رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

تحت مانشيت (السيسى يطالب بصياغة استراتيجية جديدة لصناعة السيارات) بالصفحة الرابعة بأهرام 30/12/2015.. أن الرئيس السيسى شدد على ضرورة الاهتمام بصناعة السيارات، وذلك من خلال صياغة استراتيجية جديدة ومنظومة تحفيزية لمصنعى السيارات والصناعات المغذية بهدف زيادة المكون المحلى ومعدلات الإنتاج والتصدير، فضلاً عن جذب المزيد من الاستثمارات فى مجال الصناعات المغذية للسيارات فى مصر.. أيضاً أشار المهندس طارق قابيل إلى قرب الإعلان عن إنشاء منطقة صناعية جديدة بالمنيا، وكذا إجراء توسعات بالمنطقة الصناعية بقويسنا بالمنوفية، وذلك فى إطار خطة الوزارة التى تستهدف التوسع فى إقامة المناطق الصناعية بهدف إتاحة الأراضى اللازمة لجميع الأنشطة الصناعية..) انتهى.. وحتى لا أكرر ما سبق وإن أبديته فى عديد من المقالات عن مفهوم الصناعة industry بمعناها العلمى وأن إقامة مصنع factory أو وحدة إنتاجية productive unit لا تعنى بالضرورة قيام صناعة.. وباختصار فإن قيام صناعة – لا إقامتها بلا مقومات – تستلزم ستة عناصر هى: رأس المال – الخبرة- الأيدى العاملة – الخبرة- المادة الخام – السوق – المواصلات.. وعلى هذا الأساس، هل لدينا أو كان لدينا صناعة؟!.. نعم كان لدينا صناعة ناجحة منافسة عالمياً فى عدة مجالات منها صناعة الغزل والنسيج وأقيمت مصانعها العملاقة بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية ويرجع سبب الاختيار لتوافر درجة الحرارة والرطوبة بالمنطقة بما يلائم خيوط النسيج –دون تكلفة صناعية– وكذلك بمدينة كفر الدوار وصباغى البيضا غزلاً ونسجاً وطباعة!.. وصناعة أخرى عرفناها هى صناعة الزجاج ومنتجاته قدمتها بنجاح مصانع ياسين.. وغيرها.. وغيرها!.. كان لينو الشوربجى يغزو معظم دول أوروبا وأمريكا وفى نفس الوقت كانت أكبر الصحف والمجلات بمعظم دول أوروبا تروج لمنتجاتها النسيجية بأنها من القطن المصرى!.. أما مصانع ياسين فقدمت نوعيات فائقة من الزجاج!.. انهارت معظم هذه الصناعات بفضل مجموعة 23 يوليو بما سنوه واستنوه من مصادرات وتأميمات وسخرية من هذه الصناعات واستبدلوها بشعارات من الإبرة للصاروخ!.. إقامة مصنع ليقدم نوعاً من المروحيات لغرض محدد تحتمه ضرورة لا يعنى أن عندنا صناعة طائرات!.. وكيف لا وهم أصحاب زيادة طبع البنكنوت لحل أزمة البطالة!.. انتهى عصر المغامرين الذى كان يظن فيه إمكانية إقامة صناعة فى جميع المجالات بالخطب الحنجورية والشعارات الهلامية.. سويسرا وبها أكفأ مهندسى الميكانيكا فى العالم ليس بها صناعة سيارات!.. إذا وجدت مقومات صناعة ما فأهلاً بها وبإنشاء مصانع إنتاج لها تنافس بقوة، وهذا يستتبعه إيجاد وظائف وكوادر مهنية وفنية وليس العكس فلا تقام مصانع لتشغيل مواطنين وعمالة مع إنتاج هابط ليس له مكانة فى أسواق المنافسة!.. المصريون أول من صنعوا الورق وقدموه للعالم من نبات البردى بتقطيعه شرائط وجدله طولياً وعرضياً والدق عليه ثم تجفيفه.. لب الخشب الآن أحد خاماته.. عندنا أنواع الشجر لا توجد أمثاله كثيراً فى دول أخرى.. هل جربناها فى هذا المجال؟!.. نذهب إلى الصناعات المغذية للسيارات.. الأمر الأدق والأهم بصورة مبسطة هو أن هناك حداً من الكم يتحتم إنتاجه للنزول بالسعر للمنافسة، فكيف يتأتى ذلك -داخلياً على الأقل– إذا كانت الدولة تعج بمئات الأنواع والماركات من السيارات من جميع الدول الصناعية الكبرى – أمريكا – الصين – إنجلترا – فرنسا – روسيا – كوريا – اليابان... إلخ.. وكل دولة تطرح ما لديها من كل الأنواع –ديزل وبنزين..شيفرلية –فورد – كرايزلر- فيات بطرازها 128-131-132-127 وطرز أخرى –فولكس فاجن طرز مختلفة وأيضاً المرسيدس –ونفس الحال بالنسبة لتويوتا ونيسان وداتسون وميتسوبيشى وبيجو وهونداى وهوندا ولادا.. إلخ من العديد المترامى.. وهاكم نوعيات من الصناعات المغذية.. شنابر الضغط – شنابر الزيت – فلتر الهواء –فلتر الزيت- البوجيهات (شموع الاحتراق)- الكلاكسون- فوانيس الإضاءة والإشارة وعدادات التابلوه..إلخ.. فأى نوع منها سينتج وبأى كمية وبأى جودة؟!.. الاحترافية العلمية أن يكون لدينا صناعة بصرف النظر عن المجال.. فالمغرب عندها صناعات غذائية ناجحة ناطحت فيها دول العالم منها السردين المعلب.. عندنا أجود الأراضى الزراعية واتساع حدودنا على البحار والأنهار.. عندنا أعلى وأجود أنواع الرمال فى العالم وهى صلب صناعة الخلايا الضوئية الفلتائية وأنصاف المواصلات وكذلك البللورات والزجاج بأنواعه.. وعندنا بالتأكيد ما يؤهلنا لصناعات عالمية..قواعد الإنتاج الكبير Mass Production علم وفن وهندسة يجمعها منطقية التفكير وحسن التدبير.