عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رأي الوفد

لا شك أن حالة من الترقب تسود أوساط الرأي العام متطلعاً إلي بدء أعمال البرلمان الجديد، في العاشر من الشهر الجاري، تطبيقاً لدعوة الرئيس السيسي، لنعلن للعالم أن خارطة للمستقبل، وضعتها الإرادة الشعبية الحرة، قد باتت صرحاً سياسياً يشير بقوة إلي قدرة الشعب المصري علي مواجهة كافة التحديات الصعبة التي تحيط بالوطن.

فبعد مخاض ثوري شاق، تصاعدت فيه المواجهة بين دعاة الماضي الرجعي، وحماة الثورة بمبادئها وأهدافها الإنسانية السامية، أنتجت التجربة المصرية برلماناً يعبر بصدق عن واقعه الصعب؛ إذ كان الصراع البرلماني الأخير قد شهد قمة المنازلات «القيمية»، بين قيم الأنظمة الفاسدة التي أسقطتها الثورة المصرية، في يناير ويونيو علي التوالي، فشاهدنا قيماً تتيح بيع وشراء الناخب والمرشح علي السواء، وتجاوزات فجة لكثير من الأمور التنظيمية للعملية الانتخابية، في مواجهة قيم راقية، لم تمتلك ظهيراً مالياً، فارتكزت علي ما تحمله الطموحات الشعبية المشروعة التي نادي بها الثوار من حقوق إنسانية ثابتة، تأخرت كثيراً حتى دفع شهداء الثورة أرواحهم الطاهرة ثمناً لها، دفعاً بالوطن إلي آفاق رحبة من الرفاهية.

والواقع أن تشكيل البرلمان علي نحو ما أفرزته النتائج، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن بقية من الجهد الثوري المُضني باتت تنتظر عزماً أقوى من جانب أبناء وحماة الثورة، بموجبه نواصل شق طريق آمن نحو تجسيد الآمال الشعبية وسط ركام متراكم من بقايا الأنظمة الفاسدة.   

من هنا كانت أعمال البرلمان محل ترقب شعبي قلق علي الثورة، ومدى ثبات من يمثلها في البرلمان علي قيمهم الثورية التي انطلقوا منها صوب مسئوليات ثقيلة يواجهون بها ممارسات بالية تعبر عن «أمل معيب» لم يزل يراود أعداء الثورة في إعادة الوطن إلي سابق عهده، متراجعاً عن موقعه الريادي المستحق، وقد راح يداعب في الأفق أرواح شهداء الثورة.

واللافت في خضم المعترك الانتخابي، أن النداء بالثورة ومبادئها بات لغة مشتركة بين أبناء الثورة وأعدائها علي السواء!؛ إذ بغطاء «وطني» تستتر رؤى لطالما مهدت الطريق أمام بقاء نظام مبارك الفاسد دون اعتبار للإرادة الشعبية مالكة الشرعية علي سبيل الحصر.

وعليه، فلا نصر «ساحقاً» أحرزه أبناء الثورة، ولا هم يتراجعون أمام إصرار بقايا الأنظمة الفاسدة علي مواصلة بث سمومهم في الحياة السياسية.

والأمل معقود علي إدراك خطورة شق الصف الثوري، فليس من شك أن بناء دولة ديمقراطية حديثة لا يمكن أن يتم بذات الأدوات التي بطشت وعصفت بكافة القواعد الديمقراطية علي مدى عقود طويلة. ولا تحوز منطقاً سليماً إدعاءات زائفة تروج دعمها لنظام اعتلي موقعه بدفع من إرادة شعبية حقيقية كاسحة، بينما يستند «الداعمون» إلي نفس المرتكزات الفكرية التي نهضت الثورة «يناير/يونيو» لإسقاطها!.

«الوفد»