسائلة: انت بتحبي الأغنية دي بصوت فيروز ولا عبدالوهاب؟.. انت عارفة أنها كلمات شاعر ودبلوماسى عظيم اسمه أحمد عبدالمجيد؟

وتعرفى أنها مقام «بياتى» ويمكن ده سر عذوبتها.. أنا درستها في معهد الموسيقى.

لم أكد أجيب عن أسئلتها حتي أمسكت بالتقرير وأخذت تقلب في صفحاته.. وقالت: كان لازم أذكر تجربتى الشخصية في التقرير لكني أنا جبانة.. كان لازم يعرفوا أني أجبرت علي ترك وظيفتي علشان أحد زملائى استغل أني قاعدة على كرسى.. وفي عرض الوظيفة وكان يسمعنى كلام رخيص وأنا خفت أتكلم.. وانسحبت بهدوء. قلت لها بصراحة انت غلطانة.. كان لازم يتحاسب لأن فيه ستات وبنات كتير بتتعرض لهذه السخافات.. ولو كل واحدة سكتت يبقي بتظلم واحدة تانية.

نظرت إليّ وقد ذرفت دمعة رقيقة مثل ملامحها تماماً وقالت: يا أستاذة. البنت المعاقة فريسة.. وقليلة الحيلة.

قلت: أنت غلطانة أنا أعرف بنات وستات رجالة.. وبيعرفوا ياخذوا حقهم.. والإعاقة مش مبرر للسكوت علي الخطأ والظلم.. فيه بنات وستات من ذوات الإعاقة وبطلات رياضيات.. يعني بتاخد حقها بإيدها.. ومش بس بلسانها.

نظرت إلي صديقتى وقالت: صحيح كيف ندافع عن حقوق النساء ونحن غارقون في كل هذه المخاوف.. لابد أن نتحرر من هواجس الشياطين.. والموسيقي التي أحبها لا يجب أن تصيبني بالسرقة التي تصل لهذه الدرجة من «الجبن». وإلا لماذا أسسنا هذه الجمعية؟ فعلاً الإعاقة لا يجب أن تمنع أي فتاة أو سيدة من أن تصرخ وتفضح من يظلمونها.. ومن يحسبونها غير قادرة علي أخذ حقها حتي لو كانت تجلس فوق كرسي متحرك.. وسنعرض في التقرير القادم شهادات حية لسيدات وبنات تعرضن للأذى أياً كان أو أجبرن علي ترك عملهن.. وأعتقد أنه من المناسب أن نعقد ندوات توعية لتشجيع هؤلاء علي الإبلاغ عن أي ظلم تتعرض له إحداهن، لكن برضه ما قولتليش بتحبيها بصوت فيروز ولا عبدالوهاب؟

ابتسمت وقلت: أحب أسمعها بصوتك انت!!