رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة ساخنة

< قطع="" العلاقات="" مع="" طهران="" لا="" يعني="" إعلان="" حرب..="" ولا="" نريد="" حرباً="" في="" منطقة="" الخليج="" لأن="" الرابح="" الوحيد="" فيها="" إسرائيل="">

كانت إيران قبل أن تسطو عليها عصابة «الخوميني» في نهاية السبعينيات من القرن الماضي دولة لا تعرف الطائفية.. ولا تعرف التقسيم علي أساس العقيدة أو المذهب.. ولم يكن هناك فارق يذكر بين أهل السُنة وأهل الشيعة.. لا في طهران العاصمة أو أي مدينة أخري أو حتي أي قرية.. ورغم ان السُنة أقلية في إيران إلا أنهم كانوا يتمتعون بحرية كاملة.. ولم يتعرضوا للاضطهاد أو الأذي من قبل إخوانهم الشيعة الذين يمثلون الأغلبية في البلاد.

هذه السماحة التي كانت تسود إيران وجيرانها العرب.. هي التي دفعت ولي عهد امبراطور إيران محمد رضا بهلوي الشيعي المذهب.. لن يتقدم للزواج من شقيقة الملك «فاروق» ملك مصر.. رغم انها سُنية المذهب.. وقتها لم يذكر أحد- لا هنا في مصر ولا هناك في إيران- أن كلاً من العروسين يختلف في المذهب.. لأنه ببساطة لم يكن مثل هذا الأمر مطروحاً.. ولأن كلاً منهما ينتسب إلي الإسلام ويؤمن بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

ولكن.. عندما استولي «الخوميني» علي إيران هو وعصابته.. تحت زعم الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام شاه إيران محمد رضا بهلوي.. فجأة تحولت إيران إلي دولة «الملالي»- جمع «ملا» وهو الإمام الفقيه بالدين- الذين يحملون الفكر الصفوي الرافض لمنهج أهل السُنة.. وفجأة تحولت إيران إلي دولة تسعي لتصدير الثورة الإسلامية المزعومة إلي البلدان العربية.. وفجأة تصاعدت النعرة الشيعية للخلاص من كل ما هو سُني.. ثم بدأت الخطط الساعية لتدمير الدول السُنية المحيطة بإيران والتي ترفض دخول وتوغل المذهب الشيعي بها مهما كانت الوسائل والأساليب.. وتحولت إيران إلي صاحبة مشروع طائفي في المنطقة العربية كلها.

وتحت زعم الثورة الإسلامية ارتكبت «إيران الخوميني» مئات الجرائم داخل إيران وخارجها.. في الداخل أعدمت كل معارضيها.. وحاصرت أهل السُنة ومنعتهم من ممارسة صلواتهم.. وضيقت عليهم سبل العيش.. وفي سبيل مشروعها التوسعي مدت يدها في العمق العراقي فمزقته إلي شيعة وسُنة.. وأججت هذا الصراع بعد أن خلقت ميليشيات شيعية مسلحة في العراق ارتكبت عشرات المذابح ضد أهل السُنة.. وهو ما أدي في نهاية الصراع إلي خلق ما يسمي بـ«داعش».. وما يحدث في سوريا هو صراع طائفي صنعته إيران.. وما يحدث في لبنان واليمن هو صنيعة إيران لتحقيق حلمها التوسعي في المنطقة العربية.

ثم كشفت إيران عن وجهها القبيح.. عندما أعدمت المملكة العربية السعودية القيادي الشيعي «نمر باقر النمر» بعد أن ثبت تورطه في التحريض علي العنف داخل المملكة وتهديد أمنها واستقرارها.. ورغم ان «النمر» سعودي الجنسية وليس إيرانياً.. إلا أن طهران جن جنونها.. وارتكبت فعلاً فاضحاً عندما تركت مواطنيها يشعلون النيران في القنصلية والسفارة السعوديتين في كل من مشهد وطهران.. وهو انتهاك صارخ لكل الاتفاقيات الدولية!

ولا أعرف كيف لدولة مثل إيران أن تتدخل في شأن سعودي داخلي.. وإذا كانت طهران تدعي قيام المملكة السعودية بإعدام صاحب رأي.. وانها تدافع عن الأقليات والحريات.. فإن إيران لا يحق لها أن تتحدث عن الحريات وهي التي تعدم معارضيها.. ولا يحق لها أن تتحدث عن حماية الأقليات.. لأنها هي نفسها تمارس الإرهاب ضد الأقليات السُنية داخل إيران.. وتمارس الإرهاب ضد السُنة في العراق.. وهي التي تزرع خلايا للتجسس في الدول العربية.. وتمد الشيعة في هذه البلدان بالأسلحة والمتفجرات لزعزعة أمن دول الخليج.. والسعودية تحديداً.. ومن ثم فإن إيران مطالبة بوقف تدخلاتها في شئون الدول العربية.

ورغم ان السودان تربطه علاقات صداقة مع إيران.. إلا أن طهران لم تحترم هذه الصداقة ولم تحافظ عليها.. بل راحت تلعب لعبتها القذرة داخل بلد عربي سُني.. وهو ما دفع النظام السوداني إلي غلق المراكز الثقافية في الخرطوم العام الماضي.. بعد أن ثبت قيام إيران بنشر التشيع داخل السودان!

إن الأطماع الإيرانية في الدول العربية لا حدود لها.. وما يحدث الآن في اليمن من دعم لـ«الحوثيين» للسيطرة علي اليمن.. هو محاولة لتطويق دول الخليج جنوباً عن طريق اليمن وشمالاً عن طريق العراق وسوريا وحزب الله في لبنان.

لقد أعلنت إيران وبكل بجاحة منذ حوالي عام انها دخلت 4 عواصم عربية.. هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت.. وفي- أي إيران- مازالت تتمدد في الكويت وشرق السعودية وقطر والبحرين.. وهي تونس والسودان ومصر وليبيا جمعيات شيعية سرية تخفي هويتها.. وتحصل علي دعم من إيران لنشر المذهب الشيعي.. ولم تتوقف إيران عند هذا فقط.. بل يتمددون في الدول الإفريقية الإسلامية.. واستقطبوا طلبة جنوب شرق آسيا للتعلم في إيران من أجل نشر المذهب الشيعي هناك!

إن قرار المملكة العربية السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية مع إيران.. لا يعني بالضرورة «إعلان حرب» أو مقدمة للحرب.. هو رسالة قوية لساسة طهران بأنه لم يعد بيننا ود.. ولن نسمح لكم بالتدخل في شئوننا مرة أخري.. وأن الكيل فاض وعليكم أن تعيدوا النظر مرة أخري في سياساتكم الهمجية تجاه المملكة السعودية.. هذه هي الرسالة.

وأنا أري- من وجهة أخري- أن أي حرب تندلع في منطقة الخليج سيخسر فيها الجميع.. لن يكون هناك خاسر ورابح.. مهزوم ومنتصر.. سيخسر الجميع.. أما الرابح الوحيد فهي إسرائيل وأمريكا.. ومعهما تجار وسماسرة السلاح الذين يسعون لتأجيج الصراع بين السعودية وإيران.

إننا لا نريد أن نكرر أحداث الحرب العراقية- الإيرانية التي استمرت 8 سنوات كاملة.. أنفقت فيها عشرات المليارات من الدولارات.. وراح ضحيتها مئات الألوف من أبناء البلدين.. دون فائدة تذكر.