رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية مصرية

 

 

 

 

في بداية عام جديد.. يحق لنا مراجعة ما مرت به البلاد.. خلال الأربع سنوات الماضية.. منذ بدء «ثورة 25 يناير» مروراً بأحداث جسام واجهناها.. أوصلتنا إلى «ثورة 30 يونية» والتي خرجنا منها معافين رافعي الرأس.. بعد أن أثبت الشعب المصري أنه حقا ابن الحضارة وصانعها.

ففي أكبر تجمع سلمي بإرادة شعبية عرفته الانسانية.. قوامه أكثر من 35 مليونا من البشر.. كان هدفهم اسقاط نظام اراد أن يغير من وجه مصر الحضاري.. لتصبح ولاية من ضمن خلافة اسلامية عثمانية.. ولنسير وراء دولة «تركيا» التي بذلت محاولات تلي محاولات من أجل الانضمام الى «الاتحاد الاوروبي» ولكنها فشلت.. فهيأ لها هوس التفكير ان تعيد الى العالم من جديد نظام الخلافة الاسلامية الذي اسقط في عام 1924 والذي عانت منه دول وشعوب المنطقة شر معاناة.. ومن أكثر البلاد التي تحملت غبن ونهب لثرواتها والاستيلاء على مقدراتها كانت مصر ووصل الأمر الى حد ترحيل الصناع المهرة المصريين الى تركيا وحرمان مصر من أبنائها وحرمانهم من وطنهم، فالحكم العثماني كان جزءا من تاريخنا الذي لا نتمنى عودته.. فهو كان في الفترة التي سبقت مباشرة.. عصر النهضة الحديثة للبلاد والتي قام على تأسيسها «محمد علي» منذ توليه حكم مصر في «1805» ونجح في التخلص من الهيمنة العثمانية.

فمصر بلاد.. لو رجعنا الى الوراء منذ فجر التاريخ نجد أنها صانعة الحضارة التي بنيت عليها الحضارات التي تلتها.. وحتى أصبح لنا عِلماً يسمى بعلم المصريات «EGYPTOLOGY» يدرس في انحاء العالم.

ومما لا شك فيه أن التاريخ الحضاري الممتد لمصر.. أعطى قدرات كامنة.. وظهر معدنه الحقيقي في الفترة الأخيرة منذ عمت الفوضى الهدامة المنطقة.. وانهارت دول من حولنا.. في حين صمد الشعب المصري وبمساعدة جيشه الوطني.. قاوم بإصرار وكبرياء قوافل الشر التي أحاطت به من كل اتجاه.. وأصبح يوصف بأنه شعب متفرد.. يُرى ان له شفرة ليست لغيره من الشعوب.

ومن أجل الازدياد والتعمق في الاطلاع على تاريخ مصر القديم ومن أجل ربطه بالحاضر.. كانت الدعوة للعالم الدكتور «وسيم السيسي» الذي بجانب نشاطه واسهامه الطبي في مجال تخصصه استاذ جراحة المسالك البولية.. اهتم بقضايا وطنه للقاء في معهد الدراسات السياسية بحزب الوفد الذي اشرف بعمادته.. مع صفوة من شباب مصر.

وتم اللقاء والمناقشات في حميمية متبادلة بين الاستاذ العالم وبين الحاضرين.. فبكلمات صادقة محدودة نابعة من دراسات متعمقة قام بها الدكتور «السيسي».. توصل الى أن مصر لن تعود الى وجهها الحضاري.. وتصبح رائدة من رواد العلوم والفنون الا بالمعرفة والتمسك بتاريخها القديم.. الذي يبين أن ما من تجربة من تجارب الحكم الا سلكتها.. وما من نظام اجتماعي أو مذهب سياسي الا مارسته وجربته.. ومن أبناء شعبها خرجت معجزات.. حار في تفسيرها العلم والتاريخ الي الآن!!

وفي نفس الوقت يرى العالم الجليل «وسيم السيسي» ان التاريخ ليس أريكة للاسترخاء على الماضي «كما يظن البعض خطأ» بل التاريخ هو منصة إطلاق للمستقبل، والدليل على ذلك أن نهضة اوروبا الحديثة قامت على احياء التاريخ اليوناني والروماني.. وهما اساسا يقومان على التاريخ المصري.

ويرى الدكتور وسيم السيسي في خاتمة كتابه القيم بعنوان «هذه هي مصر» أن مصر لن تعود الا اذا عرفنا التاريخ على حقيقته ومنه نستمد الانطلاق الى المستقبل، وهذا الكتاب أتمنى أن تدرس موضوعاته في مدارسنا حتى يعلم النشء تاريخنا ومنه يرون المستقبل!!.

الكلمة الأخيرة

لكي تعود مصر كما كانت للمصريين.. علينا أن نتذكر دائما قول الشاعر «سيمونيدس» الذي قال عنا «هزمناهم ليس حين غزوناهم.. بل حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم».

فاستيعاب حضارة الماضي.. تكون بداية الانطلاق الى المستقبل الذي يعتمد على الاصطفاف من أجل هدف واحد: هو بناء مصر العصرية الحديثة!!

حفظ الله مصر