عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم ينج مفكر أو مجدد من التكفير أو الزندقة أو القتل أو السجن أو الأذى , وكان التكفير أحد أهم أسلحة الصراع والوصول للسلطة تاريخيا, والغريب أن المفكرين الذين نتفاخر بأن نتاجهم الفكري كان سببا لنهضة أوروبا الحديثة, هم أنفسهم اتهموا بالتكفير والزندقة وتعرضوا للقتل وللتنكيل وتقطيع الأطراف والسجن والنفي, مثل ابن رشد وأبن المقفع والكندي والجاحظ وبشار بن برد والحلاج والرواندي والتوحيدي وعمر الخيام وأبو العلاء المعري, ويعيد الباحث د.علي عبد الحفيظ في كتابه (تيار بديل) طرح العديد من قضايا التجديد الديني قديما وحديثا, ويضع روشتة حقيقية لجماعة الإخوان لتعديل مسارها مبكرا جدا في عام 2005, إذا استمعوا إليها لربما تغير مصيرهم, ويستشهد الكاتب برفاعة الطهطاوي (حرص الطهطاوي علي إثبات أن النظام الديمقراطي الذي شهده في فرنسا ينسجم انسجاماً تاماً مع تعاليم الدين الإسلامي ومبادئه كما التفت إلي أن ليس ثمة كبير فرق بين مبادىء الشرع الإسلامي وبين مبادىء القانون الطبيعي التي كانت نتاجا أوروبيا سابقا علي الإسلام وعلي بعثة النبي صلي الله عليه وسلم ـ بدأه اليونانيون تأسيسا علي أن هناك خالقا لكون وضع له نظاما قائما علي العدل وأن كل ما وافق العدل أو روحه فإنما هو موافق للطبيعة التي فطر الله عليها الكون والمخلوقات وعلي كل الشعوب أن تتبعه في قوانينها وقضائها) ويضيف المؤلف وهو كلام نحن اليوم في أمس الحاجة إليه, وفي النسق والاتجاه نفسه ينبهنا خير الدين التونسي إلي خطورة رفض تجارب الأمم الأخرى, كما لفت الأفغاني بعد تقص (أن أسباب انحطاط المسلمين هو غياب العدل والشورى وعدم تقيد الحكومة بالدستور, لهذا رفع لواء المطالبة بأن يعاد للشعب حق ممارسة دوره الاجتماعي والسياسي عبر مشاركته في الحكم بالشورى والانتخابات), وجاهد الإمام محمد عبده لكي يؤكد علي (أن الإسلام كنظام هو أمر مرادف للمدنية وكان يري أن الطريق لبلوغ المجتمع الإسلامي هدفا هو عدم الرجوع للماضي وتوقيف مجري الشعور, لذا كانت احدي غاياته أن يظهر التوافق بين الإسلام والفكر الحديث وأن يظهر كيف تنقلب المصلحة إلي المنطق والشورى إلي الديمقراطية البرلمانية), ومحمد عبده هو نفسه الذي قال (إن عقلاء الإفرنج يتدبرون آداب القرآن وتعاليمه العالية ويحكمون بأنه خير قانون لإصلاح البشر ويهمون أن يسلموا, ثم ينظرون من خلال القرآن إلي الأمم الإسلامية المنتشرة في أوروبا وآسيا وأفريقيا, فيرونها من أحط الأمم شأنا وأشدها ابتعادا عن روح الدين والمدنية وممارسة الفضيلة, فينفرون من الإسلام وينظرون  للقرآن كالمرتابين فيه, وهكذا يدعوهم القرآن للإسلام وينهاهم المسلمون عنه.

التاريخ أيضا يقدم لنا عبرة لا يعتبر بها المكفرون, فقد تم تكفيرهم وبنفس التهم ولقوا نفس المصير بعد حين!. لعل المقتطفات التي أخذها د . علي عبد الحفيظ في كتابه (تيار بديل) عن كبار المفكرين  توضح أن غياب إرادة تجديد الخطاب الديني قديمة قدم الدين نفسه, وان المشكلة تكمن فينا وفي ضرورة توافر إرادة مجتمعية شاملة لتجديد الخطاب الديني, هذا إذا كنا جادين في النهوض حقاً.

خبير إعلامي

[email protected]