رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صح النوم

«30 يونيو» كانت هدية من السماء لفتح صفحة جديدة

لم تمر ساعات من كلمة الرئيس في أكاديمية الشرطة التي طلب قبلها الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الوطن من أفرادها، لم تمر ساعات حتى انتشر على السوشيال ميديا فيديو فتاة شبرا هاجر ١٧ سنة، التي ذكرت فيها بالتفصيل اسماء ضباط عذبوها وطلبوا منها خلع ملابسها ومشاهدة صدرها الى آخر التفاصيل المريرة المستفزة التي تستدعي مسرحية الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن «حفلة على الخازوق»، ورغم ان اللواء ابو بكر عبدالكريم الرجل المحترم الذي يحمل عبء الدفاع عن الداخلية نفى ماحدث بهذه الصورة المروية من الفتاة ووالديها، خصوصا انها مزقت بكلماتها نياط قلبي، ورغم قول سيادة اللواء انه سيتم الكشف الطبي على الفتاة وسيحاسب المخطئ اذا كان هناك خطأ، رغم النفي لكن السؤال المنطقي لماذا تدعي الفتاة وتعلن بحرقة ما حدث معها وتقول ان صرختها فضيحة لها لكنها تعمدت فضح السفاحين الذين ارتكبوا هذا الجرم حتى لا يتكرر مع أخريات، السؤال الآخر: هل هناك دخان من غير نار، خصوصا ونحن لم نفق بعد من حوادث مثيلة في الأقصر والغربية والإسكندرية، وصدقنا وزير الداخلية بإعلانه تفعيل التفتيش الدوري على الأقسام ومحاسبة اي فرد يسئ استخدام القانون، اعتقد ان الامر كله يستحق وقفة وحلولاً عاجلة وجذرية لكن قبل ذلك لابد من رصد عدة نقاط.

أولا ذهاب الرئيس لأكاديمية الشرطة عقب عودته مباشرة من قمة المناخ في باريس، يعني انه استشعر غضب الناس من انحرافات بعض أفراد الشرطة وفي نفس الوقت هو لم يقلل من دور الشرطة ووطنيتها وتقديمها تضحيات جساماً، ولكنه اصر اكثر من مرة على تأكيد تجرد وانسانية أفراد الشرطة وحسن معاملتهم للمواطن فهل وصلت الرسالة ام انها مجرد ماء في غربال.

ثانيا قد يكون كما قال الرئيس ما حدث من خروقات إنما يمثل نسبة قليلة من مجموع اداء الشرطة في مصر لكن لابد ان نؤكد ان ما يصل إلينا عبر السوشيال ميديا هو ما تم تسريبه من الضحايا وان الاغلبية تخاف من اعلان ذلك خوفا من الانتقام أو الوصم والعار فيما يتعلق بالإناث.

ثالثا الشعب وقف مع الشرطة في ٣٠ يونيه التي كانت اعظم فرصة بل هدية من السماء لطي صفحات من الممارسات المخزية طوال عصر مبارك، وبالتأكيد شعر المصريون بروح مختلفه وتكاتف حقيقي ببن الشعب والشرطة حتى ظهرت هذه الممارسات من البعض مؤخرا، وانتشرت وتم توظيفها قبل يناير القادم من الاخوان لإحداث شرخ وفتنه واشعال مصر والهدف معروف.

رابعا الملاحظ ان معظم الانحرافات تأتي من الأقسام التي يتم التعامل فيها مع المواطنين والملاحظ ان آلية ولوائح الداخلية في تعيين أفراد الشرطة بالأقسام لاتراعي معايير عالمية في ذلك منها ان يتم الكشف الدوري على الحالة النفسية لفرد الشرطة «وهذا موجود في كود الشرطة في الدول المتحضرة» لانه ليس كل ضابط او فرد شرطة يصلح للتعامل مع المواطنين، ايضا لا يوجد تفتيش حقيقي ودوري على شغل الأقسام وإنما حاجه «برو عتب» وخلاص.

خامسا لايكفي ان يتم نقل ضابط متهم في تعذيب مواطن من الصعيد الى الدلتا بل يجب عزله عن العمل بالأقسام ويحال لعمل اداري حتى ينتهي التحقيق معه ثم انه لابد من اعادة النظر في مناهج طالب الشرطة ولابد ايضا من التقليل من ظاهرة توريث العائلات في المجال الشرطي لأن وجود سلسلة واجيال وأسر بعينها تسيطر على الداخلية يجعل مبدأ الثواب والعقاب لا وجود له وكم شاهدنا أفراد شرطه يرتكبون الفظائع ولأنه ابن اللوا فلان وترتان تتم مجاملته ويعود «ننوس عين ابيه الباشا» للخدمة وكأن شيئا لم يكن، اخيرا نعم هؤلاء المنحرفون أقلية وكما شاهدت فيديو لضابط شاب يقول أليس في المهن الاخرى منحرفون أليس في الاطباء والمهندسين والمدرسين لماذا تركزون على الشرطة، أقول بل انه في كل مهنة في مصر الأسوياء والمنحرفون وفي الاعلام ايضاً، ولكن ياعزيزي الضابط الشاب هناك مهن الخطأ فيها «بفورة» القتل فيها كأنك قتلت الناس جميعا، كأنك طعنت القيم والكتب المقدسة وصفات العدل التي هي اسم من اسماء الله الحسنى، من هذه المهن الشرطة والقضاء والاعلام يجب ألا يكون فيها خطأ واحد متعمد لانها للاسف مثل كوب لبن صاف تضع نقطة زفت، يتحول لسواد مقزز، وهذا ما لانتمناه لاخوتنا في الشرطة فهل وصلت اليهم رسالة السيسي ام انهم سيخذلونه؟ حمى الله شعب مصر وجيشه وشرطته، وصح النوم!