رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة ساخنة

 

«الموساد» الإسرائيلى و«الإيباك» الأمريكية..

هما سببا كل المصائب والضربات التى يتلقاها العرب

 

ليس فى أمريكا لوبى صهيونى واحد.. بل هناك جماعات كثيرة ضاغطة.. كل منها «لوبى» يعمل فى تخصصه المسئول عنه.. لكن فى قمة الهرم.. وفى الكونجرس الأمريكى بالذات.. تقبع «اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة» والتى تسمى اختصاراً «إيباك».

وبين «موساد» إسرائيل.. و«إيباك» أمريكا.. تطحن كل حقوق العرب طحناً.. ثم تذرى فى الهواء.. ومؤسسة «إيباك» ومن ورائها المنظمات اليهودية تتلقى أوامر الحكومة الإسرائيلية بطاعة صماء بكماء عمياء.. لا تناقش ولا تعترض ولا ترفض.. كما أن الحكومات الأمريكية.. أى حكومة ـ تحنى رأسها فى طاعة مهينة ذليلة لأوامر «الإيباك».

ولعل أصدق تصور لهذه الظاهرة ما قاله «دون بيرجوس» السفير الأمريكى الأسبق فى السودان.. حيث قال ذات مرة فى شجاعة غير مسبوقة: «لقد كنا فى وزارة الخارجية نتندر بأنه إذا أعلن يوماً رئيس وزراء إسرائيل أن  الأرض مسطحة وليست كروية.. فسيصدر الكونجرس خلال أربع وعشرين ساعة قراراً يهنئ فيه إسرائيل على هذا الاكتشاف العظيم»....!!!

إن اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة.. ومعه مؤسسة «إيباك».. تمكنا من السيطرة على كل مفاصل الإدارة الأمريكية.. وهذه ليست معلومة جديدة ولا أدعى اكتشافها.. لكن الخطير فى هذا الأمر أن «الموساد» الإسرائيلى و«إيباك» الأمريكية.. هما اللذان يخططان لما يحدث الآن ومنذ خمس سنوات فى المنطقة العربية من ثورات وحروب ودمار وتخريب وقتل وتهجير.. الهدف الصهيونى هو إسقاط الأنظمة العربية وتفكيك جيوشها لتبقى إسرائيل هى الكيان الوحيد المتماسك فى المنطقة تمهيداً للسيطرة عليها وإدارتها وسلب كل ثرواتها واستعباد شعوبها.

إن أمريكا هذا الكيان المرعب الذى يمتلك أكبر ترسانة عسكرية فى العالم.. ما هو إلا طرطور كبير.. ولعبه فى يد الصهيونية العالمية.. وهذه بعض الحقائق الموثقة.

هل تعرفون أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ـ أى رئيس ـ يلجأ إلى «إيباك» ويفزع نحوها طالباً مشورتها ورأيها كلما واجهته إحدى مشكلات النزاع العربى الإسرائيلى؟!.. ان أعلى سلطة فى الولايات المتحدة مستعدة دائماً لنسف جسور الصداقة بينها وبين العرب. بيد انها لا تقدر ولا ترضى ان تنقص حجراً واحداً من صروح الصداقة والقرابة والولاء، بينها وبين إسرائيل!!!!

فمثلاً.. كان الملك حسين ملك الأردن ـ رحمه الله ـ لم يتنكر يوماً لصداقة أمريكا.. ولم تغب عنه يوماً كياسته وأناته وصبره الطويل.. اضطرته سياسة البيت الأبيض الخرقاء الى الدخول معها فى معركة.. فأعلن فى مارس 1984 مسئولية «الإيباك» عن هروب أمريكا من دورها المفروض عليها تجاه مسيرة السلام فى الشرق الأوسط ومنح الفلسطينيين حقوقهم المسلوبة.. وفضح تأثير «اللوبى الإسرائيلى» الجامح على مرشحى الرئاسة الأمريكية قائلاً: «انهم ينشدون دائماً رضا إيباك.. والصهيونية.. وإسرائيل».. هذا التصريح جعل «إيباك تطوق الأردن بمؤامرة رخيصة.. حيث تدخلت بنفوذها ومنعت عقد صفقة بيع صواريخ «سيتنجر» المضادة لطائرات الى الأردن!!!

نفس اللعبة القذرة لعبتها مؤسسة «إيباك» مع المملكة السعودية.. حيث تدخلت ومنعت عقد صفقة بين أمريكا والسعودية لتزويد الرياض بصفقة صواريخ «سيتنجر» المضادة للطائرات!!!!

وهل تدركون أن «إيباك» و«الموساد» كانا وراء قرار الإدارة الأمريكية بمنع إرسال صفقة الطائرات «الأباتشى» و«إف 16» الى مصر خلال السنوات الأخيرة!!!!

ذلك أن الرئيس الأمريكى ـ أى رئيس ـ بحاجة دائمة لتأمين أغلبية فى الكونجرس لتمرير قراراته.. والمفتاح الوحيد لهذا التأمين هو «إيباك» ورئيسها الذى تصفه بعض الصحف الأمريكية بأنه «أكبر قوة نافذة ومنفذة» فى عاصمة الولايات المتحدة!!!

إن أى رئيس أمريكى.. جمهورياً كان أو ديمقراطياً.. لا يعدو أن يكون مندوب حزبه فى البيت الأبيض.. وكلا الحزبين ـ الجمهورى والديمقراطى ـ خاضع تماماً للنفوذ الصهيونى.. وهكذا يكون «المنبع» صهيونياً.. و«المصب» صهيونياً.

الحزبان الكبيران خاضعان لـ«اللوبى الصهيونى».. واللوبى الصهيونى يتلقى الأوامر من الإدارة الإسرائيلية.. وعلى رأسها «الموساد» الإسرائيلى.. وبين «الموساد» و«الإيباك» تدور الرحى طاحنة الحاضر العربى والمستقبل العربى فى استهتار وقح وإصرار دائم لا ينقطع.

حتى فى المؤتمرات والندوات التى تقيمها «إيباك» فى كل ربوع أمريكا يهرع كبار المسئولين فى البيت الأبيض.. وأعضاء بارزون فى مجلسى الشيوخ والنواب.. ويمثل البيت الأبيض فيها بمستوى رفيع.. ويكاد يكون السفير الإسرائيلى ضيف الشرف فيها جميعاً.

إن استسلام البيت الأبيض وكهنته الكبار لمشيئة «إيباك» شىء يثير التقزز والاشمئزاز وخيبة الأمل فى السياسة الأمريكية والساسة الأمريكان.. ولا يجعلنا نثق فيهم أو نسلم لهم رقابنا.. لأنهم طراطير فى يد تل أبيب.

هكذا يفعل الصهاينة من أجل بقاء إسرائيل منفردة ومتفوقة على كل جيرانها.. بينما يقتل العرب والمسلمون أنفسهم.. ويدمرون أوطانهم.. ويشردون شعوبهم!!!!