عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأصل في الحج لبيت الله هو التضحية المالية والبدنية للإعلاء من القيم الروحية علي القيم المادية، ولهذا فرضه الله فقط علي من استطاع إليه سبيلا، والمعني واضح القدرة المالية والصحية والنفسية, ولكن نسمع كل عام عن حج مجاني في صورة هدية مدفوعة مقدما لبعض الصحفيين ومقدمي البرامج التليفزيونية في الإعلام الخاص، ولا شك أن هدف السعودية مزيد من دعم العلاقات التاريخية بين مصر والمملكة, ولكن لكي يتحقق الهدف يجب أن تقوم نقابة الصحفيين بإجراء قرعة لاختيار بعض الصحفيين, بحيث تذهب الهدية لمستحقيها من صحفيين من أصحاب الدخل المحدود, أو أن تذهب المنحة للشعب المصري من خلال قرعة يفوز بها في النهاية غير القادرين ماديا علي الحج, وسوف يزيد هذا من عمق العلاقات بين شعب مصر وشعب المملكة ونظامها, ثم كيف يسمح مقدم برامج في الإعلام الخاص يتقاضي ملايين الجنيهات سنويا من عمله بقبول هدية كهذه .!وهو يعلم أن تكلفة الحج السياحي أقل بكثير من ثمن حلقة واحدة يقدمها.

 ألا تري نقابة الصحفيين أن هذه المنحة تضر بمنطق الشفافية وتؤثر علي توجه الجريدة أو المطبوعة الصحفية، الغريب أن منطق الحج المجاني انتقل للجامعات فقد رفض أستاذ جامعي جليل بجامعة القاهرة هدية من طلاب في الدراسات العليا قرروا أن يجمعوا أموالا منهم وإهداء أستاذ المادة حجا مجانيا.! وقد أدرك الأستاذ معني الرشوة المقنعة وأن مقابلها سيكون حتما أن ينجح هؤلاء الطلاب وإن كانوا لا يستحقون النجاح !!فرفضها ووجه إليهم اللوم الشديد!

إن استغلال قيمة روحية دينية عالية كفريضة الحج واستخدامها كرشوة لأغراض دنيوية هي قمة الانحطاط الأخلاقي والإهانة للدين كله، وهو منطق لا يختلف كثيرا عن تجار الدين ومحاولة فصائل معينة لركوب السلطة باستغلال الدين، يجب أن تتخذ الجامعة إجراءا رادعا يجعل هؤلاء الطلاب لا يعاودون الكرة, ويفهمون أن جهاد العلم هو أيضا فريضة أصيلة مطلوبة من كل مؤمن بالله من كل دين، وأن تقديم الرشوة ولو بغلاف روحي يزيد من قبحها ومن جرم مرتكبها. متي تفيق الأمة من منطق الاستسهال والاستغفال, وتعلم أن الطريق إلي الله يحتاج للعطاء والبذل والصدق والأمانة والجهد والعلم والعمل، وأن كل ما بني علي باطل فهو باطل, وأن الله يتقبل العمل الصادق والحج المبذول من وقتك وجهدك وتضحيتك بالمال، وأن الأجيال الشابة يجب أن تتعلم أن التحايل لا يجدي وأن محاولة الحصول علي لقب دكتور دون جهد هو سرقة قبيحة أخطر من سرقة المال، فسارق المال يوجعك لأنه يسرق جهدك, أما سارق الجهد العلمي فهو يخدعك ويخدع مجتمعا بأكمله ,ويقدم نموذجا فاسدا، ويقوم بعد ذلك وهو فارغ بالتدريس لأجيال أخري, فيزداد الانحطاط والتردي العلمي والثقافي, إن ما يحدث من شراء لرسائل ماجستير ودكتوراه تقوم بها مكاتب متخصصة أمام الجامعات مقابل تسعيرة محددة هو مؤشر آخر علي مدي الفساد والتدهور والفوضى العلمية والتعليمية التي نعيشها، فهل يتدخل أحد؟ اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

خبير إعلامي

[email protected]