عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

ليس من باب المفاجأة أن يصحو العالم كل يوم على أصوات القنابل والمتفجرات والسيارات المفخخة، وليس من قبيل المصادفة أن تكون صور الاشلاء والدمار «معتادة» على شاشات التليفزيون وأجهزة الكمبيوتر والتليفونات المحمولة.. أصبح العنف لصيقاً بالحياة اليومية.. كنا لسنوات قليلة مضت نخشى على أطفالنا من مشاهدة ما تنقله القنوات الاخبارية من صور القتلى والجرحى.. من هنا وهناك، لكنك إذا راقبت طفلك الآن ستجده يتعامل مع تلك المشاهد بـ «تآلف» يبعث على الدهشة.. ولم لا.. انها متعة الاطفال والمراهقين بل وكثير من الشباب والشابات الآن.. كونهم يستمتعون بألعاب الكترونية قوامها التدمير «بلا منطق» بل تدعوهم الى الاستمتاع بالقتل والعنف المطلق المثير «للقلق» انك اذا راقبت «لاعبا» من هؤلاء وخاصة الاطفال تجده متحمساً لالحاق الاذى بالآخر.. دونما عداء واضح بين الاثنين، هكذا يتعلم زهور الحياة اليومية القتل «الممتع» والأذى الذي يحقق لصاحبه لذة ونشوة.. لم تعهدها الا فيمن ينحرفون عن المسار البشري والسلوك «الانساني» ناهيك عن مفاهيم التحضر والرقي.. والرقة ورهافة الحس.. طفل ضئيل الحجم يتحول فجأة الى وحش مفترس ممسكاً بذراع أو «ماوس» فتتحرك على شاشته كل اسلحة الدمار.. وتصدر عن الجهاز اصوات معركة حقيقية.. ومنهم من يمتلك رفاهية الابعاد المتعددة.. فيحقق اللذة الكبرى في شعور «وهمي» بأنه داخل المعركة.. ويفتك بأبطال «وهميين» في ساحة قتال.. يسعد جداً كلما اتسعت امام عينيه.

فمن أهم الركائز التي تعتمد عليها هذه الالعاب هو «التفاعل» فيما بين الوهم والحقيقة بل نسعى لجذب اللاعب في صف «المعتدي» أو المبادر بالعدوان.. الى هذا الحد وأنا لا أتحدث عن آثار سلبية تؤثر على أدمغة مدمني هذه الألعاب ولا فيما تسببه من أرق.. وقلق وربما اكتئاب او حتى اعاقات من نوع قد لا يدركه المحيطون بسهولة كما اشارت الدراسات «الثمينة» التي تناولت هذه القضية.. انما ما يشغلني حقاً هو خلق هذا «الاعتياد على العدوان» والتآلف مع التدمير وتمزيق الآخر بلا رحمة.. بل ان صيحات الفرحة تتعالى كلما قتل هذا او ذاك اخشى أن نستيقظ في مستقبل ليس بعيداً على اطفال يذبحون البشر «الحقيقيين».

ما زلت غير مصدقة لما تبثه بعض الجماعات المتطرفة لعمليات قتل وحشى يقوم بها اطفال فعلاً.. ولكني اتساءل هل من الممكن أن نوقف هذا الزحف الالكتروني «الفتاك» هل من سبيل لحماية براءة اطفالنا من هذا الشر المطلق.. أم أن الأوان قد فات.