رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعرف رجلاً جعله الله سبحانه وتعالى صاحب فضل عليّ وعلى الكثيرين غيري.. هذا الرجل يملك من الأبناء 3 رجال.. ثالثهما دخل الجامعة مطلع هذا العام، والاثنان الآخران في جهاز الشرطة ويخدمان حالياً في سيناء، وبالتحديد في العريش.. وما أدراك ما العريش..

مع كل هجوم يشنّه الإرهابيون الخونة أرفع سماعة الهاتف ويدي ولساني يرتعشان.. إيه الأخبار؟، أطمئن قليلاً عندما يصلني الصوت قائلاً: الحمد لله الولاد كويسين، وربنا يرحم زملاءهم ويشفي المصابين منهم..

أذكر أنني سألت الرجل يوماً عن موعد انتهاء تكليف أبنائه في العريش، فردّ قائلاً: مش هيرجعوا.. كررت السؤال مندهشاً: ليه كده بس، فقال لي بوجه يكسوه الرضا بقضاء الله وقدره: المفروض إن تكليفهم خلص في مايو اللي فات، بس قالوا مش راجعين غير لما نجيب حق زمايلنا.


يمكن أن نضيف تلك القصة الواقعية إلى وصية مقدم القوات المسلحة محمد هارون التي كتبها بخط يديه قبل أن يلقى وجه ربه، ويوصي فيها بسداد ديونه قبل أن يدخل قبره.. هؤلاء وأمثالهم لهم دين في أعناقنا وأعناق الوطن.. ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يحفظهم ويتقبل من يُقتل منهم فداء للوطن في مصاف الشهداء...


كان هذا نذراً يسيراً من الجزء المضيء للصورة، فالتضحيات كبيرة، والدماء سالت وتسيل وسوف تسيل دفاعاً عن مصر.. ولكن هناك جزء آخر لا أقول إنه يشوّه تلك الصورة لأنها غير قابلة للتشويه، ولكنه مثير للجدل وللقلق أيضاً، وينبغي التصدي إليه بكل حسم وحزم، حتى لا تتضخم كرة الثلج ونعود إلى نقطة الصفر.

 

في ظرف أسبوع واحد، تسلطت الأضواء على 3 حوادث كانت الشرطة العنصر المشترك فيها، الأول اشتباكات العوامية في الأقصر، بعد أن توفي المواطن طلعت شبيب في قسم الشرطة بعد نصف ساعة من إلقاء القبض عليه، واتهم أهله ضباط القسم بتعذيبه، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين، والثاني في الإسماعيلية عندما ألقت الشرطة القبض على الطبيب البيطري عفيفي حسن عفيفي في صيدلية ثم توفي الرجل في القسم، والثالث عندما تقدم محامي ببلاغ إلى النائب العام يتهم فيه ضابط بقسم عين شمس وأمين شرطة بالاعتداء على مواطن يعمل "سروجي" وضربه في رأسه بالسلاح الميري، مما أدى إلى إصابته بارتجاج في المخ.


لست في موقع "الحكم القاطع" على حقيقة الأحداث الثلاثة، فقد جرت العادة أن يكون هناك "مونتاج" لأهم فقرة في الرواية سواء كان ذلك بفعل الجاني أو بواسطة أقارب وأنصار المجني عليه، وقد استمعت على سبيل المثال لمداخلة زوجة الطبيب البيطري المتوفى في قسم الإسماعيلية على قناة "دريم" مساء أمس الجمعة، وكان حديثها مثيراً للعديد من التساؤلات، ولا أعلم إذا كان ذلك بسبب الصدمة نتيجة رحيل رفيق العمر أو لأسباب أخرى..

 

في واقعة مقتل الناشطة شيماء الصباغ وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الجميع ووعد بأن ينال القاتل جزاءه، وبالفعل وفي وقت قياسي، وبعد أقل من 5 شهور على الواقعة صدر حكم القضاء بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً على النقيب ياسين حاتم.

الآن يتعين على السيسي أن يتحرك مرة أخرى، ويؤكد مجدداً أن من تتم إدانته بارتكاب تلك الأفعال لا يمكن أن يُفلت من العقاب، ويجب أن تكون هناك أوامر صارمة بألا يتم التستر على أحد أياً كان منصبه ونفوذه.

أعلم أننا لسنا شعباً من الملائكة، ولا نعيش في المدينة الفاضلة، ولكن يجب أن يكون المسئولون على قدر المسئولية، وأن يكون تحركهم سريعاً وعلى مستوى الحدث، وألا يستهينوا بأمور رآها من قبلهم لا تستحق الاهتمام فدفعوا ودفعنا جميعاً الثمن غالياً، وأن يدركوا حقيقة أن معظم النار من مستصغر الشرر..

 

قالها الرئيس للإعلاميين وكان محقاً فيما قاله، وأرى أنه يجب أن يوجّه نفس العبارة لكل من يظنُ نفسه فوق مستوى الحساب في أي موقع.. #ميصحش_كده.