رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

تعاقدالحكومة المصرية مع شركة بريطانية للاستشارات الأمنية للقيام بتقييم محايد لاجراءات الامن في المطارات المصرية، هو خطوة فى رأيى تعتبر سلاحاً ذا حدين،  فعلى الرغم من أنها شركة خاصة متخصصة بمجال استشارات المخاطر الأمنية حول العالم منذ أن تأسست في عام 1975, وتعمل مع المؤسسات العالمية الأكبر تأثيراً في العالم من أجل فهم التعامل مع المخاطر بتوفير استشارات استراتيجية وتحليل للخبرات وتحقيقات متعمقة وتقدم خدماتها في خمس قارات حول العالم من خلال 36 مكتباً, ولسمعة هذه الشركة العالمية فشهادتها بسلامة الاجراءات الامنية في المطارات المصرية يمكن أن يعزز الثقة في مطاراتنا من قبل الحكومات وشركات السياحة والطيران الاجنبية ويمكن بأن يعجل من عودة تشغيل هذه الشركات لمطاراتنا بعد توقفها منذ حادث الطائرة الروسية... وفى ظنى ان هذا ما كان فى ذهن وزير السياحة عند طرحه الفكرة.

ولكن يظل العديد من علامات الاستفهام تحوم حول طبيعة عمل هذه الشركات بالمطارات المصرية فى هذا التوقيت القاتل فى تاريخ الحياة السياسية المصرية والمصيرية والامنية وسط امواج من المكائد والمؤامرات التى تحاك ضد الدولة المصرية، خاصة في ظل غياب كبير لوزارة الداخلية في هذا الموضوع فنحن لم نر تصريحاً واحداً لوزارة الداخلية حول هذا الموضوع الذي هو بالاساس يخص عملها فهى التي تقوم بتأمين المطارات وبطبيعة الحال ستقوم الشركة بتقييم اجراءاتها.

ثانياً: اعتقاد وزارة السياحة ان هذه الشركات سوف تعيد السياحة الى المطارات هو أمر غير مؤكد وأخشى ما أخشاه أن تقوم هذه الشركة بتسريب معلومات عن الاجراءات الامنية بالمطارات المصرية تزيد من تعنت بعض الدول في تشغيل رحلاتها الي مطاراتنا, والتساؤل هنا هل السلطات الامنية العليا في الدولة ستقوم بمتابعة هذه الشركات والعاملين بها لضمان عدم حصول هذه الشركات على معلومات تخص الامن القومي المصري؟ هذا ما نتمناه خاصة وأن وزارة الطيران تحملت كل العبء في الحملة الاخيرة على الاجراءات الامنية في المطارات المصرية في حين انها ليست هي الجهة المنوطة بتنفيذ هذه الاجراءات.

يا سادة... لسنا ضعفاء حتى نبحث عمن يؤمننا فمصر بخير وأمنها بخير واسالوا ما حدث فى باريس وتونس وكل الدول التى تأن من الإرهاب؟... وإذا كنا نرى أن  الحمل أصبح ثقيلاً على وزارة الداخلية فى تأمين مطارتنا فبحثنا عن شركة أجنبية لتأمينها فإن هذا ليس الحل الامن... فالأحرى التفكير في إنشاء شركة أمن مصرية خالصة نضمن ولاءها لمصر لتقوم بالاجراءات الأمنية بالمطارات، كما هو مطبق في معظم مطارات العالم مع استمرار الشرطة بالمطارات كقوة لإنفاذ القانون في حالة وجود أية مخالفات... هذه الشركة يمكن أن تستعين بالخبرات الشرطية النادرة المتوافرة بمصر وكذلك الخبرات الامنية الكبيرة المتواجدة بقطاع الطيران المدني وكذلك تطعيمها بخبرات الأمن القومي والمخابرات لتشكل درعاً قوية مؤهلة تأهيلاً عمالياً ويتم تدريبه بشكل راق ودوري، كما يتم حالياً مع قطاع الامن بمصر للطيران وتصدر لهم رخصة لمزاولة أمن الطيران من سلطة الطيران المصري.

همسة طائرة ... يا سادة التفكير فى شركة كهذه ليست رفاهية ولكن  يمكن تسويق خدماتها أيضاً لشركات الطيران العالمية التي تعمل في المطارات المصرية لتدر الكثير من الارباح على المساهمين بها, ويمكن أن يساهم في رأس مالها «الشركة القابضة للمطارات» و«شركة مصر للطيران» و«صندوق دعم و تطوير الطيران» وكذلك «وزارة السياحة» و«هيئة تنشيط السياحة»، ويمكن أن تتوسع هذه الشركة المتخصصة في أمن الطيران لتشمل تأمين المناطق السياحية و الفنادق وبالتالي تتفرغ الشرطة لمهامها الاساسية في تأمين المطارات من الخارج والطرق المؤدية إليها ومكافحة الإرهاب... لأن شركة أمن بريطانية فى التوقيت الحالى أمر جد خطير...وإلا لماذا الآن؟