رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إذا لم يتم إيقاف العمل خلال أسابيع في بناء سد النهضة الإثيوبي ستتعرض مصر لمزيد من الشح المائي وآثار كارثية, تشمل تبوير آلاف الأفدنة وانخفاضا لمنسوب مياه النيل, وعطشا شاملا للأرض والنبات والإنسان, انتهي الاجتماع الثلاثي إلي لا شىء, وإثيوبيا تدير ملف سد النهضة بطريقة تشبه إدارة إيران لملفها النووي! تمرير واستهلاك الوقت حتى تنتهي من المشروع الذي أنجزت منه نحو 65%, ودهاء إثيوبي في تدويلها للمشروع فشركاؤها من أمريكا وفرنسا والنرويج وقطر وإسرائيل واستثمارات خليجية أخرى، وشركاء سريون لا نعلم عنهم شيئا!

يؤكد الخبير المائي د.نادر نور الدين أن ارتفاع السد المكمل لأكثر من 90م بسعة تخزينية 74 مليار متر مكعب, وحدث لأي سبب انهيار لجزء منه سيؤدى لاندفاع مياه الخزان،وغرق السودان بعاصمتها الخرطوم إلي منسوب 9 أمتار وبقية المدن الواقعة شمالها وصولا للسد العالي, فإذا كانت بحيرة ناصر ممتلئة بالماء فسينهار السد العالي وتغرق مصر حتي منطقة الجيزة, أما إذا كانت بحيرة ناصر فارغة فستغمر المياه هذه المساحات والمناطق بمعدل مليار متر مكعب يومياً!

يضيف د.احمد شحاتة أستاذ الدراسات الأفريقية جامعة القاهرة (أنه اذا لم نتدخل خلال أسابيع لإيقاف العمل بالمشروع لحين تقييم الموقف بالتفاوض أو بالتحرك دبلوماسيا لدي الدول المشاركة, وعلي مستوي دائرة حوض النيل والدائرة الأفريقية، سيكون أمامنا خيار التوجه للمؤسسات الدولية المعنية وآخرها مجلس الأمن)، وإذا تأخرت هذه المسارات، فسنكون مطالبين دوليا بحماية سد النهضة! كيف؟ لأنه إذا حدث للسد بعض التصدع أو انهيار جزء منه وهو ممتلئ بالمياه سيؤدي إلى غرق أواسط السودان حتى مشارف الأراضى المصرية! وأي خطأ سيؤدي إلي انهيار السد الجانبي، سيؤدي إلي أن يحول نهر النيل الأزرق مجراه واتجاهه, أى أنه يمكن أن تفقد مصر والسودان وإثيوبيا مياه النهر المحتجزة أمام السد!

وهكذا بدلا من النيل نجاشي.. يصبح النيل مجاشي! علما بأن السد الجانبي يشكل خطرا فعليا علينا وهو من النوع الركامي ويمكن انهياره إما بفعل تدفق المياه وعمليات النحت، أو نتيجة لأحداث جيولوجية أو بشرية!

استمرار إثيوبيا في مخططها سيؤدي إلي : تعرض مصر والسودان لزيادة حالة الشح المائي، وتبوير آلاف الأفدنة وسيقل نصيب الفرد من مياه الشرب علما بأننا وصلنا إلي 90 مليون نسمة، أي أن احتياجات مصر المائية يجب أن تكون 90 مليار متر مكعب, ونحن يصلنا 55.5 مليار متر مكعب وبعد البدء في ملء الخزان خلال أسابيع ستتقلص حصتنا إلي 40 مليار متر.!مع جفاف الآبار الجوفية التي تتكون مياهها من تسرب مياه النيل! كما قد يؤدي إلي تصدع البنايات نتيجة خلخلة التربة بفعل نقص المياه, مع نقص وارتفاع في أسعار المحاصيل الزراعية, ونقص في الطاقة وسيكون علي مصر أن تشتري المياه من إثيوبيا التي تتحكم في 85 % من وارد المياه المصرية التي تأتي إلينا! وإذا لم يتوقف العمل بالمشروع، فإن مصر ستجد نفسها مضطرة للاستسلام للإدارة المائية الإثيوبية، وتدبير أمورها المائية داخلياً, والتضييق على مستخدمى المياه, وهنا سنكون بين كارثتين أن نتحمل مجاعة مائية قاتلة أو نتسبب في غرق السودان وعقابا دوليا تاليا! السد يهدد وجودنا نفسه! لابد من إيقاف سد الخراب الإثيوبي سريعا وبأي وسيلة, فإما أن نكون أو يكون السد.. تلك هي القضية.

خبير إعلامي

[email protected]