رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

استقبلنا العام الجديد بالترحاب والأمل والرجاء بعد أن شربنا مراً وحنظلاً في العام المنصرم وقلنا ربما تهدأ أحوال العباد والبلاد في العام الجديد وأن يعوضنا الله خيراً عن سالفه.. وما أن بدأ يدب بقدمه حثيثاً إلا وأقدمت السعودية – وهذا حقها الطبيعي – علي إعدام سبعة وأربعين شخصا متهمين لديها منذ فترة بارتكاب أعمال إرهابية ومن بينهم الشيخ نمر باقر النمر السعودي ذو الهوى الإيراني.. والذي عاش سنوات في إيران للدراسة في إحدى الحوزات الدينية وعاد لبلاده – المملكة العربية السعودية – مرتديا عمامة الفقيه الشيعي.. وما أن تم ذلك وأعدم الشيخ الشيعي الهوية.. السعودي الجنسية إلا وثارت ثائرة الدولة الفارسية بزعامة الملالي.. وخرجت نساؤهم بملابسهم السوداء المنقبة في الشوارع والميادين تندد بإعدام الشيخ.. كما اندفع الكثير من الناس فيها بتحريض من الدولة الغاضبة لشعبها المسيّس الغاضب لإحراق السفارة السعودية والاعتداء عليها في طهران العاصمة وكذلك على القنصلية.

وهنا اشتعل الفتيل أكثر وأكثر بقطع السعودية علاقتها بالدولة الإيرانية التي تريد من وجهة نظر السعودية والشعوب الإسلامية في المنطقة والتي تدين بالمذهب السني الوسطي للإسلام . أن تحول المد الشيعي إليها.. بعدما نجحت في ذلك في كل من لبنان بحزب الله الشيعي هناك وفي العراق التي كانت يوما تناطحها رأسا برأس وتوقفها عن حدها أيام المسمى في العرف العربي الشهيد صدام حسين نظراً لما صنعته به أمريكا قبل أن تقدمه قرباناً.. أو أضحية عربية في صباح أول أيام عيد الأضحى الذي اعدم فيه.. الآن يخلو الجو لإيران بعدما هدأت مشاكلها مع امريكا والغرب بالاتفاقيات الأخيرة.. وفرغت للعرب والمسلمين المحيطين بها في الخليج العربي الذي كان من قبل يسمى بالخليج الفارسي.. وفي المقولة القديمة.. من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي.. وكانت الشرارة هي اعدام هذا الشيخ الشيعي المحسوب عليها والذي هو ضمن مخططها المأمول في دفع رياح التشيع إلى كل بلاد المنطقة تمهيدا لإقامة دولة شيعية كبرى.. خاصة أنها نجحت في المد الشيعي في لبنان كما أسلفنا.. وفي البحرين وفي اليمن عن طريق الحوثيين الشيعة. وفي المنطقة الشرقية للمملكة السعودية والذي كان الشيخ أحد أكبر رجالها فيها.. وأملها في المخطط أيضا.

أعود لما بدأت لأقول.. لم كل هذا أيها العقلاء؟ لم تبدأون عامكم الجديد بالشقاق والخلاف وأنتم ابناء دين واحد هو دين الإسلام.. وسواء كنتم على مذهب فيه يخالف مذهب آخر؟. فمن المؤكد ان كتابكم واحد وهو القرآن الكريم.. وأن نبيكم واحد وهو محمد خاتم المرسلين.. هل أتذكر قول حافظ.. إلام الخلف بينكم إلام.. وهذى الضجة الكبرى علام.. وفيم يكيد بعضكم لبعض.. وتبدون العداوة والخصام.. رغم أن النص قيل في موضع آخر.. لكن تبقى النظرة واحدة أو متشابهة.. لماذا الفرقة التي تدب فينا جميعا.. وتنخر في عظامنا.. وتهد من قوانا أمام العالم المترقب المتوثب الذي يكيد لنا جميعاً كمسلمين... لماذا أيها العقلاء.. أتريدون حرباً لا تبقي ولا تذر بين المسلمين بعضهم بعضا سنة وشيعة.. أهذا يشفي غليلكم يا أبناء الخوميني الذي عاد لبلاده بعد الغربة الطويلة ليؤسس لدولة دينية شيعية.. ويبث من خلال مذهبه ومعتقده روح الفتنة والانشقاق وحب السيطرة على الجيران من حاملي اعتناق ملته وهي الإسلام وليس هويته وهي الشيعة وأورث ذلك وزرعه في كل من جاء بعده حتى الآن وكلهم على الدرب يسير.. وآخرهم خامئني على رأس هذه الدولة التي تتطاول أياديها الخبيثة وتعبث في كل البلدان العربية المجاورة لتحقيق حلم قديم لدولة فارسية جديدة دينها الاسلام وهويتها المذهب الشيعي وهدفها السيطرة على المنطقة بأكملها وعلى منابع البترول فيها.. لتكون القوة العظمى في المنطقة مقارنة بالقوى العظمى الأخرى في العالم.. كلام غريب.. وافكار ربما تقترب من الأفكار المجنونة لما تسمى داعش.. أكل يغني على ليلاه في منطقتنا المنكوبة؟ والشعوب وحدها هي من تدفع الثمن باهظاً.. في الفقر والألم والمعاناة والهجرة والتسول من كل شعوب الدنيا.. الا تتوقفون جميعا؟ ألا تنظرون إلى أعلى لكي تتدبروا حكمة الله في خلقه.. وأنه جعلنا جميعا شعوبا وقبائل لنتعارف وليس لنتقاتل أو يحاول أن يتخذ بعضنا بعضا سخريا ومطية لأحلامه وأفكاره الشيطانية البائسة.. إن في الأرض لمتسع للجميع وأن في خيراتها لطعام لكل البشر مهما زادوا لأن الخالق تكفل بذلك.. فلم إذن الجشع والطمع؟ ومحاولة السطو على الآخر؟.. توقفوا.. توقفوا.. قبل أن تتوقف بكم عجلة الزمن.. ومدوا أياديكم لبعض بالحب والمودة والإخلاص بدلا من أن تمدوها بالنار.. والسلاح.. أفيقوا يرحمكم الله.