رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية مصرية

أثبتت الأحداث.. خلال الأربع سنوات الماضية.. أن ما أطلق عليها منطقة الربيع العربى.. خُطط لها أن تقع تحت جحيم الإرهاب.. من جماعات إرهابية بأسماء مختلفة ولكن جذورها واحدة.. وهدفها واحد.

واستمرت معاناة معظم الشعوب في دول المنطقة تحت وطأة إرهاب أسود بقصد إحداث انقسامات داخلية بين أبناء الوطن الواحد.. حيث أُججت فيها نار الطائفية.. والتقاتل بين أبناء الشعب الواحد.. حتي وصل الأمر إلى ظهور جماعات تكفيرية استخدمت كل أساليب الهمجية والشر للقتل بقطع الرقاب.. وحرق الأحياء.. والتجارة بالبشر وخاصة بالنساء والأطفال.. وبدا وكأننا كنا في سبات عميق غُيب فيه الوعى مثل أهل الكهف.. وفجأة استيقظنا علي عصر الغابة والسيطرة للأشرس من الوحوش المتوحشة.. وهم في حقيقة الأمر.. إرهابيون!!

< وفى="" ظل="" تلك="" (الفوضى="" الهدامة)..="" ظهر="" جلياً="" كيف="" أن="" شعب="" مصر="" تجري="" في="" عروقه="" عراقة="" حضارة="" آلاف="" السنين..="" حتى="" أصبح="" يتردد="" أن="" الشعب="" المصرى="" له="" كتالوج="" خاص="" به..="" لم="" يتكرر="" لشعب="">

والدليل على ذلك أمام طغيان إرهاب (الفوضى الهدامة) التي اجتاحت المنطقة.. وأحدثت خراباً وهدماً في العديد من دول المنطقة.. تماسكت مصر.. ولم يضع من قدميها الطريق.. بفضل شعبها.. وجيشها الوطنى الأمين.. الذي لا يخلو بيت في مصر من أحد أفراده.. وبالفعل أمام كل التحديات الصعبة.. اندمج الجيش مع الشعب.. بحيث أصبحا حقاً (يداً واحدة).. وليس مجرد شعار يتردد.. وتولد عن ذلك ثورة (30 يونية) المجيدة.. التي صُنفت كأكبر تجمع بشرى في تاريخ الإنسانية.. ومنها انبثقت (خارطة طريق المستقبل) باستحقاقات ثلاثة: الدستور - انتخاب الرئيس - انتخاب البرلمان والذي تم الانتهاء منه هذا الأسبوع.

وبالرغم من التآمر الخارجي من دول لها أطماع في المنطقة.. والاشتراك مع خائنين في الداخل من جماعة الإخوان الإرهابية والموالين لهم.. من جماعات إرهابية وتكفيرية انبثقت من داخلها واصطنعت أسماء للتمويه.. والإيحاء بكثرة أعداد الجماعات.. وهم جميعاً بهدف واحد.. خاب ظنهم في تحقيقه في مصر!!

ولذلك فهم مستمرون في غيهم.. في محاولات مستميتة للإرهاب والترويع.. ليس فقط كرهاً في نظام الحكم.. بل لا يخفون حقدهم علي الشعب المصرى.. الذي أسقط نظام حكم جماعة الإخوان الإرهابية.. خلال العام الأسود من حكمهم.

فلم تتوقف العمليات الإرهابية ضد المواطنين الأبرياء.. التى سماتها الغدر.. والطعن في الظهر.. ثم الهروب لا يعبأون بأى شعور أمام يتم الأبناء.. وترمل الزوجات.. وثكلى الأمهات.. والآباء المكلومين.. بل تجمدت عواطفهم.. وفقدوا إنسانيتهم!!

ولطالما نادت مصر مراراً وتكراراً.. أن الإرهاب لا وطن له.. ولا دين له.. ولن يتوقف عند مكان ما، بل سيتسرب إلي أنحاء العالم.. ولن يتوقف.. كالجن في القمقم.. متي انطلق لن يعود مرة أخرى إلي مكانه ويهدأ!!

< ولذلك..="" فإذا="" أخذنا="" شهر="" (نوفمبر)="" الماضى="" للاستدلال="" علي="" ما="" ترتكبه="" الجماعات="" الإرهابية="" ضد="" الأبرياء="" فلم="" تكتف="" بما="" ترتكبه="" من="" جرائم="" في="" دول="" المنطقة..="" بل="" امتد="" نشاطها="" إلي="" أكثر="" من="" دولة="" في="" عدة="" قارات="" حتي="" أطلقت="" بعض="" وكالات="" الأنباء="" الدولية="" على="" الشهر="" الماضى..="" شهر="" الإرهاب="" الأسود="" علي="" العالم..="" أو="" شهر="" الكوارث="" والتفجيرات،="" حيث="" امتدت="" العمليات="" الإرهابية="" إلي="" قارة="" أوروبا="">

وكانت المفاجأة علي المجتمع الدولي ما وقع في (فرنسا)، حيث تعرضت لأحداث إرهابية مروعة متزامنة في مناطق مختلفة من (باريس). وكانت حصيلتها 130 قتيلاً و399 مصاباً، وكانت أحداث (مالى) في أفريقيا الذي هوجم فيها فندق ونجم  عنها قتلي ومصابون.. وتلي ذلك في (تونس).. الهجوم علي سيارة كانت تقل أفراد الأمن الرئاسى.. قتل 12 شخصاً.

وفي نفس اليوم في (العريش) قتل 8 أشخاص في فندق بينهم قاضيان.. في نهاية الانتخابات البرلمانية التي تمت بنجاح، خاصة في سيناء.. مما أثار حفيظة الإرهابيين وأرادوا الظهور أمام الدول المساندة لأنشطتهم الإجرامية.. إنهم مازالوا فاعلين!!

كذلك تعرضت بلجيكا لتهديدات.. أبقت علي مواطنيها في منازلهم خشية أن تتكرر فيها العمليات الإرهابية في فرنسا.. ورُفع مستوي الإنذار الإرهابى في بروكسل العاصمة إلي الدرجة القصوى.

لذلك إذا كانت قارة أفريقيا في مرمي الإرهاب في الشهر الماضى حيث تعرضت عدة دول فيها لهجمات غادرة مثل: مالى ونيجيريا ومصر وتونس، وكذلك لا تخفى الجماعات الإرهابية استهدافها لبعض الدول العربية الأخرى كالسعودية والإمارات والأردن، كما أيضاً تعرضت دول في أوروبا كفرنسا لهجمات إرهابية متعددة متزامنة، وبلجيكا لتهديدات متكررة، وبالتأكيد لن تكون تلك هي نهاية المطاف!!

 

الكلمة الأخيرة

الإرهاب.. لا وطن له.. ولا دين.

والجماعات الإرهابية باختلاف مسمياتها.. لا تحفظ الجميل لمن يساندها ويقف معها.. فهي جماعات لا أمان لها. ولنتذكر موقف الإخوان مع الرئيس عبدالناصر.. الذي حل الأحزاب وأبقى علي (الإخوان) كجماعة دعوية تزاول نشاطها.. ومع ذلك حاولوا اغتياله عام (1954).

كذلك الرئيس السادات ساند التيار الإسلامى.. وأخرجهم إلي الحياة السياسية بعد طول عزلة.. فانتهى الأمر باغتياله علي أيديهم (1981).

ولذلك ما جرى من عمليات إرهابية خلال الفترة السابقة.. وضع دول العالم شرقاً وغرباً.. فوق صفيح ساخن أمر متوقع.. ولا تظن الدول التي تساند تلك الجماعات.. إنها ستكون في مأمن من جرمهم.. بل حتماً سيجىء عليها الدور.. حينما تحين الفرصة!!

حفظ الله مصر