عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الله لا يقبل الشريك، والدولة لا تقبل الشريك، وعلي الجميع أن يعي ذلك جيداً», هذه كلمات (أردوجان) الذي حول تركيا لسجن رهيب فالقمع يتواصل بلا هوادة منذ سحق مظاهرات ساحة تقسيم وحديقة جزين عام 2013. ورغم أن وصول أردوجان وحزبه بانتخابات شابها العوار وبانتصار ضئيل يشبه وصول رفيقه في المشروع الإخواني مرسي للسلطة! كما يسعي لتحويل النظام إلي رئاسي، ولم يعد مسموحاً الآن في تركيا بتوجيه النقد وأغلقت عدة محطات فضائية معارضة، والمعارضون يلقي بهم في السجون وتم اعتقال المدير العام لقناة «سامان يولو» التركية (هدايت كاراجا) و(جان دوندار) رئيس تحرير جمهوريّت ذات الاتجاه اليساري بدعوى انتمائه لتنظيم مسلّح! وهي التهمة الجاهزة في تركيا لكل من يهمس بانتقاد، لتواصل حكومة حزب العدالة والتنمية انقلابها على الإعلام الحر.

وكان (أردم جول ) مدير صحيفة جمهوريت في أنقرة المعتقل مع دوندار يُحاكم بتهمة نشره أخبارًا كشفت عن شاحنات المخابرات التركية تنقل أسلحة لمنظمات إرهابيّة في سوريا.! ولا نعرف العدد الحقيقي للمحبوسين احتياطيا في سجون أردوجان وعلاوة علي تجريم التظاهر ينوى إقرار قانون يوسع من سلطات الشرطة, ويقر الحبس الاحتياطي بالاشتباه وهو الأمر الذي يتم دون قانون الآن، أما القضاء فقد تم رشوته وتسييسه تماماً، حتى إن جريدة زمان المعارضة نشرت تقريراً رصدت فيه فصل 49 قاضياً ومدعياً عاماً عقب عمليات الفساد التي كشفتها المحاكمات، ووصل الأمر لاعتقال قاضيين وأربعة من المدعين العام! والقضاة غير المرضي عنهم يتم استبعادهم فوراً ومن ضمنهم القاضي (حسن خان) الذي تم تنزيل رتبته بسبب إصداره قراراً بالقبض علي قادة إسرائيليين في قضية سفينة مرمرة التي ضربتها إسرائيل في المياه الإقليمية التركية وكانت تحمل مناصرين من كل العالم يطالبون بفك حصار غزة المميت!

ولكن علاقات أردوجان بإسرائيل أكثر من ممتازة، ومعروف للعالم كله أن داعش تهرب نفط سوريا والعراق عبر ميناء جيهان التركي إلي إسرائيل, ومنه إلي دول أوروبا، كما نشرت صحف المعارضة صورا لابن أردوجان مع قادة داعش وهو أكبر المستفيدين والمتورطين في هذه العمليات، ومن قبل زار أردوجان إسرائيل ووضع إكليلاً من الزهور علي قبر تيودر هرتزل مؤسس الصهيونية في صحبة شارون، ويبدو أنه مازال يعيش وهم الخلافة العثمانية حيث بني مؤخراً قصره الأبيض علي مساحة 200 ألف متر بتكلفة وصلت لأكثر من 600 مليون دولار وبه أكثر من ألف ومائة وخمسين غرفة، ومزود بحراس يرتدون أزياء الخلافة العثمانية! وينتج حاليا أضخم فيلم في تاريخ السينما التركية عن حياته!

وقد حوَّل أردوجان تركيا لسجن مخيف، ثم ارتكب حماقته التي تمثل القشة الأخيرة لنظام حكمه بضربه للطائرة الروسية وإسقاطها، ثم قامت المنظمات الإرهابية بقتل واحد من الطيارين أثناء نزوله بمظلته في مشهد يخرق كل مبادئ الإنسانية وقوانين الحرب نفسها، وبدأ الجيش التركي يتململ من حماقته السياسية، ولكن الغضب الشعبي التركي ربما يسبق الرد الروسي ويطيح بأردوجان وحزبه في ثورة شاملة تقترب، ولا أتصور أن الرد الروسي سيكون أقل من مساعدة الشعب التركي علي الخلاص من الطاغية الموهوم فكما يقول بيسمارك: (الروس يسرجون خيولهم طويلاً ولكنهم يمتطونها سريعاً), لم يفهم أردوجان ولا أي أردوجان درس من سبقوه من طغاة، هم لا يعترفون ولا يرون المشهد النهائي, هل رأينا مشهداً ختامياً سعيداً لأي طاغية عبر التاريخ؟

خبير إعلامي

[email protected]