عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

أيام معدودات وتنطلق اولى جلسات  أكثر البرلمانات المصرية  إثارة للجدل، وأكثرها عرضة لشائعات الحل المبكر جداً. وربما يكون مع المصريين الحق فيما يشعرون به تجاه اول برلمان تم تشكيله بعد ثورة 30 يونية، التى أنقذت مصر من حكم الإخوان، فقد صدمتهم تشكيلته، وهالهم ما رأوه من معارك مسبقة علنية ومفضوحة على تورتة المناصب داخل مجلس يفترض أن يكون نوابه بمختلف انتماءاتهم الحزبية واتجاهاتهم السياسية  قدوة للشعب، وأن تكون مصر هدفهم الأول لا رئاسة البرلمان أو لجنة من اللجان أو تفكيك مجلس النواب بائتلافات وكتل بمسميات مختلفة، فلا تكون لدينا أغلبية تستطيع إدارة دفة الأداء بشكل جيد، ولا معارضة قوية تحقق التوازن المأمول داخل مجلس النواب. 

إن ما يثار الآن من خلافات بن الأعضاء  بفقد أحد أهم أذرعتها الديمقراطية هيبته وتوازنه، وبالتالى قدرته على تحقيق وظيفته الأساسية وهى مراقبة الحكومة وخدمة الشعب باصدار تشريعات قوية تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية للمواطنين.

فما نشاهده ونسمعه الآن من معظم أعضاء هذا المجلس ذي التشكيلة الغريبة، يؤكد ما يتردد من أن  هؤلاء جاءوا خطأ  بفعل المال السياسي والامية والجهل والفقر التى يعانى منها الشعب، وإنهم لا يدركون حجم المخاطر التى تحدق بالوطن، ولا النتائج الكارثية للضجيج الإعلامي الذي يصنعونه.

ولا يدرك بعض هؤلاء أيضا أن مصر مدعومة بحب شعبها لتراب هذا الوطن وليست بحاجة لائتلاف أو كتلة تعيدها إلى أيام الاتحاد الاشتراكى، وويتجاهل هؤلاء أن المناخ السياسى اختلف تماماً عن حقبة الستينيات، ويتناسون أن  مصر نفسها اختلفت، رئيسا وشعباً، بظهور جيل جديد من المصريين لا يقبل بالضحك عليه ويرفض تزييف إرادته  لصالح أى جماعة او ائتلاف حتى ولو تظاهر هذا الائتلاف بحب مصر ودعمها  وغيرها من المسميات، والأشكال التى تفسد البرلمان والعملية الديمقراطية برمتها.

إن مصر امامها تحديات صعبة وجسيمة، ومشاكل وأزمات اقتصادية لا طاقة لأى دولة أخرى ان تتحملها بهذه الامكانيات المحدودة، والعجز الشديد في الموازنة، والارتفاع الجنوني للدولار مقابل انهيار الجنيه. وحسنا فعل حزب الوفد المصرى، باتخاذ قراره الشجاع بعدم الانضمام لهذه الكيانات او الائتلافات تحت القبة، لإيمانه الشديد بأنها تعوق الممارسة الديمقراطية، ولا تساعد مجلس النواب على القيام بدوره الرقابي والتشريعى بالشكل الذى يخدم الشعب، ولا تمكن الرئيس من تطبيق برنامجه الرئاسى، ولا الحكومة من تنفيذ خطتها، إذا ما انشغل الجميع بهذه الانقسامات والخلافات والصراعات التى تشوه صورتنا دولياً.

السادة أعضاء مجلس الشعب الموقرون.. ارحموا مصر ورئيسها وشعبها.. كونوا على مستوى المسئولية، فالبلد لن  يتحمل والله أى هزة أخرى، أو ائتلافات مظهرية  تضعف دور الأحزاب وتصيب الحياة السياسية بمزيد من الانتكاسات، وتؤدى في النهاية إلى تقويض الديمقراطية وضياع الحرية التى دفع ثمنها الشعب آلاف الشهداء. ضعوا هموم الناس نصب أعينكم، واتحدوا على هدف واحد، دون صراعات أو مهاترات، وإن  أخطأ الرئيس قوموه بالحق، وإن أجاد أعينوه وشجعوه وانصروه، دون استغلال او ابتزاز او استثمار لتلك المساحة التى يسمع فيها الرئيس لرأى هذا أو ذاك. فالبلد ليس في حاجة إلى (جوقة)  تتظاهر بأنها تخدم مصر وتدعم قائدها وهى في الواقع، تضر الدولة، وتسهم في انخفاض شعبية الرئيس، وتعطى الفرصة لمحترفي المكائد والمؤمرات لإفشال خارطة الطريق وتحقيق أهداف ثورة الشعب.