رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية مصرية

لم نكن نتمنى أن تنطبق مقولة «رب ضارة نافعة».. بالنسبة لحادث ملهي العجوزة الذي راح ضحيته 17 قتيلاً بجانب عدد من المصابين.

فالحادث كشف عن العديد من صور الفساد.. وعدم الوعي بتوفير سبل الأمان والوقاية للمواطن وتوفير اشتراطات الحماية المدنية.. فالملهى  الليلي كان خالياً من وجود اجهزة إطفاء ذاتي.. أو طفايات حريق يدوية.. أو مخارج طوارئ فالعاملون فقدوا حياتهم بسبب الاختناق.. بمعني لم تكن هناك نوافذ لتفتح.. بل في ظل انقطاع الكهرباء.. لم تعمل الشفاطات لإخراج الدخان فكان الاختناق والموت.. هو مصير العاملين بالملهى ومن بشاعة الحدث.. أصبحت هذه الكارثة الانسانية «قضية رأي عام» فالحادث جعلنا نواجه أوضاعاً كثيراً ما كنا نتحدث عنها.. ولكن لا نتوقف أمامها.. من أجل اصلاح أو تغيير.. فالفساد في ذلك الحادث تجسد في عدة اتجاهات.. كالسماح بإقامة منشأة خاصة بتواجد المواطنين بداخلها.. ولكنها تفتقر الى كل عوامل السلامة والأمان.

وكشف الحادث أيضاً عن أن هناك عالماً سرياً من البلطجية يسيطرون علي ضحاياهم بالترويع واستخدام الاساليب الاجرامية.. حتى يضمنوا ألا يقف امامهم أو يقاومهم احد.

وكان عالم البلطجة مخفياً.. ولكن بعد ثورة 25 يناير حدث انفلات في الأمن.. وزاد عليها صور من العنف والقتل في الميادين من قبل الجماعات الارهابية التي استغلت الظروف من أجل تحقيق هدف كانوا يخططون له منذ عقود من الزمن.. واعتقدوا ان الترويع والارهاب هو الطريق للاستيلاء على السلطة في مصر.. بعد الثورة حرقت ودمرت عشرات الأقسام وسرقت أسلحتها.

وأيضاً كان هناك استهداف لاغتيال شخصيات كانت لها مواقفها المتميزة بين الجماهير.. مثل الشيخ عفت وغيره كثيرون.. وذلك لاسكات صوت كل من ليس معهم وبالطبع كانت الشرطة بريئة من تلك العمليات لأنها لم تكن متواجدة في حينها.

وكانت المفاجأة التي زاد في انتشار البلطجة في البلاد أن الجماعة التي ألبسوا أنفسهم لباس الدين خداعا عندما انكشف أمرهم ولفظهم الشعب المصري.. كانوا يستعينون بالبلطجية في مظاهرات ومسيرات مدفوعة الأجر من أجل إظهار قوة وامكانيات.. ليست لهم ولا يملكونها.. وأيضاً من أجل الابقاء على التمويل الخارجي من الجهات المتآمرة على مصر.

ولقد بلغ أسلوب البلطجة الذي كان جديداً على مصر منتهاه.. قبل التعافي التام لجهاز الشرطة فكانت تسرق السيارات ثم التفاوض مع أصحابها بعد دفع المعلوم.. والتهديد والخطف لأشخاص واعادتهم بعد دفع الدية.

ومما لا شك فيه عاشت البلاد لفترات تحت سيطرة الخارجين على القانون، ثم بدأت ظروف الأمن في التحسن بالتدريج.. وكان ذلك واضحاً في استكمال الاستحقاق الثالث لخارطة طريق المستقبل بانتخاب «برلمان 2015» كان الأمن متوافراً بصورة تامة بفضل كفاءة خطة التأمين للشرطة وقوات الجيش معا.

وفي ظل الشعور بالابتهاج باتمام الانتخابات البرلمانية بسلام وبشفافية ونزاهة اشاد بها المتابعون الدوليون والاقليميون قبل المحليين.. فوجئنا بحادث الملهي الليلي بالجيزة.. وكان المتسبب فيها بلطجية صغار السن.. دأبوا علي ابتزاز الملاهي الليلية والتلويح بالانتقام اذا لم تتحقق مطالبهم.

ومن المعلوم أن من يمتهن البلطجة ويعتاد ممارستها بصرف النظر عن أعمارهم.. يكون فاقداً للمعايير الانسانية.. ويرتكبون جرائمهم بدماء باردة حتى لو كانت أعمارهم صغيرة.. ولم يكن يتوقع أن تحمل صدورهم كل هذا الشر.

وعموماً الخطوات التي أعلنت اجهزة الأمن عن اتخاذها بانشاء غرفة ادارة الازمات تابعة لقطاع الأمن العام لمراقبة العاصمة بالكاميرات ذات التقنيات عالية الجودة لمراقبة الشوارع والميادين ورصد المسيرات والتجمعات ستساعد على إحكام القبضة على المنفلتين والبلطجية خاصة أن احداثاً عدة مهمة مثل ما حدث بالنسبة للمتحف المصري وكذلك مديريات الأمن لم تكن هناك كاميرات كافية ترصدها.. ومعظمها كان تابعاً للأهالي والمحلات المجاورة.

الكلمة الأخيرة

إن دولة البلطجية ازدهرت في فترة نظام حكم جماعة الاخوان الارهابية.. فكانوا يرون في الفوضى تأمينا لوجودهم.. وبعد ثورة 30 يونية التي أسقطت حكمهم كانوا يستعينون بالبلطجية في المظاهرات والمسيرات من أجل ترويع الشعب المصري وتخويفه.. انتقاما من إسقاطهم ولفظهم من سدة حكم البلاد.

حفظ الله مصر